بسم الله وله الحمد والثناء إذ رزقنا مودة وموالاة صفوته النجباء حبيبنا سيد الأنبياء وآله الأصفياء صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته..
معكم بتوفيق الله في لقاء جديد من هذا البرنامج وإثنتين من غرر القصائد في بيان عظيم آثار مودة محمد وآله الطاهرين والتقرب الى الله بالإستنارة بأنوراهم والإستمداد من فيوضاتهم عليهم صلوات الله.
هاتان المديحتان من إنشاء أحد أفاضل علماء أهل السنة في القرن الهجري الثاني عشر وهو مؤلف الكتاب الشهير الموسوم بـ(الإتحاف بحب الأشراف) إنه العالم المصري الأديب الشيخ عبدالله بن محمد الشبراوي.. ومن ديوانه الذي سماه (منائح الألطاف في مدائح الأشراف) نقرأ لكم هاتين المديحتين فتابعونا مشكورين.
أيها الأطائب القصدية الأولى أنشأها العالم الشبراوي في بيان بركات وآداب زيارة قبر الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – وقال – رحمه الله – فيها:
مُقلَتي قَد نِلتُ كُل الارب
هذِه أَنوار طه العَربي ،
هذهِ أَنوارُ طه المُصطَفى
خاتِمُ الرُسُل شَريف النَسَب ،
هذهِ أَنوارِهِ قَد ظَهَرَت
وَبدت من خَلف فيِكَ الحجب ،
هذِهِ أَنوارُهُ فَاِبتَهِجي
وَاِطرَبي فَالوَقتُ وَقت الطَرَبِ
هذِهِ طيبَة يا عَين وَما
بَعد من طابَت بهِ من طيب ،
طالَ ما كنت تَحنين اِلى
رُؤيَة القَبرِ الَّذي في يَثرِب ،
هذِهِ أَنوارُ ذاكَ القَبر قَد
أَشرَفَت يا مُقلَتي فَاِقتَرِبي ،
وَاِنظُري لِلكَوكَبِ الدَرّي فَكَم
أَنفُس تَصبو لِهذا الكَوكَب ،
وَاِشهَدي القَبر الَّذي رَتبته
بِرَسول اللَهِ أَعلى الرُتَب ،
ذاكَ قَبرُ مَن أَتاهُ زائِراً
مَرّة في عُمرِهِ لَم يَخب
يا أَخا الاِشواقِ هذا المُصطَفى
بثّ شَكواكَ لَهُ وَاِنتَخِب ،
وَتَأَدّب يا أَخا الوَجد فَما
أَنتَ اِلّا في مَقامِ الاَدَب ،
وَاِسكُب الدَمعَ سُرورا فَعَلى
غَيره دَمعُ الهَنا لَم يُسكَب ،
وَاِكحَل الآماقَ مِن تُربَتِ
وتطيب من ثراه الأطيب ،
وَتَذلل وَتَضَرَّع وَاِبتَهِل
وَتَوَسع في الاِماني وَاِطلُب ،
فَهُوَ بَحر زاخِر من جاءَه
طالِبا فازَ بِأَسنى المَطلَب ،
أَيّ جاه مِثل جاه المُصطَفى
معدن المَعروف كَنز الحسب
يا رَسولُ اللَهِ اِنّي مُذنب
وَمن الجود قبول المُذنب ،
يا نَبِيّ اللَهِ مالي حيلَة
غَير حبي لَكَ يا خَير نَبي ،
وَيَقيني فيكَ يا خَير الوَرى
أَن حبي لَكَ أَقوى سَبَب ،
عظم الكرب وَلي فيكَ رَجا
فيهِ يا رَب فَرّج كُربي ،
وَأَغِثني يا اله العَرش مِن
نَفس سوء في الهَوى تَلعَب بي ،
وَتدارك ما بَقى لي فَلَقَد
ضاعَ عُمري في الهَوى وَاللَعِب
وفي قصيدة ثانية قال الأديب العالم الشيخ الشبراوي عن بركات مودة أهل البيت المحمدي – صلوات الله عليهم أجمعين -:
أَبَدا تَحِنّ اِلَيكُم الاِرواح
وَلَكُم غَدوّ في العُلا وَرَواح ،
يا سادَة لَولاهُم ما لاحَ في
أُفق المَكارِمِ لِلفَلاح صَباح ،
ما الفَضل اِلّا ما رَأَيت بِحيكم
وَعَلَيكُم مِن نورِهِ مِصباح ،
نطق الكِتاب بِمُجدِكُم وَبِفَضلِكُم
وَأَتَت أَحاديثُ بِذاكَ صَحاح ،
وَتَواتَرَت أَخبارُ مَجد عَنكُم
يَزهو بِها الاِمساء وَالاِصباح
يا أَيُّها القَومُ الَّذينَ تَشَرَّفَت
بِهِم بِقاع في العُلا وَبِطاح ،
مَن ذا يُفاخِرُكُم وَأَنتُم عصبة
قرشية وَشَذاكُم فياح ،
وَحَماكُم حرم النجاة وَحُبُّكُم
لِلقاصِدينَ وَلِلعُفاة مباح ،
وَاِلَيكُم كُلُّ الفَضائِل تَنتَمي
وَعَلى يَدَيكم يُفتَح الفتاح
يَكفيكُم يا آل طه مَفخَرا
أَن العُلا عقد لَكُم اِفصاح ،
اللَهُ خَصَّكُم بِأَشرَفِ رُتبَة
العَجز فيها مسند ووُشاح ،
أَنا لا أَحول وَحَقكم عَن حبكُم
كَتم العَواذِل قَولُهُم أَو باحوا ،
وَاِذا تَرَنَّمَت الاِنام بِذِكرُكُم
فَلِسان شُكري بِالثَنا صِياح ،
ما اِن يُلام محبكُم في حُبِّكُم
أَبَدا وَلَيسَ عَلَيه فيه جُناح ،
لا زِلتُم أَهلَ المَكارِمِ وَالتُقى
وَلَدَيكُم الاِرشاد وَالاِصلاح ،
طِبتُم وَطابَ جَنابكم فَلأجل ذا
طاب المَديح وَطابَت المَدّاح
مستمعينا الأكارم..
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناها لقصيدتين في مدح سيد المرسلين وآله الأطيبين من إنشاء الأديب العالم الشيخ عبدالله بن محمد الشبراوي من أعلام علماء مصر في القرن الهجري الثاني عشر.
تقبلوا منا خالص الشكر على كرم المتابعة ولكم أطيب الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. في أمان الله.