وتفيد مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، بأن نتائج الدراسة التي أجراها فريق دولي من أستراليا وبريطانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة وهولندا وإيطاليا وألمانيا واليابان وتشيلي، أظهرت أنه خلال الفترة المحصورة بين عصري الجليد الأخيرين التي بدأت قبل 129 ألف سنة واستمرت نحو 13 ألف سنة أدت إلى ذوبان سريع لجليد القارة القطبية الجنوبية. فقد ارتفعت درجات الحرارة حينها بمقدار درجتين فقط، ومع ذلك كانت كافية لتسارع ذوبان الجليد بصورة كارثية.
وقد ساعد تحليل طبقات الرماد البركاني على تحديد الوقت الذي بدأ فيه تسارع ذوبان الجليد وطبيعة تلك الأحداث. وحصل الباحثون على عينات من الجليد من المنطقة التي يطلق عليها الجليد الأزرق الواقعة جنوب جليد القارة القطبية الجنوبية، التي يلاحظ فيها استمرار ذوبان طبقات الجليد العليا بعكس المناطق الأخرى، ما يساعد على الوصول إلى الجليد السرمدي القديم وفهم الظروف المناخية القديمة.
ويقول البروفيسور كريس تيرني من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، بدلا من حفر كيلومترات في عمق الجليد، أخذنا عينات من سطح منطقة الجليد الأزرق لأنها قديمة جدا، وتمكنا من تحديد ماذا حصل لهذا المكان في الماضي البعيد.
وقد بينت نتائج قياسات النظائر ونتائج تحليل الرماد البركاني والغازات الموجودة في الجليد والحمض النووي للبكتيريا القديمة، أن تسارع ذوبان الجليد حدث مع بداية المرحلة الدافئة، التي تتطابق مع الارتفاع الحاد لمستوى مياه المحيطات بمقدار 6-9 أمتار.
واتضح أن ذوبان الجليد كان على أشده في المناطق الغربية للقارة، كونه عمليا يطفو على سطح مياه المحيط، دون أن ينفصل عن الكتلة الجليدية القطبية.
ويشير البروفيسور تيرني، إلى أن سبب ذوبان الجليد كان ناجما عن ارتفاع درجة حرارة الماء بمقدار أقل من درجتين. وهذا له أهمية كبيرة للتنبؤ بالمستقبل، إذا أخذنا بالاعتبار مقدار ارتفاع درجات الحرارة حاليا.
وقد استخدم العلماء هذه النتائج لتصميم نماذج لتحديد المؤثرات التي ستسبب ذوبان الجليد في هذه المنطقة. واتضح لهم أنه في حال ارتفاع درجة الحرارة درجتين مئويتين فقط، فإن جليد غرب القارة سيذوب خلال مئتي سنة ويسفر عن ارتفاع مستوى مياه المحيط بمقدار 3.8 متر.
المصدر: نوفوستي