السلام عليكم أيها الأكارم..
العزة بالله والتواضع لخلقه تبارك وتعالى هما من الأخلاق المحمدية التي تجلت بأسمى صورها في خلق فرقدي عرش الله عزوجل الحسنين - صلوات الله عليهما – وهذا ما تبينه الروايات الثلاث التي إخترناها للقاء اليوم فكونوا معنا.
مستمعينا الأفاضل، نبدأ بالرواية التالية التي نقلها العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة عن أبي الفرج الإصفهاني: خطب معاوية بالكوفة حين دخلها، والحسن والحسين (عليهما السلام) جالسان تحت المنبر، فذكر علياً (عليه السلام)، فنال منه ثم نال من الحسن (عليه السلام)، فقام الحسين ليرد عليه، فأخذه الحسن بيده فأجلسه ثم قام فقال: أيها الذاكر علياً، أنا الحسن وأبي علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وأمي فاطمة وأمك هند، وجدي رسول الله وجدك عتبة بن ربيعة وجدتي خديجة وجدتك قتيلة.. فلعن الله أخملنا ذكراً وألأمنا حسباً وشرنا قديماً وحديثاً وأقدمنا كفراً ونفاقاً. فقال طوائف من أهل المسجد: آمين.. قال الفضل: قال يحيى بن معين وأنا أقول آمين. قال أبو الفرج قال أبو عبيد: قال الفضل وأنا أقول آمين.. ويقول علي بن الحسين الأصفهاني آمين، ثم قال عبد الحميد بن أبي الحديد مصنف هذا الكتاب وأنا أقول آمين.
ومن هذه الرواية في خلق العزة بالله وجميل البداهة الحسنية، ننقلكم إلى روايتين تبين إجماع العزة بالله والتواضع لله وعباده في الخلق الحسيني، فقد روي في كتاب (كنز الفوائد) أنه قال رجل للحسين عليه السلام: إن فيك كبراً فقال: كل الكبر لله وحده ولا يكون في غيره، بل هي عزة قال الله تعالى: (فللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين).
وقد إقترنت هذه العزة الإيمانية في أبي الضيم الحسين – عليه السلام – بجميل التواضع لعباد الله كما تشير لذلك الرواية التالية المروية في كتاب الفنون عن أحمد بن المؤدب وكتاب (نزهة الأبصار) عن إبن مهدي: إنه مر الحسن بن علي (ع) على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له: هلم يا ابن رسول الله إلى الغدا، قال: فنزل وقال (إن الله لا يحب المستكبرين) وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على حاله ببركته ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم.
نشكر لكم أيها الإخوة والأخوات جميل المتابعة لجولتنا القصيرة هذه في روضة (من أخلاق السبطين) ودمتم بكل خير.