بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
أسعد الله أوقاتكم بالخير حضرات المستمعين الأكارم وأهلاً بكم في حلقة أخرى وجديدة من برنامج نهج الحياة حيث تفسير عدة آيات أخرى من سورة الشعراء، بادئين بالآيات 63 حتى 66 نستمع الى تلاوتها أولاً:
فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴿٦٣﴾
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ﴿٦٤﴾
وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ﴿٦٥﴾
ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٦٦﴾
أعزاءنا، مر علينا في الحلقة السابقة أن موسى (ع) هاجر ببني إسرائيل من أرض مصر تخلصاً من أذى فرعون.
لكن فرعون جهز جيشاً لتعقب المهاجرين الى الله وعلى مقربة من نهر النيل وجد المهاجرون أنفسهم أمام أمواج النيل العاتية ومن ورائهم حشود الزامنة. نعم كان البحر من أمامهم والعدو من خلفهم.
وإذا كان بنوإسرائيل قد ساورهم الخوف والقلق والإضطراب فإن موسى (ع) كان واثقاً من أن الله تعالى معه وإنه سبحانه منجيه وقومه؛ فبالثقة بالله والرجاء منه أخرج موسى الخوف من القلوب وأعاد إليها الهدوء.
وأوحى الله الى موسى أن اضرب بعصاك النيل فلما شقت له ولبني اسرائيل بين أمواج الماء طرق النجاة وهكذا عبر قوم موسى (ع) النيل وعبروا بين أمواجه العاتيات بسلام.
ورغم أن فرعون ومن تبعه رأوا هذه المعجزة الإلهية إلا أنهم بقوا على غيهم وركبوا للغرور مركباً واستكبروا استكبارا وواصلوا ملاحقتهم لبني اسرائيل.
ولما عبر آخر من كان مع موسى (ع) عادت مياه النيل الى مكانها فكان ان غرق فيها فرعون وجنوده.
نعم إن عاقبة الظالمين المكذبين هي الموت غرقاً جزاء كذبهم وعدم إيمانهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
حضرات المستمعين في هذه الآيات كثير من الدروس والعبر ونحن نوجزها في ثلاثة هي:
- إن الإرادة التكوينية لله تعالى نافذة في هذا الكون وإنه سبحانه فعال لما يشاء يقول للشيء كن فيكون؛ تستجيب لإرادته المياه والأحجار وغيرها.
- إن للأنبياء (ع) المعجزات الدالة على صدق نبوتهم وما حصل من عصا موسى (ع) إنما هي معجزات إلهية.
- إن الله تعالى ناصر عباده الصالحين بما تقضيه حكمته يخلصهم من الأذى، أليس الله بكاف عبده.
لا زال برنامج نهج الحياة آت إليكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران. من بعد فاصل نعود لإكمال تفسير الآيات التي اخترناها لهذه الحلقة..
نعم – حضرات المستمعين – لنصغي معاً الى تلاوة الآيتين الـ 67 و68 من سورة الشعراء:
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٦٧﴾
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٦٨﴾
إن القرآن الكريم عرض لنا في هذه الآيات والتي سبقها عن سورة الشعراء قصة موسى (ع) ومواجهة ظلم فرعون المتغطرس وفي هذه القصة عبر للمظلومين والظالمين. من أن النصر حليف المظلومين والهزيمة للظالمين.
أجل لقد جرت سنة الله في خلقه على نصرة المؤمنين وها هو القرآن يقول [وكان حقاً علينا نصر المؤمنين].. ويقول أيضاً [نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين].
وإليكم الآن الدروس المأخوذة من النص فهي ثلاثة كذلك وهي كالتالي:
- إن من ينشد الحق والحقيقة فعلائمها في الكون والتأريخ موجودة وكلها دالة على وجود الخالق المتعال.
- إن سنة الله في نصرة الحق وإزهاق الباطل قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
- في القرآن قصص الماضين وفي هذه القصص وقصص الأنبياء (ع) دروس في الصبر على الأذى ولزوم مقاومة أعداء الدين حتى حصول النص المظفر [ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين] صدق الله العلي العظيم.
حضرات المستمعين الأفاضل.. سنكون وإياكم في الحلقة القادمة في رحاب أخرى من سورة الشعراء المباركة. نتلمس في أفياء آياتها المباركات التوحيد الخالص الذي يعيش الإنسان في ظلاله الوارفات في سعادة وهناء.
الى اللقاء............