بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بمودة وموالاة واتباع صفوته المنتجبين وأبواب رحمته للعالمين سيدنا محمد المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين – صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة..
أهلاً بكم في لقاء اليوم من مدائح الأنوار الإلهية..
أيها الأفاضل، إن من أهم محاور الإعتصام بحبل الله واجتماع كلمة المسلمين هو محور (مودة أهل بيت النبوة المحمدية) فهم – صلوات الله عليهم أجمعين – الذين أقرت لهم بجميع مذاهبهم بسمو المنزلة عند الله وكمال الإخلاص للدين الحق والدفاع عنه وعن مصالح عباد الله جميعاً.
ومن أبهى أعلام أهل بيت النبوة المحمدية أحب الخلق الى رسول الله – صلى الله عليه وآله – بضعته ومهجة قلبه الصديقة الزهراء سيدة نساء العالمين التي جعل الله رضاه في رضاها وسخطه في سخطها كما أخبرنا بذلك نبينا الأكرم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى كما صرح – صلى الله عليه وآله – في الحديث الشهير الذي رواه علماء مختلف المذاهب الإسلامية.
والصديقة الزهراء هي – سلام الله عليها – التي بينت للعالمين في خطبتها الفدكية الغراء معالم الإسلام المحمدي النقي بجميع أركانه وأصوله وهدت أجيال المسلمين في هذه الخطبة وفي سائر أقوالها وسيرتها المعطاء الى حكم الشريعة المحمدية البيضاء وأسرارها وسبل الإتباع الصادق لسيد المرسلين – صلى الله عليه وآله الطاهرين -.
وقد اخترنا لكم أيها الأكارم في هذا اللقاء إحدى مدائح سيدة نساء العالمين – صلوات الله عليها – أنشأها أحد شعراء أهل السنة المعاصرين وعبر فيها عن ذلك المحور القويم من محاور وحدة المسلمين وهو محور مودة العترة المحمدية الطاهرة.
إنه الشاعر الأديب صبري الصبري من مصر المشهد الحسيني والزينبي وجامعة الأزهر.. نقرأ لكم مديحته الفاطمية بعد قليل فابقوا معنا مشكورين..
قال الأديب المصري صبري الصبري حفظه الله..
قد جئتُ أدنو من حمى الزهراءِ
بالحب أرجو في السنا إعلائي
يا حاجب الأنوار أبلغ زهرةً
للحسن أني هاهنا برجائي
هل تسمحين بمدحةٍ أشفي بها
قلبي المعلل فالمديح دوائي
روحي تَمَنَّت بالمدائح قُربةً
فيها أوافي روضةَ الإدناءِ
فأنا المحب لآل بيت كلهم
أبناء (فاطمة) الهدى الزهراءِ
قد جئت أحمل بالضلوع مودتي
ومحبتي في لهفتي وثنائي
بقصيدتي شعر المديح لزهرةٍ
ميمونةٍ مبرورةٍ عصماءِ
بنت الحبيب (محمدٍ) نور الهدى
خير البرية سيد الشفعاءِ
أُمِّ الكرام بحسنها وجمالها
ونقائها وسنائها الوضاءِ
أُمُّ (الحسين) وأم أسباط التقى
من نسل طه أكرم الأبناءِ
ويتابع الأديب المصري الأخ صبري الصبري مديحته الفاطمية معرجاً على مدح سيد أمهات المؤمنين خديجة الكبرى – عليها السلام – قال حفظه الله:
هم آل بيت المجتبى أنعم بهم
وبأمهم بمسيرة الآناءِ
زهراء سيدة النساء وأمها
زوج الرسول جليلة الأضواءِ
نعم الحبيبة للحبيب وبنتها
نعم الزكية في أجل بهاءِ
ماذا أقول عن البتول وشأنها
بالفخر حَيَّرَ أحرفَ الإملاءِ ؟!
ماذا يقول المادحون وقدرها
ومقامها في ذروة العلياءِ ؟!
ماذا يقول الشعر عن ذات السنا
وبما تفيد فصاحةُ الشعراءِ ؟!
مَنْ كان سيدنا الحبيب المصطفى
طه يقوم لأجلها بلقاءِ
مَنْ عَطَّرَتْ بعطورها صدقاتها
لما هدتها معشر الفقراءِ
مَنْ دافعت عن حِبِّهَا طه النبي
بالبيت بذَّت أشرس الأعداءِ
ردَّت عدوا يعتدي بجهالة
يؤذي الحبيب بغلظةٍ وجفاءِ
وبهجرة المختار طه هاجرت
لمدينة نبوية فيحاءِ
ولحيدرٍ ليث المعارك زوجها
كانت رفيقة دربه بنقاءِ
وبسِرِّهِ طه النبي المجتبى
خصَّ البتولَ بقادمِ الأنباءِ
سُرَّتْ وبشَّتْ في سرور بعدما
كانت بحزن جامع وبكاءِ
أحبب بها بحياتها ومماتها
وخلودها في جنة غَنَّاءِ
أنعم بها خير النساء وأمها
وبنسلها وبفارس الهيجاءِ
أعني عَلِيَّاً زوجها من قدره
قدرٌ رفيعٌ ساطع بضياءِ
زوج البتول من ارتقى أعلى الذرا
بجهاده في قمةٍ شَمَّاءِ
يا أم (حسن) و(الحسين) و(زينب)
إني أتيت بلهفتي وولائي
هل تقبلين قصيدتي بمحبتي
ضمن الشداة بمدحتي وغنائي
رمنا بمدحك بالنشور شفاعةً
تأتي لنا من سيد الكرماءِ
طه النبي المصطفى خير الورى
بقضاء ربي أحكم الحكماءِ
صلى الإله على الرسول المجتبى
ما طار طيرٌ في عنان فضاءِ
!!
نشكر لكم مستمعينا الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها مديحة (سيدة النساء) التي أنشأها في مدح الصديقة الزهراء – سلام الله عليها – الأديب المصري المعاصر الأخ صبري الصبري.
ختاماً تقبلوا أصدق الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.