جعفرُ الصادقُ تاجُ المذهبِ
مذهبُ الحقِّ الذي لم يَرتَبِ
وارثُ الوحي وسبطُ المصطفى
وسليلُ المرتضى المُنتجَبِ
وشَذا الزهراءِ بنتِ الأصفيا
فاحَ بالعلمِ ولمّا يَنضَبِ
وزعيمُ الدينِ مِصباحُ الهدى
وملاذُ الوالِهينَ الهُرَّبِ
صلواتُ اللهِ تَحْويهِ رِضَىً
قائداً خاضَ خِضمَّ الكُرَبِ
كيف لا وهو إمامٌ ثائرٌ
وأمينُ اللهِ لم يَستَرهِبِ
في زمانٍ كانَ عبئاً خانقاً
ضامَ فيهِ البَغيُ أبناءَ النبي
واُباةُ الضّيمِ ماضُونَ هُدىً
في قُرى العُجْمِ وأرضِ العَرَبِ
مُستنيرونَ بآلِ المصطفى
وضياءِ الصادقِينَ الشُّهُبِ
ويلَ مَنْ غالَ إماماً طاهراً
صادقَ الوعدِ شريفَ النَسبِ
ولهُ في الدينِ إشراقٌ على
اُمَمٍ تهفو إلى طُهْرٍ أبي
والمُرُوءاتُ ارتَوتْ مِن نبْعِهِ
واستطابَتْ منهُ عذْبَ المَشْربِ
أيها الصادقُ نبكيكَ أسَىً
مثلما نبكي لفقدانِ الأبِ
يا كريمَ النفسِ يا حَقَّاً قضىَ
بسُمُومِ الحاقِدِ المضطرِبِ
أينَ منكَ الناقمُ الفظُّ الذي
غالَ مجداً جاءَ مِن نسلِ نبي
وارتضى الظلمَ لآلٍ طيِّبٍ
عترةِ المختارِ بيتِ الحسَبِ
واعتلى حُكماً بِلا حقٍّ ، لهم
يا لَحَقٍّ!! ليتَهُ لم يُغصَبِ
أيها الباكونَ أعلامَ الوَرى
ومَصاديقَ النُّهى والكُتُبِ
أسبِلُوا الدَّمْعَ بذكرى صادقٍ
نالَ هَضْماّ مِن شَقِيٍّ مُذنِبِ
واذكرواً بالحزنِ ميراثاً غدا
مَغنماً للفاسدِ المُغتصِبِ
فإلى طيبةَ نرنُو أعيُناً
وقُلُوباً تكتوي باللّهَبِ
يا إمامَ العصرِ هذي أدمُعٌ
هي واللهِ احتجاجُ المُغضَبِ
أدمُعٌ أرَّخَتِ الحقَّ الذي
لكَ يشتاقُ ولمّا يُطلَبِ
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي