بسم الله وله أجمل الحمد وأطيب الثناء وأصدق الشكر إذ أنعم علينا بمودة وموالاة أبواب رحمته الكبرى للعالمين حبيبنا وسيدنا المصطفى الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين -.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، لكم منا أطيب تحية نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج فألف مرحباً.
أيها الأفاضل، إن من مصاديق مدح أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – مدح أعلام الموالين لهم فهم خريجوا مدرستهم المباركة الذين تجلت فيهم قيم التربوية المحمدية النقية، ومن هؤلاء الأمة الصالحة والسيدة الزكية والموالية الوفية فضة جارية الزهراء – صلوات الله عليها -.
وهذه السيدة الجليلة – رضوان الله عليها – هي من أعلام المؤمنات وقد أخلصت ولائها لمدرسة الثقلين، منذ دخلت الى بيت أميرالمؤمنين – عليه السلام – كجارية لخدمة الصديقة الكبرى تعينها على صعوبات الخدمة في هذا البيت الذي يؤمه أصحاب الحاجات من الأسرى واليتامى والمساكين؛ إذ وجدت في هذا البيت الذي أذن الله برفعته أسمى مصاديق رحمة أهله هذه الفتاة الطيبة في أهل البيت النبوي حتى صارت منهم وبقيت ملازمة لهم وكإحدى العيالات المحمدية شاركتهم جهادهم وواستهم فيما ألم بهم منذ وفاة رسول الله – صلى الله عليه وآله – والى ما بعد واقعة كربلاء الدامية حيث سبيت معهم وتوفيت بعد فترة وجيزة من رحلة السبي الأليمة.
ويكفي هذه السيدة الجليلة فخراً أن كانت من الذين نزلت فيهم آيات سورة هل أتى التي خلد الله فيها إيثار علي وفاطمة والحسنين، المسكين واليتيم والأسير، على أنفسهم – عليهم السلام – وتقديم طعامهم لهم على الرغم منأنهم كانوا صائمين وفاءً بنذرهم لله طلباً لشفاء الحسنين – عليهما السلام – كما ورد في الرواية المشهورة.
فقد شاركتهم السيدة فضة – رضوان الله عليها – الوفاء بالنذر والصيام والتصدق بطعام إفطارها وسحورها فحباها الله بتلكم الكرامة السامية.
بعض معالم هذه الكرامة يصورها لنا ولكم، أيها الأفاضل، أخونا الأديب الولائي المبدع الأستاذ السيد سيف الذبحاوي من أعلام الأدب الإيماني المعاصر في حاضرة الكوفة العريقة؛ وهو ينشأ قصيدته الغراء تحت عنوان (فضة الزهراء الذهبية) قائلاً فيها:
كَمُلت فكانت للنساء نبيه
وسَمَت فكانت للبتولِ صفيه
روحٌ بَراها اللهُ جلَّ جلالُهُ
إنسيةٌ في صورةٍ قدسيه
بندى تراتيلِ النبوةِ أينعت
في روضِ فردوسِ الولا حوريه
رَقَت المعالِيَ كلّها فتألقت
ومَضَت على هديِّ الهدى المرضيه
فَبَنَت على هامِ الخلودِ عروشها
كالشمسِ في أُمِّ العلاءِ وضيه
هي فضةٌ ولها على كلِّ النفا
ئسِ رفعةٌ وزكيةٌ مهديه
أمٌ سَقَت بنت النبيِّ حنانها
والطيبُ فيها خلقةٌ وسجيه
زيتونةٌ فقد استظلَّ بظلها الـ
حسنانِ سبطا سيدِ البشريه
وأمَامَها سَقَطت وديعةُ أحمد
خيرُ النسا والبضعةُ النبويه
مكسورةُ الضلعِ ومحسنُ في الثرى
ملقى وعينٌ للهدى مدميه
ومَضَت إلى الطف وغربة زينبٍ
تحدي بها لسقيفةٍ أمويه
والنارُ من بابِ البتولِ إلى الخبا
ءِ تسارعت لتروِّع العلويه
حتى إذا آن الأوانُ وأسفر الـ
صبحُ الجريحُ بدمعةٍ مخفيه
بَدَت النجومُ لها الدماءُ أرائكٌ
فالأرضُ أفقٌ والسما مدحيه
أجسادُ لكن فوق شاهقةِ القنا
أقمارُ تسطعُ بكرةً وعشيه
والفُلك تجري والنساءُ ذواهلٌ
فالسوط من ثكلى إلى مسبيه
له فوق متنِ الوالهاتِ علائمُ
ولحزنِ آل المكرماتِ شهيه
سُبِيت إلى الشامِ برفقةِ زينبٍ
حتى حظت بالرقدةِ الأبديه
هي ليلةٌ قمريةٌ عدّت بألـ
فِ فألفُ إكرامٍ وألفُ تحيه
قرأنا لكم أيها الإخوة والأخوات، قصيدة (فضة خادمة الزهراء) وهي مديحة غراء للأمة الصالحة والمؤمنة الصادقة والموالية المخلصة السيدة الجليلة جارية مولاتنا سيدة نساء العالمين الصديقة الزهراء – صلوات الله عليها – وهذه القصيدة البديعة هي من إنشاء أخونا الأديب الولائي المعاصر الأستاذ السيد سيف الحسيني الذبحاوي – حفظه الله – ووفقه لكل خير وقد قرأنا لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) شكراً لكم ودمتم بأفضل ما تأملون من خير ورحمة وبركات، في أمان الله.