بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة وتفسير مبسط لآيات من القرآن الكريم.

نبدء البرنامج بتلاوة عطرة للآية 91 من سورة الانعام. فلننصت اليها خاشعين:

وما قدروا الله حق .............. يلعبون

جاء في اسباب النزول ان جماعة من اليهود، مع ايمانهم بنزول التوراة على موسى ولكنهم وجواباً على دعوة النبي (ص) لهم للايمان بالدين الاسلامي قالوا له بمكابرة وعندا: من المستحيل ان يوحي الله الى بشيء او ينزل عليه كتاباً. فاجابهم القرآن: كيف تؤمنون بنزول التوراة على موسى، ولا تؤمنون بنزول القرآن على محمد (ص)، وكل ما لديكم من التوراة، وكل ما تعلمونه وعلمه اجدادكم من التعليمات الدينية هو من التوراة، مع انكم تكتمون تلك الاجزاء من التوراة التي ليست في صالحكم ولا تظهرونها. ولكن على كل حال فانتم تقرون ان التوراة هي كتاب الله.

وفي نهاية الآية يتوجه الله سبحانه وتعالى الى النبي (ص) بخطاب مضمونه هو:

يا ايها النبي حاججهم ولا يتأس من عدم ايمانهم وتوكل على الله فهو حسبك، ودعهم وما يقولون.

من هذه الآية نتعلم:

• ان انكار الانبياء كفران للنعم الالهية. لان النبوة تنطلق من رحمة وحكمة الله.
• واجب الانبياء هو ارشاد الناس ودعوتهم الى دينه، وليس إجبارهم على الايمان به.

والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت خاشعين الى تلاوة للآية 92 من سورة الانعام:

وهذا كتاب .......... يحافظون

بعد ان عرضت الآية السابقة مكابرة اليهود وعنادهم وعدم ايمانهم بالنبي محمد (ص)، تخاطبهم هذه الآية بما معناه: مع انكم يا اهل التوراة لا تؤمنون بالقرآن. إلاّ ان القرآن لا ينكر انزال التوراة من قبل الله على موسى، وتخاطب هذه الآية النبي (ص) بما مضمونه: لقد انزلنا القرآن لكي يؤمن به اهل مكة اولاً، وسكان بقية المناطق ثانياً. ولكن إعلم أنه لن يؤمن جميع الناس بك. ان الذين يؤمنون بك لا يرون الحياة مقصورة على هذه الدنيا، بل انهم يثقون بوجود عالم آخر غير عالمنا هذا وان حياة البشر لا تنتهي بالموت. هؤلاء يؤمنون بك وبكتابك (القرآن) ويستمرون في ادائهم للصلاة والدعاء.

من هذه الآية نتعلم:

• ان نسخ الاديان السابقة لا يعني فشلها، بل معناه ان زمن العمل بتعاليمها قد ولّى، والاسلام والقرآن يصدق لجميع الاديان السابقة والكتب السماوية.
• الصلاة، اوضح ما يميز المسلمين عملياً، وبدونها يبدو ادّعاء الايمان ناقصاً.

والآن ايها الافاضل تعالوا لننصت خاشعين الى تلاوة للآية 93 من سورة الانعام:

ومن أظلم .......... تستكبرون

رأينا على طول التاريخ الكثير ممن ادّعوا النبوة ونسجوا الاكاذيب ونسبوها الى وحي من الله، وبعضهم قد ظهروا في زمن النبي (ص)، وادّعوا النبوة بحضرته، احدهم يدعى عمروبن سعد الذي كان كاتباً للوحي لدى النبي (ص) ونتيجة لخيانة ارتكبها طرده النبي (ص) فجمع الناس حوله وقال لهم: انا ايضاً بامكاني التفوّه بآيات تشبه آيات القرآن، شخص آخر هو مسيلمه الذي ادّعى النبوة في اواخر حياة النبي (ص)، ولكن الناس لم يؤمنوا بهما، حول هذا الامر يؤكد القرآن الكريم: ان هذا النوع من الكذب ظلم للمجتمع، وهؤلاء الظالمين يواجهون لدى موتهم اشد العذاب.

من هذه الآية نستنتج:

• ان اقسى انواع الظلم هو الظلم الثقافي الذي يمهد السبيل لانحراف الاجيال على مرّ التاريخ.
• يجب الحذر من المدّعين الكذابين الذين يظهرون احياناً بلباس رجال الدين ويقومون بتزريق اكاذيبهم في جسد المجتمع.

اعزائي المستمعين وبهذا نأتي الى نهاية هذا اللقاء من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.