بسم الله وله الحمد والمجد والثناء مبدأ كل خير ومنتهاه وأطيب صلواته المتواترات على ينابيع رحمته وحكمته وأنوار هداه سيدنا محمد المختار مصطفاه وآله حملة لواه.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
بفضل الله وتوفيقه نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً..
أيها الأفاضل، كل قيم الكمال والنبل والعطاء التي تهوي إليها أفئدة أصحاب الفطرة السليمة يجدها من يفتح قلبه على سيرة أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – وهو يزور مشاهدهم المشرقة وهذه من أهم بركات هذه الزيارة المقدسة ولذلك حثت النصوص الشريفة على المواظبة عليها.
وهذا هو محور قصيدة (للأنفس) التي أنشأها في مدح أميرالمؤمنين – صلوات الله عليه – الأديب الولائي المعاصر أخونا الدكتور وليد سعيد البياتي، نقرأ لكم ما يتسع له وقت البرنامج من أبياتها، فتابعونا مشكورين.
يا زائراً قبراً ثوى بالأنْفُسِ
بلّغ سَلامي بالولا للأنْفَسِ
وأنظر قِباباً شامخاتٍ للسّما
لمَّا دَنَتْ منها نُفُوسُ الأنْفُسِ
حتّى عَلَتْ أنفاسَها في شَهْقَةٍ
فيها الرَجَا يومَ الرَجَا للمُفْلِسِ
وارنو بِقَلبٍ صاغرٍ لمّا يَزَلْ
في ساحةٍ من ودّهمْ لم يُبْلِسِ
واخْطُو وَئِيداً كالذي في زَحْمَةٍ
إذ أنَّ أمْلاكَ السَما بالمَجْلِسِ
وامْسَحْ بِبابِ المرتضى كهف الورى
كَفّاً علتها خاطئاتِ المُنْكَسِ
واهْبِطْ عَلى أعتابها لَثْمَاً لها
شَوقاً كَشوقِ العاشقينَ الهُمَّسِ
من هَاهُنا يعلو الدُعَاءُ عَالياً
فوقَ الذُرى والسائراتِ الكُنَّسِ
وانْصُتْ بقَلبٍ خَاشِعٍ هل تَسْمَعَا
إلا تَسَابيحاً عَلتْ للأقْدَسِ
مِنْ قَائمٍ أو رَاكِعٍ أو سَاجدِ
قد أيْقَنوا جَزماً بذاكَ الأشْوسِ
وانظُرْ إلى أنوارهِ قد أينَعتْ
حتى غَشَتْ ذاك النهارَ المُشْمِسِ
في حَضْرةِ العلياءِ رُوحٌ إرتَقتْ
من عَالَمٍ أدنى لعالٍ أنْفسِ
ذاكم علي المرتضى رمز الفدا
زوجَ البتولِ الطاهراتِ الملبسِ
نفسُ النبي المصطفى من نبعةٍ
هم أصلها، هم فرعها بالمغرسِ
مَن مثلهِ في ليلةٍ قد بُيتا
بين السيوفِ المرهفاتِ الخُرّسِ
في ليلة ظلماء يشكو بها
عتْماً كعتمِ الخافياتِ الحندسِ
ثم الذي قد شالها من أسَّها
تُرساً يداينها لحربِ الاشرسِ
بابَ اليهودِ العادياتِ خيبراً
لما غزاها واطئاً بالمغمسِ
وأذكر هنا من قبلها عند الوغى
إذ حزّبوا حرباً بيوم المخنسِ
يوم النبي المصطفى أوحى لهم
أن احفروا جرفاً برأي الفارسي
جالوا فجالَ المرتضى من بينهم
ضرباً على هام الأعادي الانجسِ
ذاكم مثالاً للهدى لما يزلْ
في صولة تغزو فُلولَ المدلسِ
مِحرابُهُ نورٌ إذا ما قد خلا
ليلاً يناجي ربّه كالهامسِ
تجري دموع الشوق صبّاً كالذي
من ذنبهِ قد التجا للمحبسِ
من شوقهِ للبيتِ كانَ فيهِ المولِدُ
نورٌ على نورٍ هَفَا للمقدسِ
والقابلاتُ العارفاتُ بالنبأ
والطاهراتُ اللابساتُ السندسِ
يا سائلي عن أمرهِ مهلاً هنا
هذا وصيٌ صادقُ لم يُلبِسِ
قرآن حقٍ ناطقٍ لما يزل
بابُ العلومِ الخافياتِ الطُمَّسِ
بابُ العُلُومِ فادخلوا من بابهِ
تلكُم عُلُمٌ مِثلُها لم تُدرسِ
يوم أرتقى كتف النبي صاعداً
والجامداتُ قد هوتْ للمنكسِ
في سيفهِ نارٌ وفي محرابهِ
نورٌ كنورٍ قد بدا للمُغْلسِ
إذ ترجُفُ الأعْضَاءٌ منه بالصلا
خوفاً كخوفِ الآيسِ المستأيسِ
ليلاً إذا ناجاهُ همساً بالخفا
لا يترجي إلا كمثل المبلسِ
والصبحُ في محرابهِ لمّا هوى
يدعو دُعاءَ العارفِ المستأنسِ
في خطوه شِبهٌ بخطو المصطفى
في وجههِ نورٌ كنورِ الأقبسِ
نفس النبيّ المصطفى في آيةٍ
يوماً إذا هم باهلوا بالمجلسِ
يا لائمي في ودّهم هل تبتغي
أمراً فأمر المرتضى كالأشمُسِ
هذا وقوفي سيدي في بابكم
فاشفعْ إذا ياعالماً بالانْفُسِ
قرأنا لكم في هذه الدقائق، مستمعينا الأفاضل، أبياتاً مختارة من قصيدة (للأنفس) وهي في مدح وليد بيت الله وشهيده من إنشاء الدكتور الأديب الأخ وليد سعيد البياتي حفظه الله.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله جميل المتابعة ودمتم في رعايته غانمين.