بسم الله والحمد لله نور النور ومنور كل نور الذي خلق النور، والصلاة والسلام على نوره الأتم ونبيه الأكرم الحبيب المصطفى الأحمد أبي القاسم محمد وآله أهل الرحمة والجود والإباء والمجد.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله..
تحية طيبة من الله مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
"قلب زينب" هو – أيها الإخوة والأخوات – عنوان القصيدة التي نقرأ لكم في هذا اللقاء ما يتسع له وقت البرنامج من أبياتها العصماء؛ وهي في مدح العقيلة الحوراء زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ومولى الموحدين – عليه وعليها سلام الله -.
وزينب – عليها السلام – هي وارثة العرفان المحمدي العلوي الأصيل، فهي سبطة المصطفى وإبنته المرتضى وأديبه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين – صلوات الله عليهم أجمعين – عرفان كامل جلته لنا الصديقة الحوراء بمقولتها الخالدة "ما رأيت إلا جميلا" والذي لا يرى إلا الجميل هو من يرى الله الجميل في كل شيء وقبله وبعده كما في كلام أبي زينب أميرالمؤمنين – عليه السلام – وهذا أسمى مراتب العرفان التوحيدي الخالص، عرفان ينطلق من معرفة سامية بالله الجميل المطلق الذي لا يصدر منه لعباده إلا الجميل في تدبيره لشؤونهم حتى في العسر والبلاء.
وهذا ما تنطق به الأبيات التالية من قصيدة (قلب زينب) وهي من إنشاء أدي سوري ولائي هو أخونا الأستاذ صفوان لبيب بيضون – حفظه الله -.
يقول الأديب السوري الشاب صفوان لبيب:
في قلب زينب تذبل الأسماء
وتئن من فرط الهوى الأشياء
فإذا المسمى أنهكته حروفه
وإذا الحروف أصابها الإعياء
وتجف أقلام البيان تقزماً
فمداد زينب أنفس ودماء
ويطل قاموس الكرامة هادماً
لغة الطغاة، وينتهي الإملاء
في قلبها تخبو النواظر هيبة
ويفور نور محمد وسناء
ويبوح نور العرش بالسر الذي
في بوحه أمل لنا ورجاء
ويشع مصباح البطولة ماحياً
تعب العيون، وتزدهي الأضواء
فترى على شط الولاية درة
تخشى الصخور صمودها والماء
هي درة علوية نورية
أم الرجال، وعزمها الأبناء
قم ناد زينب وانتظر رد السما
باسم الإله إجابة ونداء
ناديت زينب، والحروف تمردت
رد الإمام، وردت الزهراء
طهر البتول وصبرها وأنينها
ومن الأمير بلاغة وإباء
عرّفت زينب: شمعة قدسية
وأتيت أنبئ، فانتهى الإنباء
هي بنت من يسقي النخيل لقوته
وولاؤه للمؤمنين غذاء
وطعامه خبز الشعير وشربة
وبكفه جود السما وسخاء
وبكفه خير التراب وإنه
لأبو التراب ونبعه المعطاء
هي بنت من بكت النبي لعلة
ألّا ينال رضاءها الأعداء
هي أخت من ساس الأمور بحكمة
حقن الدماء فما ارتضى الطلقاء
أما الحسين فقصة علوية
وضعت نقاط حروفها الحوراء
هي درة في كربلاء تألقت
فسطا على زهو الشآم فناء
هي درة في الشام كان مقامها
فتزينت بضريحها الفيحاء
فإذا الشآم بغير زينب خربة
ما زانها قصر سما وبناء
كل الأوابد يا يزيد تهدمت
عبر العصور ونالها الإخزاء
هُدّت قصور أمية وقبورها
وعلى القضية يشهد الخضراء
وضريح زينب شامخ متجدد
يعلوه تبر مبهر وبهاء
هو معقل، هو موئل، ومحجة
هو منهل، هو روضة غناء
هي زينب تطأ الجباه تحدياً
فيزيد مات، وللحسين بقاء
قلبت موازين العروش وإنها
بنت لمن في عزمه الإفناء
قد علمتنا كيف تنتصر الدما
تملي، وتقضي أمرها، وتشاء
كيف العتاة يهد عرش فجورهم
عزم الهداة، ووقفة علياء
في قلبها تشكو الحناجر بحة
وتموت من هول الأسى الأصداء
هي بنت حيدر فاستمع لزئيرها
كيف الشفاه عيية بكماء
والى الذين تخيلوا أن الوغى
سيف يدك جماجماً، ودماء
ورؤوس قوم قد تجولت المدى
وعويل طفل خائف وبكاء
القيد يخزيه الأسير شهامة
والسيف تكسر نصله الأشلاء
والنصر يعتنق المآذن شاهداً
أن الصلاة بغيركم بتراء
ويلجلج الحق المهيب مردداً
آل النبي ووحيهم أحياء
جزى الله خير الجزاء أديبنا السوري الشاب الشاعر المبدع صفوان لبيب بيضون على هذه القصيدة العصماء في مدح بطلة كربلاء العقيلة زينب الحوراء – عليها سلام الله – وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.