بسم الله والحمد لله الذي تفضل عليه محسناً بموالاة أبواب رحمته للعالمين سيدنا وحبيبنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين -.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة، بتوفيق الله نلتقيكم أيها الأكارم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لثلاث مقطوعات شعرية مؤثرة لثلاثة من علماء أهل السنة المصريين يتوسلون فيها الى الله عزوجل بسبطه النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – الصديقة الفاطمية والعابدة العلوية والكريمة الحسنية والمجاهدة الحسينية مولاتنا العقيلة الحوراء زينب الكبرى – صلوات الله عليها -..
أيها الإخوة والأخوات، نقرأ لكم أولاً من كتاب (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار) الأبيات التالية من مديحة زينبية للشيخ الفاضل الأديب عبدالرحمان الأجهوري يقول فيها:
آلَ طـه.. لـكـم عليـنا الـولاء
لا سـواكـم بـمـا لـكـم آلاءُ
مدحُكم فـي الكـتاب جاء مُبـيناً
أنبـأت عنـه مـلّـةٌ سـمحـاءُ
حُبّكم واجب على كـلّ شخـصٍ
حدّثـتـنـا بضـمنِـه الأنـبـاءُ
شُرّفـت مصرُنـا بكـم آلَ طـه
هنـيئـاً لنـا.. وحـقّ الهـنـاءُ
منكـمُ بـضعـة الإمـام علـيٍّ
سيفُ ديـنٍ لمـن بـه الإهتـداءُ
زينـبٌ فضلُـها عليـنـا عميـم
وحمـاهـا مـن السُّقـام شفـاءُ
كعـبة القاصـدين، كنـز أمـانٍ
وهي فينـا اليتـيمـة العصمـاءُ
وهي بدر بلا خسوفٍ، وشمـسٌ
دون كسفٍ، والبضعةالزهـراءُ
وهي ذخري ومَلجأي وأمـانـي
ورجائي، ونِعـمَ ذاك الـرجـاء
مِن كراماتها الشمـوسُ أضـاءت
أين منها السُّها ؟! وأين السماءُ ؟!
مَن أتاها وصدره ضـاق ذَرعـاً
مِن عسيرٍ، أو ضاق عنه الفضاءُ
حلَّت الخطبَ مسرعاً وجَـلَتـهُ
فابخلى عنـه عُسـرُه والعَنـاءُ
مستمعينا الأكارم، وقد أودع العالم المصري الأديب الشيخ أحمد فهمي محمد المحامي كتابه عن الصديقة الطاهرة زينب الكبرى بمديحة لها – سلام الله عليها – أشار فيها الى سمو مقامها التوحيدي والعبادي وآثاره على زوارها فقال في جانب من هذه المديحة البديعة:
مقام زينب مهوى كل خالصة
من العبادة تحبو من يواليها
بنت الرسول ومن لي أن أوفيها
بما أرى من حقوق قلّ موفيها
إني أحس بأن المصطفى معنا
فالروح في هزة مما يواتيها
كأن نفسي قد طارت لعالمها
فقد تراني بحال لست أدريها
في نشوة تملك الوجدان روعتها
تفوق روحتها الدنيا وما فيها
لله زينب ما أوليت من مدد
يدعو لمكرمة سبحان موليها
بنت الرسول تسامت في كرامتها
ونضر الله قبراً بات يحويها
بدا لشاهد عيني ضوء غرتها
وتلك أضواءها عيني تلاقيها
فأفتح بفاتحة القرآن قبتها
فإن رحمة ربي في نواحيها
صلى الإله على طاها وعترته
وتلك زلفى كتاب الله يميلها
فإنهم سكن في كل نائب
ودارهم تعطي الأمن غاشيها
ومن هذه الأبيات التوسلية للشيخ أحمد فهمي المحامي المصري ننقلكم الى مديحة زينبية ثالثة للعالم اللغوي المصري الشيخ أحمد الكناني يقول رحمه الله فيها بلغة وجدانية مؤثرة:
لذ في الشدائد بابنة الزهراء
واقصد حماها توق كل عناء
هي زينب ذات المقامات العلا
وكريمة الأجداد والآباء
هي ربة الشورى وغوث من التجا
بنت الامام وفارس الهيجاء
أخت الحسين وجدكم خير الورى
أنتم إذا عز الرجاء رجائي
مقامكم في مصر كعبة أهلها
يأتونه زمرا من الأنحاء
فإليك بعد الله اشكو علتي
فالداء أعضلني وعز دوائي
قد أثقلتني السيئات ومالها
في العد من حصر ولا احصاء
الا التجائي للنبي ونسبتي
لجنابه العالي وحسن ولائي
صلى عليه الله ما سرت الصبا
أو فاح عرف المسك في الأرجاء
والآل والاصحاب ما شاد شدا
لذ في الشدائد بابنة الزهراء
وبهذا مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها ثلاثة مقطوعات في مدح السبطة المحمدية الغراء مولاتنا الصديقة الطاهرة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين - عليهما السلام – وهي من إنشاء ثلاثة من علماء أهل السنة وأدباء مصر المبدعين هم الشيخ عبدالرحمان الأجهوري، والأستاذ الشيخ أحمد فهمي، والأديب المبدع الشيخ أحمد الكناني رحمهم الله.
تقبل الله منكم حسن الإصغاء ولكم دوماً خالص الدعاء من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.