بسم الله والحمد لله منير القلوب بأنوار محبة شموسه الطالعة وأقماره الساطعة أبواب رحمته للعالمين سيدنا الهادي محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته..
أهلاً بكم ومرحباً في لقاء متجدد مع مدائح الأنوار الإلهية نعطر أرواحنا فيه لعبير أبيات منتخبة من مديحتين لإثنين من أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – هما صادق المحمديين الصادقين الإمام جعفر بن محمد، رؤوف المحمديين الرؤوفين الإمام علي الرضا – عليهما السلام - .
فالمديحة الأولى من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ عمار جبار خضير حفظه الله والثانية من إنشاء العالم الأديب الشيخ ضياء الدين الخاقاني – رضوان الله عليه – تابعونا على بركة الله...
نبدأ بمديحة الأستاذ عمار جبار خضير ونختار بعض أبياته العامة مع تغيير طفيف في الثاني منها للربط بينها؛ قال حفظه الله في مطلعها البديع:
ناديت شعري فاستجاب معبرا
وطفقت أرتجز العقيدة مفخرا
وأعنة الشعر الفصيح لويتها
نحو البقيع فهمت أمدح جعفر
من كان يحمل طلعة الهادي ومن
حامى عن الشعر المقدس وانبرى
يهدي الأنام ضياء علم ساطع
بصرت به الدرب السوي النيرا
شعت له أنوار مجد خالد
ألقت عليه من النبوة مئزرا
ابن البتول ونسمة لعبيرها
يجتاح بالأقداس مسكاً أذفرا
حمل الوصي بذاته فتراه في
حالاته نفس الوصي معبرا
من عارضيه تنزل الغيث الذي
أضحى به دوح التشيع مثمرا
فكراً وإيماناً وروح مبادئ
في مذهب حاشاه أن يتقهقرا
هو مذهب الصدق الذي بنيانه
حب النبي وآله خير الورى
حمل الرسالة وهو سنخ وجودها
متقدماً هيهات أن يتأخرا
سند الرواية عنده مستوثق
أقوى وأصلب أن يمس وينخرا
عن باقر العلم العظيم إمامنا
عن زينة العباد عمن قد سرى
نحو الطفوف فداه كل موحد
فعن الوصي عن النبي مخبّرا
كم طالب وجد الحقيقة عنده
وبفضله بين الأنام تجعفرا
كانت هذه أبيات مختارة من قصيدة الأستاذ الشاعر الولائي عمار جبار خضير في مدح الإمام الصادق – عليه السلام – ومنها ننقلكم الى رحاب الإمام الرضا – عليه السلام – فنقرأ أبياتاً مختارة من قصيدة رضوية للعالم الأديب الشيخ ضياء الدين الخاقاني – رضوان الله عليه – يقول فيها وهو يخاطب إمام الرأفة – عليه السلام -:
لي في رياضك كل يوم مرتع
ولقلبي الواهي بأفقك مطلع
وبناتُ أفكاري اِذا ازدحمَ الهوى
صُحُفٌ بنوركَ يابْن موسى تسْطعُ
فلتسمعُ الدنيا رؤايَ روائعاً
ما بين أسطرها تشِعّ الأدمعُ
غنيتُ مدحكَ فاستطاب بديعُهُ
وحياً يغازلُ عاشقيكَ ليسْمعوا
دنياك يابْن الطاهرين قصيدة
نظِمَتْ ومولدُكَ الأغرّ المطلعُ
قد خلّد التاريخُ منكَ قلائداً
للمجدِ باسْمِكَ والعلى يترفّعُ
وتقاسمَ الأسلامُ نهجَكَ مورداً
للخير ينهلُ من نداه مشرّعُ
واليوم تحتضِنُ الملائكُ طالعاً
غذته من صدر النبوّة أضرُعُ
بشرى بمشهدك الزكيّ فاِنّه
نور الهدى ومنارُه المتشعشِعُ
يا قلبُ اِنْ عشت الحياة مريضة
ورأيتُ كلّ تميمةٍ لا تنفعُ
لا تيأسن وحيي أكرمَ مولِدٍ
رقصتْ لرفعته الجهاتُ الأربعُ
فأبو الجواد اذا احتوتكَ رحابه
يختار أدنى الساجدين فيشفعُ
وسيقبلُ الرحمن توبة عاشِقٍ
ليعود في فردوسه يتمتّعُ
يا سيّد المتغربين عن الحمى
من حيث أخصبَ بعد جدبٍ بلقعُ
حدِّث غريبَ الدار فقد جَمع الهوى
لعلاكَ منتجعاً بفضلِكَ يجمعُ
يشكو الجريحُ وكان حبّكَ موئِلاً
يأوي اليه المستجير ويفزعُ
اِنّي لترفعُني الشدائدُ كلّما
كثرتْ فقلبي قطّ لا يتزعْزعُ
اِنّي أطارحكَ الشجون وحسبما
أخفاه قلبٌ في هواكَ مولّعُ
لا فقر حيث ضريح جدّكَ ههنا
نِعَمٌ تنالُ وثروةٌ تتوزّعُ
حتى اذا استوفى الأوائلُ حقّهمْ
منها توارَثه البنون فأبدعوا
أنتَ الرضا والمرضياتُ شفاعة
أنتَ العليّ اِمامُنا والمشفِعُ
وبهذه الأبيات من قصيدة الشيخ ضياء الدين الخاقاني – رضوان الله عليه – في مدح أنيس النفوس علي الرضا – عليه السلام – نختم لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
شكراً لكم وفي أمان الله