بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أهل مودة واتباع أبواب رحمته للعالمين وأنوار صراطه المستقيم ومنارات منهجه القويم حبيبنا السيد المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في لقاء اليوم في رحاب مدائح الأنوار الإلهية الغراء.
أيها الأفاضل، أكد النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – كثيراً على ترسيخ حب وصيه علي المرتضى عليه السلام في القلوب؛ واعتبره علامة الإيمان الصادق مشيراً الى عظيم أثره في تطهير الإنسان من مختلف آفات النفاق وإيصاله الى معارج الكمال والرقي المعنوي والقرب من الله عزوجل؛ وذلك لأن فيه حب الله ورسوله – صلى الله عليه وآله – وبالتالي حب كل خير وجمال، ولذلك أيضاً كان حب علي – عليه السلام – الوقود الإلهي الذي يدخل الإنسان في حصن التوحيد ويحرر الإنسان من أسر الذنوب ويطهره منها ولذلك أكد الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – على أن الخلق لو اجتمعوا على حب علي – عليه السلام – لما خلق الله النار كما ورد في الحديث المشهور الذي رواه علماء المسلمين من مختلف مذاهبهم.
هذا البيان النبوي البليغ لأهمية حب علي وآثاره، نجده متجلياً بلغة الشعر الإيماني البديع في قصيدة غراء بعثها للإذاعة الأخ الكريم محمد خميس الخابوري من مسقط، سلطنة عمان عنوانها هو: (أيا حجة الرحمن) وذكر حفظه الله أنها من إنشاء إبنته الكريمة (ندى) حفظها الله ووفقها للمزيد من هذا الإبداع في مدح سيد المرسلين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
تقول أختنا الكريمة (ندى) الخابوري في مديحتها العلوية مخاكبة مولاها ومولانا الإمام علي أميرالمؤمنين عليه السلام:
مِنْ بَدْءِ حُبِّي رَتَّلّتْكَ عُيوني
قُرآنَ فجرٍ طالما يرويني
و تَعَسجَدَ البيتُ العتيقُ بأضلعي
وَ بِأبجدِ الذِّكرى غَسَلْتُ جُفوني
الحبُّ قِنديلُ العبيرِ إذا سَرى
في الأرضِ جَلَّتْ عن صفاتِ الطِّين
فَغَدَتْ سماءً ترتدي وجهَ الندى
و تَوسَّدَتْ وَطَنًا مِنَ النسرينِ
لِتَسُحَّ تسنيمًا حَلا بالمرتضى
بمدادِ طيفِ (التينِ و الزيتونِ)
لما نفخت الروح ملء وجودنا
صدح الوجود بنور (إل ياسين)
حجم البياض بكوننا قدر الهوى
لما يموج بقلبه المفتون
يا من غَدَا للكونِ مرآةَ المدى
و مدائنَ الفردوسِ والنسرينِ
في وَجهِكَ السُّقْيا وألفُ فَراشةٍ
تستمرئُ المعنى كَحُورٍ عِينِ
كفَّاكَ نهرُ العطرِ منه قد ارتوى
وادي السلامِ بِدُرِّكَ المكنونِ
تتوضأُ الأرواحُ من جَذْباتِهِ
وَ تطوفُ حولَ بهائِهِ الميمونِ
في (طُورِهِ) (نبأٌ عظيمٌ) جَلجلتْ
أطيافُهُ رغم الجوى والطينِ
و(كتابُهُ المسطورِ) شريانُ السنا
يُتلى، فتنمو دوحتي وغصوني
في إصبع التبرِ انحنى عشقٌ جَرى
من رَكْعَةٍ تسمو على التَّبيينِ
بَسَقَتْ جَمالًا إذ تربعت العلا
بل جسَّدَتْ فيها لبابَ الدِّينِ
والكربُ بابٌ خاضعٌ لكَ مثلما
في خيبرٍ أحنيتَ بابَ الهُونِ
من لحظةِ الميلادِ لما ضَمَّخَتْ
زخَّاتُ ذِكرِكَ صرختي وحنيني
حاكت خلايا الروحِ سجداتٍ لِكَيْ
يقوى بحبِّكَ يا (عليُّ) يقيني
إن كان صوتي أخرسًا
فالحبُّ صوتٌ قد غَدَا يكفيني
خذني إلى (الكهف) الحصين ففيه من
تحنان ربي مرفأٌ يؤويني
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة (علي.. مدائن الفردوس)، وهي من إنشاء أختنا الكريمة (ندى) من مسقط في سلطنة عمان بعثها مشكوراً للإذاعة أبوها الكريم محمد خميس الخابوري حفظه الله وحفظ إبنته الأديبة الولائية المبدعة.
وحيث أن هذه القصيدة الغراء هي في بركات حب الإمام المرتضى عليه السلام فليكن مسك ختام هذا اللقاء الأبيات التالية في حب أهل بيت الرحمة المحمدية عليهم السلام.
إخترناها من ديوان الشاعر المبدع أبي الفتح الكاتب الملقب بـ (كشاجم) المتوفى سنة ۳٦۰ للهجرة وفيها يقول رحمه الله في حب أهل البيت عليهم السلام:
طهرتم فكنتم مديح المديح
وكان سواكم هجاء الهجاء
قضيت بحبكم ما علي
إذا ما دعيت لفصل القضاء
وأيقنت أن ذنوبي به
تساقط عني سقوط الهباء
فصلى عليكم إله الورى
صلاة توازي نجوم السماء
وقال – رحمه الله – في حب أميرالمؤمنين عليه السلام:
حب الوصي مبرة وصله
وطهارة بالأصل مكتفلة
والناس عالمهم يدين به
حباً ويجهل حقه الجهلة
نشكركم أيها الأطائب على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.