بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أمة سيد النبيين وقطب آية التطهير سراجه المنير وبشيره النذير حبيبنا الهادي المختار – صلوات ربي تترا عليه وآله الأطهار - .
السلام عليكم أيها الأطائب طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وأنوار..
أهلاً بكم في لقاء متجدد في رحاب مدائح السادة الغرر وأبواب رحمة الله لكل البشر بل لكل الكائنات.. وفي مدح سيدهم الأغر إخترنا لهذا اللقاء قصيدة غراء لشاعر من السنغال إنجذب قلبه للجهاد المحمدي الدؤوب، وللصبر النبوي الجميل وللعفو النبيل، فطفق يمدح صاحبه صاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله – بقصيدة إختصت بهذا الجانب الخلق المحمدي الكريم.. فأجاد تصوير شديد الأذى الذي لم يتحمله نظيره نبي من قومه ولم يصبر عليه ولم يعف عنه مثلما صبر حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله - .
هذا الشاعر المعاصر هو الأديب المبدع (عبدالله با) من قبيلة (القلّاتة) السنغالية.. نقرأ لكم ما يتسع له وقت البرنامج من أبياتها المؤثرة.. فتابعونا مشكورين..
يخاطب هذا الأديب السنغالي المبدع في قصيدته نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – فيقول:
هجـرتَ بطـاحَ مكّـة والشّعـابـا
وودّعــت المـنـازل والـرّحـابـا
تَخِذْتَ من الدّجى يا بدرُ سِتـراً
ومــن رَهَـبُـوت حِلْكـتـه ثـيـابـا
فكيف تركـت خلفـك كـلّ شـأن
وغـادرت الأحـبـة والصّحـابـا
وشــرُّ مـواطـن الإنـســان دارٌ
يـرى مــن أهلـهـا فيـهـا عـذابـا
ينـاديـهـم فـــلا يـلـقـى سمـيـعـاً
ويدعـوهـم فــلا يـجـد الجـوابـا
تمرُّ بك الحوادثُ وهـي كَلْمـي
كـأن مِزَاجهـا الصّخـريَّ ذابــا
تـزيــدك كـــلُّ حـادثــةٍ ثـبـاتــاً
وصبراً فـي المواقـف وانكبابـا
سبيـلُ الحـق قـد حُفّـتْ بشـوكٍ
ولـم تُمـلا علـى دَعــةٍ رِضـابـا
نَبتْ بكَ أرضُ مكّة وهي أوفى
وأرحب في سبيل الشّـرك بابـا
وضاقـتْ فـي الحنيفـة مـن إلـهٍ
ومــا ضـاقــت بـآلـهـة جَـنـابـا
أمـا عُبِـدتْ بـهـا عُــزّى قديـمـاً
أمـا شـبّ الضـلال بهـا وشـابـا
لقد وسَعـت مـن الأديـان بُطـلاً
ولـم تسـعِ الحنيـفـةَ والصّـوابـا
ومن عجبٍ تسيء إليـك أرضٌ
شبَبْـتَ فمـا أسـأْت بـهـا شبـابـا
منـازلُ كـنـت تنزلـهـا طـهـوراً
وتلقـى الوحـي فيـهـا والكتـابـا
فمـا عرفـوا عليـك بهـن نقصـاً
ولا أخـذوا علـيـك بـهـن عـابـا
تقـوم الليـل فـي جنـبـات غــارٍ
وتقـطـعـه زكــــاةً واحـتـسـابـا
تـزلـزل بالـدعـاء ذُرى حِــراء
فــلــولا اللهُ يـمـسـكــه لــذابـــا
لـقـد آذاك أهــلٌ فــي حـمـاهـم
فكـان أذاهـمُ العـجـبَ العُجـابـا
رمَـوْا والله صانـك مـن أذاهــم
فأخـطـأ سـهـمُ راميـهـم وخـابـا
أمـيـنَ الله قومك قــد أســـاؤوا
ولـــجّ لسـانـهـم إثْـمــاً وعـابــا
وقالوا الساحـر الكـذابُ حاشـا
لـربّـك لــم يـقـلْ يـومـاً كِـذابــا
وكانـوا مـن صفاتـك فـي يقيـنٍ
فكيـف يـروْن دعـوتـك ارتيـابـا
ولكـنْ دولـةُ الأغـراض تُعمـي
وتُلـقـي فــوقَ أعينـهـا حـجـابـا
لقد جحدوا ضياءك وهـو سـارٍ
يشـقُّ البيـدَ أو يطـوي الهِضابـا
كـأن مـن الـهـدى فـيـه ســراجٌ
ومـن وضـح اليقيـن بهـا شهابـا
ومــن تـكـن الـمـآربُ ضلـلـتـه
يجدْ في الحق زيفاً واضطرابـا
أمـيـن الله قـومـك قــد أســاؤوا
وطار صوابُهم ومضـى وغابـا
لـقـد عــادوْك مـوجِـدةً وكِـبـراً
وربّ مكـابـرٍ فـقــد الـصّـوابـا
مضوْا يستكثرون عليك فضـلاً
مـن الله الـذي يعـطـي الرّغـابـا
هـو الحسـدُ الـذي أكـل البرايـا
وصيّـرهـم عـلـى إنــسٍ ذئـابــا
يكـاد الحـقـدُ يمسخـهـم قــروداً
ويخـلُـق فـيـهـمُ ظـفــراً ونـابــا
ولمـا أنْ قـدَرْت عفـوت عنـهـم
ولم تفرض على الجاني عِقابـا
خرجْت إلى المدينة وهـي دارٌ
شهِدتَ بها علـى الكفـر انقلابـا
فـقــد آواك أهـلـوهـا وكـــادوا
لِينْسـوك الرحـيـلَ والاِغتـرابـا
رجـوْت بهـم لـديـن الله نـصْـراً
ولـم أرَ راجـيـاً فــي الله خـابـا
كانت هذه مستمعينا الأكارم طائفة مختارة من مديحة نبوية أنشأها في مدح سيد الكائنات – صلى الله عليه وآله – الأديب السنغالي المعاصر الأستاذ (عبدالله با)، وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار.
نشكركم على كرم المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم في أمان الله.