اسم هذه المدينة في اللغة الفارسية مكون من جزئين، هما "فر" و "مان" بمعنى "إبق عظيماً وجليلاً" لكونها كانت مهداً للعديد من الحضارات على مر العصور، وكل من يسمع باسمها يتبادر اسم الفيلسوف والمفكر المسلم الكبير الشهيد مرتضى مطهري، فهي موطنه ومسقط رأسه.
قبل قرن من الزمن اتسع نطاق هذه المدينة وتزايدت أعداد سكنتها، فقبل ذلك كان تقطنها بعض قبائل البربر والتيموريين، ومن ثم شيئاً فشيئاً انتعشت وحظيت بمكانة هامة، وفيما بعد انفصلت عن النطاق الجغرافي والإداري لمدينة مشهد المقدسة.
قرية "سنك بست"
"سنك بست" هي قرية تابعة لمدينة فريمان وتقع جنوبي مدينة مشهد المقدسة وعلى مسافة 40 كم بالتحديد، وهي تجاور منطقة أثرية كبيرة فيها أطلال لأبنية شيدت وفق فنون معمارية فذة، حيث كانت قديماً واحدة من المناطق الحيوية المفعمة بالحياة لكونها تقع في نقطة ارتباط للطرق الواصلة بين نيسابور ومرو وقهستان وهرات وطوس، وقد كانت محل استراحة للقوافل التي تسلك طريق الحرير التجاري الدولي الشهير.
من الأطلال الموجودة حالياً في المنطقة الأثرية المحاذية لقرية "سنك بست" بقايا نزل قديم تم تشييده في عهد الملك محمود الغزنوي بواسطة والي طوس آنذاك أرسلان جاذب الذي تقع مقبرته على القرب من هناك أيضاً.
ومن المعالم الأثرية الأخرى لهذه المنطقة التاريخية منارة مشيدة من الطابوق يبلغ ارتفاعها 40 م وعرضها 5,5 م وهي الأخرى شيدت بأمر من الوالي أرسلان جاذب ولا تبعد كثيراً عن مقبرته، ويطلق عليها السكنة المحليون اسم "ميل اياز" وفي الماضي كانت هناك منارة أخرى إلى جوارها لكنها انهارت ولم يبق منها سوى قاعدتها.
إضافة إلى ذلك هناك أطلال تاريخية لنزل آخر تم تشييده في القرن التاسع الهجري بواسطة الأمير علي شير نوايي في العهد الغزنوي.
سدّ "فريمان"
على مسافة 12 جنوبي مركز مدينة فريمان هناك سدّ قديم يقال إنه شيد قبل 300 أو 400 عام حيث بني لأجل تخزين المياه، والبحيرة الموجودة خلف جدرانه ساهمت في إيجاد بيئة رائعة تنعش النفوس لمن يتجول في ضفافها.
مياه "شاهان كرماب" المعدنية
مياه "شاهان كرماب" المعدنية تتدفق في ناحية "قلندر آباد" التابعة لمدينة فريمان وفي أرياف "سفيد سنك" بالتحديد، وتبعد هذه الينابيع مسافة 57 كم عن مركز مدينة فريمان، وهي مفعمة بالمياه الصافية العذبة التي لا تصدر منها أية روائح كريهة وليست ملوثة بأي لون كان، ودرجة حرارتها تبلغ 48 درجة تقريباً وليس فيها كبريت أو أمونياك أو رواسب ملحية.
هذه المياه المعدنية لها خواص علاجية، لذلك يقصدها بعض المصابين بالأمراض الجلدية للعلاج، ومن ميزاتها أنّ أملاحها قليلة والمواد المعدنية الموجودة فيها ليست ضارة لبدن الإنسان، وحرارتها مفيدة للذين يعانون من حصى الكلى وحتى المصابين ببعض أمراض المجاري البولية.
وقد تم تشييد بناء قديم على مقربة من هذه الينابيع وتفيد المصادر التاريخية والأحجار المنقوشة بقربها أنها بنيت في عهد الملك سليمان الصفوي.
مبنى "عشق آباد" التاريخي الديني
على مسافة 10 كم غربي مدينة فريمان هناك مبنى تأريخي ديني يقع في قرية اسمها "عشق آباد" وهو ضريح السيد نظام الدين أحد أحفاد الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ويرجع تأريخ تشييد هذا المعلم الديني إلى العهد التيموري، ولكنه كان مشيداً قبل ذلك في العهد الإيلخاني، ففي العهد التيموري أعيد بناؤه من جديد.
يتضمن هذا المزار الشريف إيواناً كبيراً يشرف على الناحية الشرقية، وفيه نقوش وزخارف من الجبس والطابوق وعلى جهته اليسرى نقش اسم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأما في جهته اليمنى فقد نقش اسم الإمام علي (عليه السلام).
دار الشهيد مرتضى مطهري
مدينة فريمان هي مسقط رأس الفيلسوف والمفكر المسلم الكبير الشهيد مرتضى مطهري، واليوم يطلق اسمه على الشارع الذي يقع فيه داره، وهو دار تراثي جميل يرجع تأريخه إلى العهد البهلوي ويحظى بأهمية بالغة كونه احتضن هذا العالم الفذ، حيث تم تشييده من الطين واللبن وفيه حديقة كبيرة وتبلغ مساحته الإجمالية 3700 متر مربع، وفي عام 2002 م أدرج ضمن قائمة الآثار الوطنية.
برج سدّ فريمان
على مقربة من سدّ فريمان القديم، هناك برج باسم فريمان أيضاً، حيث يقع على تل مرتفع نسبياً شمال شرقي المدينة، وهو على هيئة دائرية على غرار الفوانيس التي تشيد على سواحل البحار، وقد تم تشييده في العهد البهلوي.
في الجزء الاعلى من البرج توجد أربع نوافذ تطل كل واحدة منها على إحدى الجهات الجغرافية الأربعة، والهدف من بنائه هو الإشراف على مستوى مياه سدّ فريمان، وفيه بئر كبير يتم استخراج مياهه لسقي الأراضي المجاورة له.