البث المباشر

تفسير موجز للآيات 27 الى 29 من سورة الروم

الأحد 12 إبريل 2020 - 11:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 735

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين وصل وسلم على النبي الخاتم محمد وآله الأطهرين.

إخوة الإيمان السلام عليكم وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة وتفسير آي الذكر الحكيم.

 

مازلنا أعزاءنا المستمعين الأفاضل إخوة وأخوات نتابع وإياكم تفسير سورة الروم المباركة.. ونستهله في حلقة اليوم بتفسير الآية السابعة والعشرين، نصغي لها معاً:

وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٧﴾

أيها الأفاضل؛ خلق سبحانه الكون فأحكم خلقه ثم يفنيه ويعيده تارة أخرى، والمراد بأهون هين، مثل المراد بقول "الله أكبر" فالله هو الذي ليس كمثله شيء وتتساوى في قدرته جميع الأشياء، لا يصح القول بالنسبة إليه إنه أكبر من غيره، ولا هذا أيسر عليه من سواه "وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم" المراد بالمثل الأعلى الصفة العليا التي لا يشاركه فيها أحد، هي أنه لا إله إلا هو، والعزيز هو الذي لا يغلب، والحكيم هو الذي لايعبث أي الحكيم في خلقه.

ما علمتنا الآية:

  • إن صفات الله تفوق حد التصور، وما من أحد أو شيء يقارن بسبحانه تعالى إنه يمتاز عن كل الكائنات سمواً وعلواً وله الصفات العليا في السموات والأرض فهو كما قال الإمام علي عليه السلام "من لا تدركه العقول والأبصار".
  • ما تقتضيه الحكمة الإلهية وجود عالم آخر، وأن مصير الإنسان ونهايته لا ينتهي بالموت.

 

أما الآن فنستمع إلى الآية الثامنة والعشرين من سورة الروم المباركة:

ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِّنْ أَنفُسِكُمْ ۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٢٨﴾

هذا المثل ضربه الله سبحانه وتعالى للمترفين الطغاة الذين يملكون العبيد والمال، والزعمون أن لله شركاء في خلقه وتوضيحه: أنظروا أيها المشركون المترفون أن لكم عبيداً ومماليك لا تشاركونهم في أموالكم ولا تقبلون أن يتصرفوا فيها إلا بإذنكم ولا تهابوهم حين تتصرفون أنتم فيها كما تهابون شركاءكم من غير العبيد مع العلم بأن الذين استعبدتموهم ليسوا مملوكين لكم حقيقة – إذاً – كيف جعلتم المملكوين لله حقيقة وواقعاً، شركاء لله في ملكه وخلقه؟ كيف نسبتم إلى الله ما لا ترضونه لأنفسكم؟

ومما بينته الآية:

  • الوجدان، وهو النفس وقواها الباطنة لخير قاض، فنحن بني الإنسان حين نرفض أن يشاركنا من هم دوننا شأناً من عبيد وإماء في الأموال والأملاك والنعم، فكيف بنا أن نشرك بالله أشياء أو من هم لا يشبهون سبحانه لا من قريب ولا من بعيد ونضعهم في مرتبة الخالق وشركاء له جل وعلا؟
  • إن آيات القرآن الكريم تكلم الإنسان بالعقل والمنطق، ولا تنفك عن دعوته الى التعقل والتبصر والتدبر في الأمور.

 

نستمع وإياكم مستمعينا الأكارم الى قوله تعالى الآية التاسعة والعشرين من سورة الروم المباركة:

بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۖ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٢٩﴾ 

قوله تعالى " بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ" يشير إلى أن المشركين خيل إليهم أن الحق فيما يهوون، والعدل فيما يشتهون... وهذا هو الجهل القاتل والضلال المبين وقوله عزوجل "فمن يهدي من أضل الله" يعني أضلهم الله لأنهم سلكوا طريق الضلال فهؤلاء ما لهم من ناصرين" كيف وقد سلكوا سبيل الهلاك بسوء إختيارهم، ولم يرتدعوا عنه برادع ولا جازر؟

من دروس الآية:

  • أي إنحراف عن الخط التوحيدي ونهجه المستقيم، إنما هو ظلم الإنسان لنفسه ويدلنا الإسلام على أن قبح الظلم للنفس، لا يقع عن قبح الظلم للغير.
  • الشرك بالله المتمثل اليوم والمستمر بصور شتى منها عبادة الأهواء، تبيان لجاهلية العصر الحديث، فإنسان اليوم يتقدم ويتطور في كل الأمور بأداتي العقل والعلم، وإن كان في معتقداته بخصوص مبدأ الكون ونشأة عالم الوجود، مبتلى بالجهل والخرافات.

 

وهكذا أيها السادة والسيدات المستمعون الأفاضل وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة.

لقاؤنا القادم في حلقة جديدة بإذنه تعالى.. حتى ذلك الموعد نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة