بسم الله والحمد لله الذي رزقنا أسمى نعمه وأجلها حب وموالاة واتباع شموس هدايته ورحمته للعالمين سيدنا وحبيبنا المصطفى محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته؛ بتوفيق الله وفضله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأطائب، القرآن الكريم كتاب الله المجيد هو أفضل مصادر الفوز بالمعرفة السليمة بسيد المرسلين ومنار الصراط المستقيم صاحب الخلق العظيم الحبيب محمد المختار فهو صلوات الله عليه وآله الأ"هار، سيد أهل البيت النبوي وعميدهم عليهم السلام وثد صحت الرواية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال ما مضمونه ومؤداه، أن القرآن نزل على ثلاثة أثلاث؛ ثلث فيهم وثلث في عدوهم وثلث في الأحكام؛ أي ثلث في معرفتهم والولاء لهم، وثلث في معرفة وتشخيص أعدائهم والبراءة منهم وثلث في الفرائض والأخلاق والأحكام.
من هنا فإن التنبيه الى المدح القرآني للنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – شكل أحد معالم البارزة في المدائح النبوية التي أنشأها أدباء الولاء من أتباع مدرسة الثقلين القرآن الكريم والعترة المحمدية الطاهرة، وهذا ما نلمحه في المديحة النبوية التي اخترنا لهذا اللقاء من برنامجكم (مدائح الأنوار)، وهي من إنشاء الشاعر الولائي المعاصر الدكتور عبد الهادي الحكيم، نقرأها لكم طبق ما وردت في موقع وكالة نون الخبرية؛ تابعونا مشكورين..
قال الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم مخاطباً سيد الرسل – صلى الله عليه وآله -:
عَفْواً رَسولَ اللهِ إِنْ "ضَاقَتْ بِما
رَحُبَتْ" فَلَمْ تُطِقِ المَقَالَ الأَسْطُر
أَوْ مَرّتِ الذِّكْرى وَقَلْبيْ عَامرٌ
مِنْ فَيْضِ أَنعُمِها وَشِعْري مُقْفِرُ
فَلَطالما بَهَرَ النَّواظِرَ فَامْتلَتْ
مِنْهُ فَأَعْشاها الضِّياءُ النيّرُ
وَلَطَالما أَغْضَتْ حَياءً فَاخْتَفتْ
عَجْلَى عَلَى خَفَرٍ مَعَانٍ تَخطُرُ
وَلَطَالما هَابَتْ مَقامَكَ أَلْسُنٌ
تَهفُو فَتُحْجِمُ أَو تَهِمُّ فَتَعْثَرُ
فَاحْلُلْ أَبا الزَّهْراءِ عُقْدَةَ مِقْوَلي
لأُذِيعَ مِنْ طِيبِ الهَوى مَا أُضْمِرُ
وَاغْدِقْ عَليَّ فَفَيْضُ كَفِّكَ غَامرٌ
مِنْ بَينِ أَنْمُلِهِ يَسِيلُ "الكَوْثرُ"
عُذْراً إِذَا جَفَّتْ عُيونُ الشِّعْرِ أَوْ
عَجَزَتْ فَأَجْملَتِ البَيَانَ الأَشْطُرُ
فَلَحَصْرُ فَضْلِكَ فَوقَ مَا تَسْطِيعُهُ
أَوْزانُنَا - وَإِنِ انْتَخَتْ – وَالأَبْحرُ
أَيُّ النُّصوصِ يُلِمُّ فَضْلَكَ وَالذَّي
أَوْلاكَهُ أوْلاكَ مَا لا يُحْصَرُ
وَأَبانَ فَضْلَكَ في "الكَتابِ" فَأَعْجَزَتْ
آياتُ فَضَلِكَ مَنْ يَبينُ فَيَسْحَرُ
شَهِدَتْ بِفَضْلِكَ "آلُ عِمْرانٍ"
و"يَسٌ" وَ"طه" وَ"الضُّحَى" وَ"الكَوْثرُ"
وَ"الفَتْحُ" وَ"الأَحْزَابُ" وَ"الأَنْفالُ"
وَ"الحُجُراتُ" وَ"التَّكْوِيرُ" وَ"المُدَّثرُ"
وَ"بَراءةٌ" وَ"الفَتْحُ" وَ"المزَّمِلُ"
وَ"الأَنْبِياءُ" وَمَا سِوَاها أَكْثَرُ
أَوَ بَعْدَ هذا مَا يُنَمِّقُ شَاعِرٌ..؟!
مَاذَا يُصَوِّرُ..؟! وَ"الكِتَابُ" يُصَوِّرُ
مَا الشِّعْرُ حَتَّى لَوْ يُوَشَّى بُردُهُ
بِزَخارِفٍ مِنْ فِضَّةٍ ويُعطَّرُ..؟!
قالَتْ فَجَمَّعتِ البَلاَغَةَ كُلَّها
وَأَتَتْ عَلَى مَنْ سَطَّروا أَوْ حَبَّرُوا
آياتُ مَوْلدِكَ الأَغَرِّ وَإِنَّها
مِنْ قَبْلِ بَعْثِكَ مُنْذِرٌ وَمُبَشِّرُ
أَغْفَتْ عَلَى أُكَمِ الرَّمادِ ذَلِيلةً
(نارُ المُجوسِ) مَهِينَةً تَتَحَسَّرُ
وَهَوَتْ إِلى (إِيوانِ كِسْرى) جُفَّلاً
مَذْعُورةً (شُرُفاتُهُ) تَتَبَعْثَرُ
سَقَطَتْ يُكَحِّل بَعْضُها بِتُرابِهِ
بَعْضاً وَيَلْفَحُ وَجْهَهُ وَيُعَفِّرُ
وَأَضَاءَ (بُصْرَى) وَ(الشَّآمَ) لِناظرٍ
نورٌ تَوَهَّجَ في (تِهامَةَ) نيِّرُ
لِيُخَطَّ مِحْرابٌ وَيُعْمرَ مَسْجِدٌ
وَتُقامَ مِئْذَنَةٌ وَيَعْلُو مِنْبَرُ
جزى الله خيراً السيد الدكتور عبد الهادي الحكيم عن سيده وسيدنا النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – على هذه المديحة النبوية القرآنية الغراء التي قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)... لكم دوماً جزيل الشكر على جميل الإصغاء والمتابعة من إخوتكم وأخواتكم في قسم القرآن والمعارف الإسلامية في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران؛ دمتم بكل خير وفي أمان الله.