روي بسنده عن رجل من الأنصار أنه سأل علياً ـ وهو محتب بحمائل سيفه في مسجد الكوفة ـ عن نعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وصفته (قال) كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أبيض اللون مشرباً حمرة ادعج العين سبط الشعر كث اللحية سهل الخد، ذا وفرة دقيق المسربة، كأن عنقه أبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته، تجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شئن الكف والقدم، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر، إذا التفت التفت جميعاً كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ، ولريح عرقه اطيب من المسك الأذفر، ليس بالقصير، ولا بالطويل، ولا بالعاجز، ولا اللئيم، لم أر قبله ولا بعده مثله.
[كنز العمال: ج 4 ص 34] قال عن أبي هريرة (قال) توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول فلما كان صبيحة الخميس إذا نحن بشيخ قد جاء فقال أنا حبر من أحبار بيت المقدس، فقال يا علي صف لنا صفات رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كأني أنظر إليه فقال: بأبي وأمي لم يكن بالطويل الذاهب، ولا بالقصير، كان ربعة من الرجال، أبيض مشرباً حمرة، جعد المفرق، شعره إلى شحمة أذنيه، صلت الجبين، واضح الخدين مقرون الحاجبين، ادعج العينين، سبط الأشفار أقنى الأنف، دقيق المسربة، مفلج الثنايا، كث اللحية، كأن عنقه أبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، شئن الكفين والقدمين، له شعرات ما بين لبته إلى صدره تجري كالقضيب لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها، يفوح منه ريح المسك إذا قام غرم الناس وإذا مشى فكأنما يتقلع من صخرة إذا التفت التفت جميعاً وإذا انحدر فكأنما ينحدر في صبب اطهر الناس خلقاً واشجع الناس قلباً واسخى الناس كفاً لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله أبداً (قال) الحبر يا عليّ أني أصبت في التوراة هذه الصفة، ايقنت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال أخرجه ابن عساكر (أقول): وذكر المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 195) حديثاً عن ابن عمر ان اليهود جاءوا إلى أبي بكر فقالوا صف لنا صاحبك فاحالهم على علي ابن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ فوصفه لهم بما يقرب مما ذكر في حديث أبي هريرة.