بسم الله والحمد لله الذي هدانا لإقتفاء آثار أوليائه الصادقين وأبواب رحمته للعالمين سيد المرسلين المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين – صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين -.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
أيها الأكارم، السفارة أو النيابة أو سائر صور تمثيل الإمام المعصوم – عليه السلام – في المهام الخاصة أو العامة، هي مسؤولية جسيمة إن أدى المؤمن حقها بلغ ذرى الولاء لله وأوليائه تبارك وتعالى.
ومن أهم شروط هذه المسؤولية القيام المكلف بها السفير أو الممثل للإمام المعصوم طبق ما يريده الإمام – عليه السلام – حتى يستشعر الناس وكأنهم يتعاملون حقاً مع الإمام المعصوم عندما يتعاملون مع الإمام المعصوم – عليه السلام – بأنهم يتعاملون مع الله مباشرة لأنه – عليه السلام – يجسد لهم بما هو خليفة لله أخلاقه ورحمته وكرمه عزوجل.
وهذا ما تحقق في أسمى صوره في ثقة الإسلام وبطل الولاء الخالد مولانا الشهيد مسلم بن عقيل – سلام الله عليه – سفير المولى الحسين – عليه السلام – فقد قام بحق السفارة الحسينية بأكمل شروطها وأظهر الأخلاق الحسينية بأطيب مصاديقها وجسد الإباء والشجاعة الحسينية بأهدى تجلياتها طوال فترة سفارته وتعامله مع طواغيت بني أمية بعد أن غدروا به خذله أدعياء نصرته، ولذلك صار أسوة السفراء الحسينيين ومن يرمي خدمة سيد الشهداء، بلغة الشعر، الأديب الولائي المبدع الأخ السيد سيف الذبحاوي الحسيني المجاور لمشهد مسلم بن عقيل – عليه السلام – في كوفة الولاء وذلك في قصيدته (خارطة جديدة) نقرأها لكم في هذا اللقاء فتابعونا مشكورين.
قال السيد سيف الحسيني مخاطباً منار السفارة الصادقة الأبية لأئمة الهدى – عليهم السلام -:
ما زلتَ في وجعِ القصيده
تنمو كخارطةٍ جديده
ورؤاكَ تشعلني قوافِيَ
مثلَ وقفتِك الفريده
تخضرُّ في قلقي نبوءَةَ
شاعرٍ قطعوا وريده
وأراكَ ضوءً فيك
تكتحلُ المجراتُ البعيده
يا مسلمٌ للدينِ يومُك
عزمةٌ أحيت وجوده
للآن يورقُ من دماك
الهديُّ أجيالاً رشيده
للآن كوفانُ الجراحِ
تبسملُ الذكرى العتيده
كنتَ الجهاتِ أمامَهم
والأفقُ قامتُك الوحيده
والليلُ آنسَ ظلك الحاني
فأحنى الحزنُ جيده
تمشي ونبضُ الأرضِ
يتلو ماءَ خطوتِك الجهيده
والصوتُ خلفك إنّ هذه
ليلةُ القدرِ السعيده
يا مطلعَ الفجرِ العظيمِ
وساعةَ الفتحِ المديده
حلِّقْ فحلمُ المجدِ
منتظرٌ لحيدرَ كي تُعيده
ذي طوعةُ المجدِ
الأثيلِ وربَّ حادثةٍ وطيده
تنبيك أن قدموا ولونُ
الخزي قد رسمَ المكيده
جاؤوك وجهَ هزيمةٍ
ملء انكساراتٍ عديده
والوقتُ يلعنُ حظَّهم
عرفوا انتكاستَهم أكيده
أعطوكَ ذلَّ ظهورهم
والجيشُ شاءك أن تُبيده
سبحانَ سيفِك حاكماً
ورقابُهم كانت عبيده
لحسين أنتَ فراتُهُ
وحسينُ ثورتِهِ المجيده
والأكبرُ اللاتنتهي
جرحاً بذاكرةِ العقيده
والقاسمُ الهاماتِ تنزلُ
فتكَ قارعةٍ شديده
الطفُ نبضُك كلُّهُ
بل كانَ عقباك الحميده
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة (خارطة جديدة) وهي في مدح قدوة السفراء الحسنيين مولانا مسلم بن عقيل – سلام الله عليه – من إنشاء مجاور مرقده الشريف في كوفة الولاء، أخونا الأديب الولائي المبدع الأستاذ السيد سيف الحسيني الذبحاوي حفظه الله.
وبهذا ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.