بسم الله وله الحمد حبيب قلوب الصادقين ومنور قلوب المؤمنين بمودة صفوته الطيبة من العالمين سيدنا أبي القاسم الأمجد محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
معكم بتوفيق في حلقة جديدة من هذا البرنامج فأهلاً بكم ومرحباً...
في هذا اللقاء نعطر قلوبنا بمديحتين من مدائح الأنوار المحمدية يشتركان في براعة تصوير الآثار الطيبة التي توجدها مودة أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – في صقل مشاعر المؤمن وجعلها إلهية تشع منها أنوار حب الله، فيندفع المؤمن لإبتغاء مرضاته عزوجل في كل شيء وتصطبع سلوكياته بصبغة الرحيم الكريم فيصير طالباً لخير العباد مفعماً بروح الرحمة والتراحم.
هاتان المديحتان - إخوة الإيمان – هما من إنشاء الأديب العالم الشيخ عبد الكريم آل زرع المولد سنة ۱۳۸۱ في حاضرة القطيف، وهو – حفظه الله – يعد اليوم من أعلام الأدب القطيفي العريق، وهو من الناشطين في محافلها الأدبية والثقافية والدينية حفظه الله ووفقه لكل خير..
قال أخونا الشيخ عبدالكريم آل زرع في المديحة الأولى:
منكم لسلسال الحقيقة منبعُ
ولكم بآفاق المعارفِ مطلعُ
أنتم شموس العلم ما شعت على
أفُقٌ لنا إلا و أشرق يسطع
من نورِ عرشِ اللهِ مِنْ وَهَجِ القضا
من عنصر الألطاف حان ينصع
ما محفِلٌ بمحمدٍ و بآلهِ
وبعذبِ فضلِهمُ الكريمِ يلعلعُ
إلا و أملاكُ السما جمهوره
و شذاه من عبَق الجنان يضوع
فأقول هذي الخلد في هذي الدنا
من كل صوب في البسيطة أروع
آمنت أنكم السبيل إلى الهدى
خصب بأصناف الكرامة ممرع
عفرت خدي في ثراكم فانبرى
فكري ينمنم في القصيد ويبدع
و أتيتُ يا شمس الشموس بخافقي
حُبٌّ بداجية الغرام مشعشع
و أقولُ فخرا و الولاءُ يغذُّ بي
و صداي عَبْرَ الخافقين يُرجَّع
و أخالُ كل الكون ردد صرختي
يا سادتي إني لكمْ متشيع
أقسمتُ أنكمُ الملاذُ و أنكمْ
يا رحمة للعالمين المفزع
أرجو الشفاعة إذ تحتم حكمتي
أن لا يكونَ لغيرها لي مطمع
قلبي على أعتابكمْ متوسدٌ
بضبا الفراق مجرح و مُبَضَّع
هاكمْ خذوه وفتشوه فإن تروا
فيه سواكم واحدا لا تشفعوا
ومن ههذ القصيدة الغراء في مودة أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – ننقلكم الى بديعة غراء تصور بلطافة وبلاغة تجليات حب حبيبنا الهادي المختار – صلوات ربي عليه وآله الأطهار – في حب علي وصيه المرتضى عليه السلام – قال سماحة الشيخ عبد الكريم بن مبارك آل زرع حفظه الله:
مَن يجسِّدْ حبَّنا للمصطفى
يلقَ حبًّا فيه آيات علي
مَن يُرِدْ أن يسمعَ الوحيَ فذا
ثغرُ طه المصطفى ثغرُ علي
مَن أرادَ العلمَ فليقصدْ إلى
بابِه صدرِ الكراماتِ علي
مَن أرادَ النورَ مِنْ مصدرِهِ
فهوَ في قلبِ أَبي النورِ علي
مَن أرادَ اللهَ فليبدأْ به
قائدا إنَّ رحى الكون علي
مَن أراد الخلدَ والى حيدرا
فقسيمُ النار و الخلد علي
لا يخاف القبرَ لا أهوالَه
لا يخافُ الموتَ من يهوى علي
إننا الناجون في يومِ غدٍ
بعلي بعلي بعلي
ثملتْ كلُّ اليراعاتِ إذا
ما حوتْ أسطرُها ذِكرَ علي
وثغورُ الشعرا يسكرُها
أعذبُ الأسماءِ وهو اسمُ علي
وطيورُ الخلدِ في الخلدِ إذا
صدحَتْ ماسَتْ وقالتْ يا علي
وجميعُ الأنبياء مولاهم
سيدُ الكونين مولانا علي
فاطمٌ وهي التي باهى بها
ربُّها الأملاك زُفَّت لعلي
فاطمٌ حارتْ بها أفهامُنا
إنما فاطمةٌ حُبُّ علي
نشكر لكم مستمعينا الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها قصيدتين بليغتين في تصوير آثار الرحمة التي تثمرها مودة أهل بيت النبوة والمصطفى والمرتضى – عليهم جميعاً أزكى التحيات والصلوات – وهما من إنشاء الأديب القطيفي المبدع سماحة الشيخ عبد الكريم آل زرع حفظه الله.
ختاماً لكم خالص الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.