وفي مقابلة مع موقع العهد الاخباري، علق ظريف على صفقة ترامب، قائلا: أعتقد أن أحد أبعاد إقدام ترامب ونتنياهو بما يتعلق بالصفقة كان من أجل الانتخابات، فالاثنان بحاجة ماسة الى فوز انتخابي للبقاء في منصبيهما، وربما كل واحد منهما بحاجة الى فوز الآخر أيضاً، فترامب بحاجة الى نجاح نتنياهو في الانتخابات والأخير أيضا بحاجة الى بقاء ترامب في السلطة، لهذا كانت فرصة جيدة لهما أن يعين أحدهما الآخر لتحقيق طموحاتهما الشخصية من جهة وللحفاظ على من يواليهما في الداخل من جهة أخرى. ما ذكرته آنفا واحد من الأسباب لإعلان الصفقة في هذه المرحلة بالذات.
واضاف: إلاّ انني أشعر بأن ردّة الفعل الضعيفة التي صدرت عن قادة بعض الدول العربية تُشير الى أن الاميركيين كانوا يشعرون في الآونة الأخيرة بأن هؤلاء القادة الذين علّقوا مصيرهم بأيدي أمريكا والكيان الصهيوني لن يتجرّؤوا ولن يتمكّنوا من إبداء أي ردّة فعل جادة في حال تمّ طرح هذا الاقتراح السخيف جداً، فهو ليس غير واقعي فقط وإنما لا يمتّ إلى السياسة بأية صلة، فقد قاموا بتجاهل مشروع قانوني سياسي يخص حقوق شعب كامل بإعلان هذه الخطّة التي هي في الواقع مجرّد صفقة تجارية لتثبيت ملكية الاحتلال. هذا يدلّ على أن بعض قادة الدول العربية لديهم حسابات خطيرة فيما يتعلّق بعلاقاتهم مع امريكا والكيان الصهيوني، وهذا ما يجب إصلاحه.
وتابع ظريف قائلا: أما لو أردنا التحدّث عن ردّة فعل العالم العربي فقد كانت جليّة أمام الجميع، لقد كانت ممتلئة بالغيظ والغضب من أمريكا لإعلانها هذه الخطّة، ولاحت فيها مشاعر الإحباط من حكّام بعض الدول العربية التي وافقت على الصفقة وقبلت أن تكون أمريكا وسيطا ًفي القضية الفلسطينية، فأحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها العالم العربي منذ عام 1990 ومنذ قبول اتفاقية أوسلو ومدريد، هو قبول أمريكا بصفتها وسيطاً. لقد كانت أمريكا منحازة لجهة محدّدة في موضوع فلسطين ولم تكن وسيطاً أبدا في حلّ هذه المسألة. على الأقل لقد توصّل الفلسطينيون اليوم الى أن امريكا ليست وسيطاً في القضية الفلسطينية وهي منحازة لطرف واحد فقط بكلّ وضوح، بل ومنحازة له بشكل متطرف جدا.
وحول سؤال بإن الجمهورية الاسلامية اليوم باتت أضعف برحيل الفريق قاسم سليماني، وفقدت أحد عناصر قوتها، وبالتالي بات الضغط عليها والتفاوض معها أسهل من قبل، قال ظريف: لقد كان الشهيد الحاج قاسم سليماني يمثّل موقف الجمهورية الاسلامية في المنطقة، وإن اغتيال الشهيد سليماني بشكل جبان وغادر من قبل الأمريكيين خسارة كبيرة للمنطقة ولكل الأطراف الداعية للسلام في العالم. بعد شهادة الفريق سليماني شاهدنا ما يحصل في المنطقة لا سيما في العراق وايران وبعض الدول الاخرى، وجميع الأنظار توجهت أكثر الى سياسة امريكا المخربة في المنطقة، وهذا الامر يمكن الاستفادة منه لتقوية محور المقاومة مثلما تفضّل سماحة قائد الثورة في هذا الصدد عندما أكد أن هذا سيزيد من عزيمة الفلسطينيين ومحور المقاومة في مقابل الخطوات العدائية والخطيرة التي تتخذها أمريكا في المنطقة، ومن جهةأخرى لقد أظهر هذا الأمر أيضًا مدى تقدير شعوب المنطقة للأشخاص الذين يضحون بأرواحهم من أجلها.
وبشأن دور هؤلاء القادة في مسار قوة محور المقاومة، اجاب ظريف قائلا: كان ولا يزال شهداء المقاومة في مرحلة حياتهم وما بعد شهادتهم مُلهمين، فقد أظهرت شهادتهم أن طريق الايثار والشهادة هو الطريق القويم لمواجهة عنجهية الاستكبار العالمي، كما أظهرت أن ثمار دماء هؤلاء الشهداء لا زالت حيّة وأن من ارتكب جريمة اغتيالهم سيُرمى في مزبلة التاريخ دون أدنى شكّ. ولقد شهدتموه في تخبّط ترامب في خطابه وتمزيق نص كلمته، وفي تمزيق رؤساء برلمانات الدول الاسلامية لصفقة القرن.