البث المباشر

تفسير موجز للآيات 145 الى 149 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 12:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 221

بسم الله الرحمن الرحيم: اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم مع حلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية (145) من سورة الانعام، فلننصت اليها خاشعين:

قل لا أجد ...... غفور رحيم

في هذه الآية يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم بتوضيح الاطعمة المحرمة- والتي هي قليلة جداً، كي يتبيّن الحق ويفتضح الباطل. ما حرّمته هذه الآية هو ما كان فسقاً او رجساً نجساً او ما كان ميتة وكم خنز يراودم الحيوانات، وهذه من الاشياء النجسة والملوثة التي ينفر منها طبع الانسان السليم، فهي مصدر التلوث ومسببة لانواع الامراض بينما شاء الله للانسان ان يأكل الاطعمة الطيبة والطاهرة كما جاء في الآية 57 من سورة البقرة: (كلوا من طيبات ما رزقناكم). وبالاضافة الى الاشياء النجسة والخبيثة فان كل ما يؤكل بمعثسة الله محرم على المسلمين، كالخروف الذي يذبح لاحد الاصنام، اكله حرام ويجب ان يذكر اسم الله على الاطعمة وتكون كلها مما يرضاه الله لنا وفي سبيل الله، وفي نهاية الآية هناك اشارة الى ان كل ما حرم اكله يجوز تناوله عند الضرورة، طبعاً بمقدار ما يرفع الاضطرار لا اكثر، وان لا يتدخل الانسان في خلق ظروف الاضطرار.

من هذه الآية نستنتج:

  • ما حرمة الاسلام لا ينطوي على مخاطر صحية فقط، بل قد ينطوي على مخاطر معنوية واخلاقية.
  • الاسلام ليس قاطعاً في هذه الامور، فعند الاضطرار تكون حياة الانسان اهم من اكل الميتة والاطعمة المحرمة.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 146 و147 من سورة الانعام:

وعلى الذين هادوا.......... عن القوم المجرمين

في الآية 146 يعرض الله سبحانه وتعالى ما حرّمه على اليهود ليتبيّن ان الاحكام الخرافية للمشركين لا تنطبق على التعاليم الاسلامية ولا على التعاليم اليهودية ولا المسيحية التي هي نفس احكام اليهود، بالاضافة الى ان المحرمات التي تضمنتها الشريعة اليهودية ولم تذكر في الشريعة الاسلامية انما كانت عقاب لهم وليست محرمات ابتدائية، وان لم يعص اليهود اوامر الله ما كان الله ليحرمها عليهم، كما اكدت على ذلك الآية 60 من سورة النساء.

استناداً الى هذه العقوبة الالهية، حرّم على اليهود جميع الحيوانات ذات الظلق الواحد في نهاية اقدامها والطيور ذات المخالب، فحرم عليهم اكل الاجل ايضاً. ومن الخراف والبقر حرم عليهم شحومهما الاّ ما اختلط منها بعظم او امعاء، وقد احل لهم في زمن النبي عيسى (ع) بعض الذي حرم عليهم. وفي الآية 147 يوجّه الخطاب للنبي (ص) أنه اذا كذبك اليهو المشركون فقل لهم ان الله يسع برحمته جميع عباده ولكنها لا ترفع العقاب عن المجرمين، وانه عزوجل لا يتعجل عقابهم بل يمهلهم لعلهم يتوبون.

من هاتين الآيتين نتعلم:

  • الحذر من الانزلاق في الذنوب والمعاصي، فأحد العقوبات الالهية في الدنيا، سلب النعم الالهية.
  • ان نذكر المجرمين برحمة الله ونحذرهم من العقوبات الالهية.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 148 و149 من سورة الانعام:

سيقول الذين... لهداكم أجمعين

الآية 148 تخبر النبي (ص) ان المشركين ولتبرير عقائدهم الخرافية سيطرحون موضوع الجبر، وان الله كان يراهم على هذه العقيدة فلو شاء لمنعهم وسيقولون لك لو شاء الله لم نكن مشركين نحن ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيء، وان ما نحن عليه دليل على مشيئة الله ان نكون على هذه الافكار والعقائد، وهنا ينبري القرآن ليوضح لهم ان الله ارسل الانبياء بالتعاليم السماوية ليعلى استنكاره لهذه الخرافات، ولكن ليس ليجبركم على قبول الحق بحيث لا تستطيعون ان تسلكوا طريقاً غيره، وانما منحكم حرية الاختيار وارسل الانبياء ليرشدوكم ولبتم حجته عليكم كي لا تقولون يوم القيامة لم نكن نعلم ولم نفهم ولم يبلغنا شيء ولم نستمع شيء من الحق. ويوضح لنا القرآن الكريم ان هذا ليس كلام المشركين فحسب، بل كلام جميع الكافرين والمجرمين على مدى التاريخ، ولكن كلامهم هذا لا يستند على اصول علمية او على معرفة، بل ناجم من الظن والخيال الواهي عندما يقولون لو شاء الله ما فعلنا هذا.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • ان الله يريد للناس الهداية ولكن باختيارهم وليس بالاجبار، لذا لا يحق للانبياء ايضاً ان يجبروا الناس ليكونوا مؤمنين.
  • الاسوء من ارتكاب الذنوب، تبريرها، والاسوء من ذلك نسبتها الى الله سبحانه وتعالى.

 

اعزائي وبهذا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة