وفي مقابلة اجرتها معه شبكة "ان بي سي نيوز" الاخبارية قال ظريف، إن إيران والولايات المتحدة تبادلتا رسائل غاضبة خلال المواجهة الأخيرة التي أعقبت العملية الارهابية الاميركية بطائرات مسيرة اسفرت عن استشهاد قائد قوات "القدس" التابعة لحرس الثورة الفريق قاسم سليماني وأن الجانبين "اقتربا جداً من شفا الحرب".
واعتبر إن العلاقات لا تزال متوترة بعد مواجهة يناير واضاف، ان ترامب هو المقصر لاتخاذه سياسة مضللة وخاطئة تجاه إيران.
وقال ظريف، من المؤسف أن الولايات المتحدة، بناءً على معلومات مضللة تستند إلى الجهل والغطرسة، انخرطت في مسار جعل المنطقة قريبة جداً من حافة الهاوية.
واشار ظريف الى أن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبو كتب "رسالة غير لائقة للغاية إلى إيران" في ذروة الأزمة في يناير وأن الخارجية الايرانية ردت برد شديد اللهجة يناسب تلك الرسالة.
وقال ظريف إن رسالة بومبيو احتوت على "تهديدات"، وبالمقابل كان رد الخارجية الايرانية قويا ومناسبا لكنه لم يكن غير مهذب.
واعتبر وزير الخارجية الايراني أن لهجة التواصل بين الحكومتين قد تدهورت.
وقال ظريف مستشهداً بمفاوضات خلال إدارة أوباما تحدث فيها مراراً مع وزير الخارجية آنذاك جون كيري: لم يكن الأمر هكذا.
واضاف، ما زلت نفس وزير الخارجية الذي تعامل مع جون كيري بطريقة محترمة.
واعتبر ظريف ان الإدارة الأمريكية هي المسببة للأزمة وقال إن الأمر متروك لترامب للتراجع.
ولدى سؤاله عن خطر حرب غير مقصودة، قال ظريف: "حسنًا، لقد ضربت الولايات المتحدة المكان الخطأ، في الوقت الخطأ، وهذه هي العواقب ولا يمكننا السيطرة على العواقب، ولا يمكن للولايات المتحدة ان تفعل ذلك ايضا. الناس مسؤولون عن عواقب أفعالهم وأعتقد أن الأشخاص الذين بدأوا هذا، يحتاجون إلى العودة".
ونفى ظريف سيطرة إيران على فصائل المقاومة في العراق أو في لبنان، وقال إنه قبل استشهاد سليماني في غارة أمريكية بدون طيار في بغداد، كان قائد قوة القدس التابعة لحرس الثورة يحاول نزع فتيل التوترات وإقناع فصائل المقاومة في العراق بعدم القيام بعمل عسكري (ضد اميركا).
واضاف إن سليماني كان يعمل على "احتواء الناس من المشاركة في عمليات عسكرية فعلية ضد أي شخص"، وتابع "هذه كانت وظيفته. هذا ما كان يحاول القيام به ، لاحتواء الموقف".
وحسب شبكة "ان بي سي" قال ظريف ان إيران غير قادرة على استخراج المعلومات من الصندوق الأسود من الطائرة الأوكرانية التي اسقطت من قبل الدفاع الجوي الايراني عن طريق الخطأ في 8 يناير جنوب طهران، لكنه اكد ان طهران لن تسلم الصندوق إلى الحكومات الخارجية.
ودافع ظريف عن قرار إيران بعدم تسليم الصندوق الأسود للدول الاجنبية وقال إنه بموجب قواعد الطيران الدولي، لإيران الحق في قيادة التحقيق في إسقاط الطائرة، لكنه اكد إن إيران تحتاج إلى برامج وكابلات وخبرات إضافية من الولايات المتحدة أو دول غربية أخرى حتى تتمكن من فك شفرة المعلومات الموجودة في الصندوق الأسود.
واضاف: "لقد طلبنا المساعدة، لماذا لم تساعدنا الولايات المتحدة؟ هذه قضية إنسانية. لماذا لم يقدموا لنا البرنامج؟ لماذا لم يقدموا لنا الخبرة؟".
وقال وزير الخارجية: "مازال هنالك الكثير الاسئلة، لهذا السبب نريد أكثر من أي شخص آخر معرفة ما هو موجود في الصندوق الأسود، لمعرفة ما حدث بالفعل".
وقال ظريف عن الصندوق الأسود: "في الوقت الحالي، هو (الصندوق الاسود) موجود هناك".
وفي الرد على سؤال ان كان هنالك احد يحاول الان فك الشفرة، أجاب ظريف "لا، لا، لن نلمس الصندوق الأسود دون وجود جميع الأطراف المعنية".