بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
حضرات المستمعين الأكارم السلام عليكم وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة).. لا نزال في رحاب سورة الشعراء المباركة حيث سنقدم لكم تفسيراً ىموجزاً للآيات 34 حتى الـ 40 منها، ونبدأ بالآيتين 34و35:
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾
يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾
أعزاءنا، مرّ عليكم في الحلقة السابقة أن موسى (ع) جاء بمعجزتين لفرعون وأتباعه لإثبات رسالته ونبوته؛ بيد أن فرعون أصر واستكبر، وهذه المرة اتهم موسى (ع) بالسحر وقال لقومه ما موسى إلا ساحر يريد إذلالكم فاتقوه.
ومع كل طغيانه شعر فرعون بالخطر من موسى (ع) وطلب من اتباعه أن يشيروا عليه في كيفية التعامل هذه المرة مع موسى.
ونتعلم من النص المفسر الآتي:
- لطالما لجأ المستكبرون الى توجيه كل التهم لدعاة الحق من الرسل والأنبياء (ع)، فرعون وصف موسى أولاً بالجنون ثك ادعى أنه ساحر، ولكن كيف للمجنون أن يصير ساحراً؟
- إن أعداء الله يعملون على حرف الناس عن مسيرة الحق ما تمكنوا الى ذلك سبيلاً.
ويقول تعالى في الآيتين الـ 36 والـ 37 من سورة الشعراء:
قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾
أشار أتباع فرعون عليه أن يجمع السحرة في بلاطه ليواجهوا موسى (ع) وقالوا له إن الساحرين الماهرين سيغلبون موسى (ع) ومن بعد ذلك يفتضح للناس أمره وكان من حماقة أتباع فرعون أنهم ومثل سيدهم تصوروا أن موسى (ع) ساحر وتصوروا أن لهم فضح أمره بالسحرة الماهرين والحال أن موسى نبي من الله مرسل، فلا أحد يقدر أحداً أن يغلبه.
وواضح أن السحرة لا يدعون الناس الى الحق والحقيقة والتوحيد بينما موسى (ع) دعا الناس الى توحيد الله وعبادته دون غيره، ما كان موسى (ع) يريد شهرة ولا مالاً ومقاماً، بينما الساحرون ينشدون كل ذلك ويطلبونه، وهذه حقيقة ثابتة على مدى التاريخ البشري ولا أحد ينكرها إطلاقاً.
إن موسى (ع) لم يطلب لنفسه من فرعون شيئاً إنه طلب الحرية للناس وطلب لهم العدل.
ونأخذ من النص المفسر ما يلي:
- إن حاشية الملوك المستبدين هي ذات دور في اتخاذ القرار في الأنظمة المستبدة زان الناس ليس لهم دور في ذلك.
- ان الطواغيت يوظفون كل الإمكانات لخدمة مصالحهم حتى الإمكانات العلمية.
ولنستمع معاً الى تلاوة الآيات 38و39و40 من سورة الشعراء:
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٣٨﴾
وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ ﴿٣٩﴾
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿٤٠﴾
واتبع فرعون اقتراح الحاشية حيث أوفد الى أنحاء مصر من يأتيه بمهرة السحرة.
ومن بعد ذلك اجتمع السحرة في المكان والزمان المحددين ودعى الناس الى ذلك ليروا ما يفعل السحرة في مواجهة موسى (ع).
كان فرعون يتصور أن السحرة سيغلبون موسى.. من هنا أذن للناس أن يحضروا المواجهة بين السحرة وموسى (ع).
والمفيد في هذا النص:
- إن الطواغيت لا يعيرون للناس وزناً، لكن قد يجعلونهم وسيلة لتقوية حكمهم المستبد.
- إن الأفكار المنحرفة تروج لها الأنظمة الطاغوتية للوقوف بوجه دعوة الحق.
حضرات المستمعين الأفاضل نشكركم على حسن متابعتكم إيانا في هذا البرنامج الى اللقاء والسلام عليكم.