السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في روضة تجليات الأخلاق الإلهية السامية في عبدي الله وحبيبي المصطفى رسول الله وقرتي عين الزهراء سيدة إماء الله وساعدي المرتضى ولي الله عليهم جميعاً صلوات الله.
أيها الإخوة والأخوات، لقد علمنا سيدا شباب أهل الجنة الأخلاق الفاضلة بأقوالهما وأفعالهما، وقد إخترنا لكم في هذا اللقاء روايتين من هذين المجالين فتابعونا مشكورين.
أيها الأحبة؛ روى إبن عساكر الدمشقي من مشاهير حفاظ أهل السنة في موسوعة (تأريخ دمشق) قال: (سأل معاوية الحسن بن علي عن الكرم والمروءة؟ فقال الحسن: أما الكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل – أي القحط – وأما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس وقيامه بضيفه وأداء الحقوق وإفشاء السلام).
أيها الأفاضل، هذا التعريف الحسني الدقيق للكرم والمروءة نشهد أحد تجلياته اللطيفة في السيرة الحسينية في الحادثة التالية رواها الحافظ الحنفي الخطيب الخوارزمي في مناقبه، قال: (خرج الحسن – عليه السلام – إلى سفر فأضل طريقه ليلاً فمر براعي غنم فنزل فألطفه وبات عنده، فلما أصبح دله على الطريق، فقال له الحسن – عليه السلام - : إني ماض ضيعتي ثم أعود إلى المدينة، ووقت له وقتاً وقال له: تأتيني به. فلما جاء الوقت، جاء الراعي وكان عبداً لرجل من أهل المدينة فصار إلى الحسين – عليه السلام – وهو يظنه الحسن – عليه السلام – فقال: أنا العبد الذي بت عندي ليلة كذا، ووعدتني أن أصير إليك في هذا الوقت وأراه علامات عرف الحسين – عليه السلام – أنه يقصد الحسن، فقال الحسين – عليه السلام – له: لمن أنت يا غلام؟! فقال: لفلان، فقال – عليه السلام - : كم غنمك؟ قال: ثلاثمائة، فأرسل إلى الرجل فرغبه حتى باعه الغنم والعبد، فأعتقه ووهب له الغنم مكافأة لما صنع مع أخيه وقال – عليه السلام - : إن الذي بات عندك أخي وقد كافأتك بفعلك معه).
نشكر لكم أيها الأحبة طيب الصحبة في هذه الجولة القصيرة في روضة (من أخلاق السبطين).. دمتم بأطيب الأوقات.