بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الشكور الكريم وأزكى صلواته على منارات صراطه المستقيم حبيبنا الهادي المختار وآله الطيبين الأطهار.
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء ورحمة من الله ذي الفضل والآلاء..
تحية مباركة نحييكم بها في مستهل لقاء اليوم من برنامجكم هذا ننعش فيه قلوبنا ونعطر أرواحنا بأبيات إيمانية لطيفة في مودة من جعل الله مودتهم سبيل قربه ووسيلة رضاه.
نختار هذه الأبيات وبما يتسع له وقت البرنامج من قصيدة لأحد أدباء لبنان المعاصرين هو الأستاذ عبد الحميد محسن سلمان وفقه الله وجزاه خير الجزاء عن محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، تابعونا مشكورين.
يقول أخونا الأستاذ عبد الحميد حفظه الله مخاطباً أهل الإيمان:
صَلُّواْ عَلَى طَهَ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
وَالسَّادَةِ الأَطْهَارِ آلِ مُحَمَّدِ
صَلُّواْ عَلَيْهِمْ بِالْوَلاَءِ وَسَلِّمُواْ
وَتَبَرَّؤُواْ مِنْ كُلِّ قَالٍ حَاقِدِ
أَنْقَى مِنَ النُّورِ النَّقِيِّ نَقَاؤُهُمْ
لَوْلاَهُمُ الظَّلْمَاءُ لَمْ تَتَبَدَّدِ
قَدْ طُهِّرُواْ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ عِصْمَةً
وَلآيَةُ التَّطْهيرِ أَعْظَمُ شَاهِدِ
مِنْ فَيْضِ نُورِ الْلَّهِ أُبْدِعَ حُسْنُهُمْ
كَالْلُّؤْلُؤِ الْمَنْثُورِ أَوْ كَزَبَرْجَدِ
مَدَّ الإِلَهُ ظَلاَلَهُمْ في كَوْنِنَا
بِضِيَاءِ نُورٍ مِنْ غَديرٍ سَرْمَدي
سَادُواْ عَلَى السَّادَاتِ في آدَابِهِمْ
وَعُلُومِهِمْ جَاءُواْ بِعِلْمٍ مُفْرَدِ
هُمْ مَرْجِعٌ أَعْلَى لِكُلِّ صَغيرَةٍ
وَكَبيرَةٍ هُمْ مَقْصِدٌ لِلْقَاصِدِ
حُجَجُ الإِلَهِ عَلَى الْبَرَايَا كُلِّهِمْ
وَلِوَاءُ دينِ الْلَّهِ يَوْمَ الْمَوْعِدِ
وَهُمُ الْهُدَاةُ إِلَى الإِلَهِ وَإِنَّهُمْ
شُفَعَاؤُنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ في الْغَدِ
خُزَانُ عِلْمِ الْلَّهِ أَعْلاَمُ الْهُدَى
قَدْ ضَلَّ مَنْ بِهُدَاهُمُ لاَ يَهْتَدي
بَلْ ضَلَّ مَنْ حَسِبَ الْهُدَى في غَيْرِهِمْ
قَدْ خَابَ حَقّاً مَنْ بِهِمْ لاَ يَقْتَدي
أَهْلُ الْمَوَدَّةِ وَالتَّعَفُّفِ وَالرِّضَّا
وَذَوُو الْفَضَائِلِ وَالنَّدَى وَالسُّؤْدَدِ
أَهْلُ الأَمَانَةِ وَالنَّزَاهَةِ وَالْوَفَا
في الأَقْرَبينَ وَفي الْبَعيدِ الأَبْعَدِ
في دُورِهِمْ نَزَلَ الْكِتَابُ وَعِنْدَهُمْ
كَانَ السُّجُودُ وَكَانَ أَوَّلُ مَسْجِدِ
هُمْ أَهْلُ بَيْتِ الْلَّهِ آلُ رَسُولِهِ
وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَهُمُ الْحَقيقَةُ أَصْلُهَا وَفُرُوعُهَا
وَمَعَادِنُ الأَسْرَارِ عَيْنُ الْمَوْرِدِ
مَنْ لي بِأَقْمَارٍ يُبَدِّدُ نُورُهُمْ
عَتْمَ الْغَيَاهِبِ وَالظَّلاَمِ الأَسْوَدِ
مَنْ لي بِأَطْيَابٍ يُعَطِّرُ ذِكْرُهُمْ
سَمْعي إِذَا سَلَّمْتُ بَعْدَ تَشَهُّدِ
بِسَلاَمِهِمْ عَمَّ السَّلاَمُ وَسَلَّمَتْ
كُلُّ النُّفُوسِ الرَّاكِعَاتِ السُّجَّدِ
وَبِهِمْ غَدَوْنَا مُسْلِمينَ لِرَبِّنَا
رَبِّ الْوُجُودِ الْوَاحِدِ الْمُتَأَحِّدِ
وَبِهِمْ هَدَانَا الْلَّهُ لَيْسَ بِغَيْرِهِمْ
وَبِهِمْ فَتَحْنَا كُلَّ بَابٍ مُوصَدِ
فَهُمُ الْمَحَجَّةُ لاَ يَزُولُ بَريقُهَا
بَيْضَاءُ دَهْراً رَغْمَ أَنْفِ الْحَاسِدِ
مَنْ رَامَ غَيْرَ كِسَائِهِمْ سَتْراً لَهُ
فَلَقَدْ تَعَرَّى كَالصَّعيدِ الأَجْرَدِ
لاَ تَسْتَقيمُ صَلاَتُنَا إِلاَّ بِهِمْ
فَهُمُ الهُدَاةُ إِلَى الصِّرَاطِ الأَوْحَدِ
أَزْكَى الصَّلاَةِ مَعَ السَّلاَمِ مُرَتَّلاً
يُتْلَى عَلَيْهِمْ مِنْ إِلَهِ الْمَعْبَدِ
عَدَدَ الَّذي لاَ يَنْتَهي في عَدِّهِ
أَبَداً بِغَيْرِ تَوَقُّفٍ وَتَجَمُّدِ
عَدَدَ الْعُصُورِ مَعَ الدُّهُورِ وَمَا حَوَى
هَذَا الْوُجُودُ بِكَوْنِهِ الْمُتَجَدِّدِ
عَدَدَ السَّمَاوَاتِ الطِّبَاقِ وَمَا حَوَتْ
مِنْ أَنْجُمٍ وَكَوَاكِبٍ وَفَرَاقِدِ
عَدَدَ الْوَرَى مِنْ بَدْءِ خَلْقِ وُجُودِهِمْ
آلاَفَ ضِعْفٍ مِنْ مُضَافٍ زَائِدِ
مِنْ عَهْدِ آدَمَ مِنْ أَوَانِ ظُهُورِهِ
حَتَّى ظُهُورِ وَكَشْفِ غَيْبٍ مُغْمَدِ
يَا رَبَّ صَلِّ عَلَى الْحَبيبِ مُحَمَّدِ
وَأَئِمَّةِ التَّوْحيدِ آلِ مُحَمَّدِ
وَاقْبَلْ دُعَائِيَ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِمُ
فَبِذِكْرِهِمْ يُرْجَى رِضَاؤُكَ سَيِّدي
مَوْلاَيَ هَذي بَيْعَتي لِلْمُصْطَفَى
وَوَلاَءِ أَهْلِ الْبَيْتِ دُونَ تَرَدُّدِ
فَاحْفَظْ يَمينِيَ بِالْيَقينِ فَإِنَّهَا
وَالْلَّهِ لَوْلاَ فَضْلُهُمْ لَمْ تُعْقَدِ
مستمعينا الأطائب، ما استمعتم له هو أبيات مختارة من قصيدة في مبايعة محمد وآله الطاهرين والصلاة عليهم صلوات الله عليهم أجمعين، أنشأها مأجوراً أخونا الأديب اللبناني المؤمن الأستاذ عبد الحميد محسن سليمان حفظه الله.
وقد قرأنا ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) تقبلوا منا جزيل الشكر على لطيف الإصغاء والمتابعة ولكم خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.