بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من والاه.
حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.
وسنقدم تفسيرا لآيات اخرى من سورة الفرقان.
نبدا اولاً بالاستماع الى ترتيل الآيات السابعة والعشرين والثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين من هذه السورة الشريفة:
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾
يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾
لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾
ان هذه الآيات حضرات المستمعين تبين هذه حال الكفار في يوم القيامة اذ يعيشون الحسرة والندم على سلوكهم طريق الضلال، ان لسان حالهم يقول: ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.
ليت حرف التمني، وانى للكافر من بعد فوات الاوان ان يحقق مايتمنى ويصبو اليه.
ان ضلال الكافرين هو لاتباعهم خطوات الشيطان فهو للانسان عدو مبين، والشيطان يسعى ان يوقع الانسان بحبائله بمختلف السبل، وله في غواية الناس طرائق وطرائق. ومن طرق الشيطان في حرف الانسان عن جادة الصواب ايقاعه في شراك اصدقاء السوء الذين يصدونه عن طريق الحق.
وقد اثبتت التجارب ان للخلان والاصدقاء تاثير في حياة الانسان، والصديق الصدوق هو عامل خير للانسان لكن ان رافق الفرد رفيق السوء قاده الى السوء.
نعم ان دراسات علم النفس تدلنا على ان الاصدقاء لهم اثر كبير في حياة اي شخص يفوق في احيان اثر والديه واسرته ومعلميه.
وعلى اي حال فان في النص المفسر كثير من الدروس والعبر ناتي لبيان بعضها في النقاط التالية:
- ان من ضيع عمره في الدنيا عاش الحسرة في القيامة. لكن ماجدوى هذه الحسرة وهذه الندم اذ في يوم الجزاء لا عمل، بل حساب، وهو الذي ينظر المرء فيه ماقدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا.
- ان النجاة والفلاح في اتباع سبيل الرسل والانبياء وهو صراط الله تعالى شانه.
- من مال نحو الكفر ابتعد عن الايمان والعكس صحيح.
- ان انتخاب الاصدقاء مهم في الحياة، فليختر احدنا اصدقاءه بدقة، وليست كثرة الاصدقاء هي المعيار بل جودتهم هي الملاك والاساس. اليس الشاعر يقول:
وما اكثر الخلان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
حضرات المستمعين ويقول عز من قائل في الآية الثلاثين من سورة الفرقان المباركة:
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾
احبة الايمان ان القرآن الكريم معجزة الرسول الخاتم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، كتاب فيه تبيان كل شيء، هو دستور الحياة المتكامل ماخاب من تمسك به.
لكن كما هو ظاهر هذه الآية فان بعضا من الناس هجروا كتاب الله، العياذ بالله.
ان تلاوة القرآن امر مستحب نافع في حد ذاته لكن العمل باحكام القرآن هو الافضل لان القرآن يهدي للتي هي اقوم. وليس احترام القرآن في حفظه في محفظة جميلة بل بالرجوع الى آياته الكريمة في كل شؤون الحياة، اذ في هذه الآيات الزاكيات البلسم الشافي من آلام النفس والجسد.
وحول اهمية القرآن في حياة الناس يقول مولانا امير المؤمنين علي عليه السلام:
ان هذا القرآن هو الناصح الذي لايغش والمحدث الذي لايكذب والهادي الذي لايضل، وما جالس هذا القرآن احد الا قام عنه بزيادة او نقصان، زيادة في هدى او نقصان من عمى فاستشفوه من ادوائكم.
وفي عودة الى الآية المفسرة نشير هنا الى مافيها من دروس وعبر، فهي كالتالي:
- ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشكو في يوم القيامة لهجر القرآن وترك العمل به.
- ان هجر القرآن في الدنيا، يحاسب عليه الانسان في الآخرة.
- ان اخراج القرآن من الهجر لايتم بتلاوته بل بالعمل بآياته البينات والتدبر فيها. يقول الباري جل شانه: افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها.
مستمعينا الافاضل الى هنا وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج: نهج الحياة.
انتم في الحلقة مقبلة ان شاء الله تبارك وتعالى على موعد مع تفسير آيات اخرى من سورة الفرقان الطيبة. الى اللقاء والسلام خير ختام.