بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.
حضرات المستمعين السلام عليكم وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حيث تفسير لآيات أخرى من سورة الشعراء من الآية السابعة والعشرين حتى الآية الثالثة والثلاثين، ولنستمع أولاً الى الآيتين 27و28 من سورة الشعراء:
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٨﴾
في الحلقة السابقة مر علينا أن موسى (ع) دعا فرعون الى الحق وعبادة الله تعالى شأنه، لكن فرعون بطغيانه سخر من هذه الدعوة وانه في الحقيقة كان يخاف ان يتأثر رجاله وحاشيته بأقوال موسى (ع) ان فرعون كما يشير هذا النص الذي استمعتم إليه يصف موسى بأنه مجنون.
وبكل أدب يرد موسى (ع) على أكاذيب فرعون ويخاطب أتباعه ان كان لكم عقل فإن العقل يرشدكم الى الصواب ويقول لكم ان ربكم ليس فرعون بل هو الله الذي له المشرق والمغرب وهو رب العالمين وقدرته تعالى فوق كل قدرة وان فرعون الذي يقول أنا ربكم الأعلى ليس له سلطة إلا على بلاد مصر.
لقد علّم موسى(ع) فرعون درساً في التوحيد والأدب أفهمه أن المجنون ليس نبي الله، بل من يرى آيات قدرة الله ولا يثوب الى رشده ويصر على غيه.
وإليكم الدروس المستفادة من النص فهي:
- ان المستكبرين وبدلاً من الإنابة الى الحق يلجأوون الى تحقير الآخرين والسخرية منهم.
- من أساليب المعارضين لدعوة الأنبياء (ع) إتهامهم بالجنون.
- إن القوانين التي تسير الوجود تدلنا على أن هذا الكون يدار بإرادة خالق عالم وحكيم هو الله.
ويقول تعالى في الآيات من الـ 29 حتى 31 من سورة الشعراء:
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴿٢٩﴾
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾
قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾
بعد أن رأى فرعون أن أسلوب السخرية لا ينفع مع موسى (ع) وانه مصر عل دعوته هدده بالسجن والتعذيب.
ان موسى (ع) لم يخف من تهديدات فرعون وأخبره ان له دليل قاطع على قدرة الله فسأله فرعون ان يأتيه به.
ويفيدنا النص ما يأتي:
- إن من سمات الأنظمة الطاغوتية رفض قول الحق وإرهاب من يقول الحق وتخويفه بالسجن والتعذيب.
- إن التهديد حربة بيد المستكبرين، لكن لا ينبغي ان يخاف دعاة الدين من هذا التهديد.
- ان الأنبياء (ع) في كل عصر جادوا بالمعجزات لإثبات حقانية رسالتهم السماوية.
ولنستمع في الدقائق الأخيرة من هذه الحلقة الى تلاوة الآيتين الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين من سورة الشعراء المباركة:
فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾
وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾
بأمر الله تعالى موسى (ع) عصاه أمام فرعون وملأه ليرهم معجزة من معاجز الله فإذا بعصى موسى تصير حية تسعى.
وكانت يدي موسى (ع) قد خرجت بيضاء للناظرين بإذن الله ينبعث منها النور الإلهي، انها معجزة ثانية قبال فرعون الطاغية.
كانت المعجزتان هاتان جعلتا اتباع فرعون في شك وريبة من أمر طاغيتهم.
لكن يا ترى كيف تعامل فرعون مع موسى (ع) بعد ذلك؟ هذا ما ستعرفون عليه في تفسير آيات أخرى من سورة الشعراء وفي الحلقة القادمة.
وقبل ختام البرنامج ندعوكم الى الدروس المستقاة من النص المفسر فهي كالتالي:
- لابد من مواجهة الطغاة والمستكبرين بما يكسر شوكة طغيانهم واستكبارهم.
- لابد من القيام بأعمال تثير نظر الآخرين لإثبات الحق كما فعل موسى (ع).
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، الى اللقاء والسلام عليكم.