الهي ارحمنا غرباء اذا تضمنتنا بطون لحودنا، وغميت(۳۰) باللبن سقوف بيوتنا، واضجعنا مساكين على الايمان في قبورنا، وخلفنا فرادى في اضيق المضاجع، وصرعتنا المنايا في اعجب المصارع، وصرنا في ديار قوم كانها ماهولة(۳۱)، وهي منهم بلاقع(۳۲).
الهي واذا جئناك عراة حفاة مغبرة من ثرى الاجداث رؤوسنا، وشاحبة(۳۳) من تراب الملاحيد وجوهنا، وخاشعة من اهوال القيامة ابصارنا، وذابلة(۳٤) من شدة العطش شفاهنا، وجائعة لطول المقام بطوننا، وبادئة هنالك للعيون سوآتنا، وموقرة من ثقل الاوزار ظهورنا، ومشغولين بما قد دهانا(۳٥) عن اهالينا واولادنا، فلا تضاعف المصآئب علينا باعراض وجهك الكريم عنا، وبسلب عائدة ما مثله الرجاء منا.
الهي ما حنت هذه العيون الى بكائها، ولا جادت منسربة بمائها، ولا اسهدها بنحيب الثاكلات فقد عزائها، الا لما اسلفته من عمدها وخطائها، وما دعاها اليه عواقب بلائها، وانت القادر يا عزيز على كشف غمائها.
الهي ان كنا مجرمين فانا نبكي على اضاعتنا من حرمتك ما تستوجبه، وان كنا محرومين فانا نبكي اذ فاتنا من جودك ما نطلبه.
(۳۰) غمت (خ ل).
(۳۱) مأهولة: مسكونة.
(۳۲) اي خالية عنهم.
(۳۳) الشاحب: المتغير اللون من مرض او لعارض.
(۳٤) ذبل النبات: قلّ ماؤه وذهبت نضارته.
(۳٥) دهاه دهيا: اصابه امر عظيم.