البث المباشر

شرح فقرة: "ملجئاً ظهري إلى الله متوكلاً على الله..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:52 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "ملجئاً ظهري إلى الله متوكلاً على الله..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 43

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـ( دعاء علقمة او صفوان)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وبقيت مقاطع على وشك ان ننتهي منها حيث تتضمن النهاية جملة عبارات او مقاطع توديعية، جاء في احدها هذا التوسل بالله تعالى مشفوعاً بالتوسل بالامامين علي والحسين عليهما السلام بصفة ان الدعاء الذي نتحدث عنه وظف لقراءته بعد زيارتهما عليهما السلام.

يقول المقطع (انقلبت على ما شاء الله) الى ان يقول (ملجئاً ظهري الى الله متوكلاً على الله، واقول حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس لي وراء الله ووراءكم يا سادتي منتهى).

هذا المقطع من الدعاء يتضمن عبارات فنية تفصح عن الدلالات المتنوعة فيها، ولعل اول ما يطالعنا منها هو هذا التعبير الاستعاري او الرمزي وهو عبارة (ملجئاً ظهري الى الله).

اذن لنتحدث اولاً عن العبارة المذكورة ان السؤال المتبادر الى الذهن عند مواجهتك لعبارة ملجئاً ظهري الى الله، تعالى هو ماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟ طبيعياً هذه العبارة قد نعتبرها استعارة وقد نعتبرها رمزاً ولعلك تسأل عن السبب في هاتين التسميتين المترددتين لذلك نقول، ان الظهر قد يستعمل رمزاً لحمل الاشياء فيكون رمزاً لتحمل المسؤولية مثلاً او غيرها من الامور العبادية وقد يستعمل رمزاً للتوكؤ او الاستناد الى الشيء كما لو اسندت ظهرك الى وسادة مثلاً فيكون حينئذ طلباً لتحقيق الراحة.

وهذا في حالة ما اذا اعتبرنا الظهر مجرد رمز او اشارة الى شيء آخر أي الى المسؤولية او طلب الراحة والامر نفسه اذا اعتبرنا الظهر استعارة وليس رمزاً فنكون مثلاً قد خلعنا صفة خاصة بالظهر وهو الحمل على ظاهرة اخرى وهي تحقق الراحة.

المهم نحن في هاتين الحالتين نواجه عبارة رمزية او استعارية والسؤال هو ماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟

من الواضح ان قارئ الدعاء عندما قرر بانه ملجيء ظهره الى الله تعالى، فانه يستهدف من الرمز او الاستعارة المتقدمة معنى هو انه يعتمد على الله تعالى في اشباع حاجاته، كيف استنتجنا ذلك؟

واضح ايضاً ان الظهر ما دام يرمز الى حمل المسؤولية او طلب الراحة (كمن يستند بظهره الى الوسادة)، حينئذ فان القارئ للدعاء يستخلص بان المقصود من ذلك هو انه يعتمد على الله تعالى في تحقيق طموحاته فكما ان من يستند الى الوسادة طلباً لتحقق جلوس مريح كذلك يستند الى الله تعالى لتحقق حاجات يتطلع الى اتمامها.

ومن الطبيعي جداً ان من يعتمد على الله تعالى في تحقيق آماله فان الله تعالى لا يخيبها كما هو واضح.

بعد ذلك تواجهنا عبارة (متوكلاً على الله) هذه العبارة من الوضوح بمكان حيث لاحظت بان العبارة السابقة تقرر بان قارئ الدعاء قد استند الى الله تعالى في اشباع طموحاته وهذا الاعتماد او الاستناد الى الله تعالى لابد وان يكمن وراءه امر متحقق حتماً وهو يتطلب توكلاً على الله تعالى أي ان يثق ويتيقن بانه اذا اوكل اموره الى الله تعالى فانه تعالى سوف لن يخيب امله البتة، لماذا؟

لان الايكال لامورنا الى الله تعالى يعني اننا لا نملك لانفسنا نفعاً ولا ضراً وانما الامر هو لله تعالى، وهو المتكفل بتحقيق ما نتطلع اليه من هنا تواجهنا العبارة الجديدة بعد العبارة المتوكلة على الله تعالى بهذا النحو اقول حسبي الله وكفى، هذه العبارة هي تتويج لسابقتها وسنحدثك عنها ان شاء الله تعالى في لقاء لاحق.

ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى التوكل عليه وان يتفضل علينا بالتوفيق في تحقيق وظيفتنا العبادية اولاً والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة