بسم الله الرحمن الرحيم، اعزائي المستمعين- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بلطف من الله ورحمة نلتقيكم ثانية مع حلقة اخرى من برنامجكم هذا لنتعرف على تفسير مبسط لآيات من كتاب الله العزيز. وننصت اولاً الى تلاوة للآية الرابعه من سورة المائدة:

يسئلونك ماذا أحلّ لهم.. سريع الحساب

 وشرح هذه الآية:

لعلكم تذكرون ايها الافاضل الآية السابقة لهذه الآية والتي وضحت الاطعمة المحرمة، وهذه الآية ايضاً تقول: إن لحم كل حيوان- غير التي ذكرها القرآن حلال اكلها سواء أكنتم انتم من امسكتموها وذبحتموها ام امسكه عليكم كلب الصيد اصطاده وحمله باسنانه وجلبه لكم.

الطريف هنا انه في هذه الآية اشار الله سبحانه وتعالى الى موضوع تعليم الحيوانات الصيد- الطيور والكلاب- ويقول عزّ من قائل: إن طريقة الصيد التي تعلّمونها لهذا الحيوان –إنّما هو مما علمكم الله- وليس ذلك من علمكم انتم، فالله عزّ اسمه هو الذي يجعل لك سبيلا على ذلك الكلب الضال كي ينفذ ما تأمره به لخدمتك. من هذه الآية نتعلم:

إولاً: القانون العام في الاطعمة هو: كل طيب فهو حلال إلاّ اذا ظهرت حرمته بشكل من الاشكال.

ثانياً: علينا أن نتقى الله في الاطعمة ونجتنب ما حرّمه عزوجل فأن الله يعجّل في عقاب الذين يأكلون المحرّمات.

والآن لنضت خاشعين للآية الخامسة من سورة المائدة:

اليوم أحلّ لكم الطيبّات... وهو في الآخرة من الخاسرين

وهذه الآية تتناول موضوعين لهما علاقة بأهل الكتاب: أحدهما تناول طعامهم والآخر الاقتران بنسائهم. بخصوص تناول طعام اهل الكتاب ينبغي رعاية كافة الاحكام والشروط التي ذكرت في الآيات السابقة حول اللحوم – وعليها لا يجوز للمسلمين ان يأكلوا من ذبائح أهل الكتاب، ولكن لا بأس بالاطعمة الاخرى كاكبوب والفاكهة.

وحول الزواج كما جاء في الآية الشريفة- فانه يجوز الاقتران بنسائهم دون تزويجهم المسلمات. ربما لان النساء عاطفيات ويخضعن لتأثير ازواجهن، وكم من بنت من اهل الكتاب تزوجت مسلماً واعتنقت الاسلام بعد ان تعرفت عليه عن طريق زوجها.

وهذه الآية تشجع المسلمين على الاقدام على الزواج الى قوله تعالى: إن اعجبتك مسيحية فتزوج منها بدل الخوض معها في علاقة غير شرعية فان الله قد رضي بهذا الزواج لا أن تترك دينك وترجع كافراً بسببها.

ومن هذه الآية نتعلم:

1-عفة المرأة هنا اصل من اي مذهب او دين كانت، كما ان العفة واجتناب الروابط غير الشرعية هو أمرت لازم للرجال أيضاً

2-من وجهة نظر القرآن شروط اختيار الزوجة اثنان، الاول الايمان والآخر العفة.

والآن لنضت الى تلاوة الآية السادسة من سورة المائدة:

يا ايها الذين آمنوا ........... لعلّكم تشكرون

وتفسير هذه الآية هو:

بعد توضيح ما أحله الله وحرّمه منه الأطعمة في الآيات السابقة يخاطبنا القرآن بأنه: ازاء جميع هذه النعم التي انعمها الله عليكم ويسّر عليكم إشباع إحتياجاتكم الطبيعته عليكم ان تكونوا شاكرين وان تقيموا الصلاة ولكن شروط الاقبال على الله طهارة الجسم والروح، فتوضؤا قبل الصلاة بغسل الوجه واليدين ومسح الرأس والقدمين وطهروا ابدانكم من النجاسات واغتسلوا اذا كنتم جنباً.

وتقول تتمة الآية بما مضمونه ولو ان وظيفتكم الطبيعية هي الوضوء او الغسل، ولكن الله لا يريد بكم العسر فاذا كنتم في ظروف خاصة كالمرض او السفر او كان الماء يضركم او لم تجدوا ماءاً فامسحوا بتراب طاهر واقبلوا على صلاتكم بخضوع وخشوع فانكم من التراب خلقتم والى التراب سترجعون.

ايها الاخوة والاخوات

على أمل ان نلتقيكم في حلقة قادمة من هذا البرنامج نترككم في رعاية الله وحفظه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.