بسم الله وله الحمد غاية آمال العارفين وحبيب قلوب الصادقين تبارك وتعالى أرحم الراحمين.
والصلاة والسلام على مشارق النور الإلهي المبين أسوة العارفين وقدوة الصادقين حبيبنا الصادق الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، معكم بتوفيق في حلقة جديدة من هذا البرنامج فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأطائب ربطت كثير من صحاح الأحاديث الشريفة المروية من طرق مختلف المذاهب الإسلامية بين معرفة أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – وبين معرفة الله نظير ما جاء في زيارتهم الجامعة (من عرفكم فقد عرف الله)؛ كما صرحت الأحاديث الشريفة بأن معرفتهم تؤدي الى محبتهم – عليهم السلام – وبالتالي الى محبة الله تبارك وتعالى.
وهذه الحقيقة الشرعية المحورية تجليها لنا بلغة الشعر الوجداني الصادق وبأبلغ التصوير الفني المديحتان العلويتان اللتان إخترناهما للقاء اليوم وهما من بدائع الشعر الإيماني تفجرت بهما قريحتا الولاء لإثنتين من الأخوات الأديبات المؤمنات من بلاد الحرمين الشريفين، هما إسمهان أبوتراب وأمل الفرج حفظهما الله؛ تابعونا على بركة الله.
تنطلق أختنا الأديبة المبدعة إسمهان أبوتراب من الحديث النبوي الشريف (ذكر علي عبادة) لتخاطب أمير المؤمنين – عليه السلام – قائلة:
يممت شطرك يا علي
وخلعت نعلي في فناك
ولقدس طهرك تنحني
روحي و تعرج في بهاك
تلوت أسماء الإله
وتمتمت شفتي هناك
بحروف اسمك علها
تغدو براقي في سماك
وتجلببت نفسي هواك
وأحرمت عما سواك
وتخشعت في ساحك
القدسي تستجدي نداك
وترنمت قيثارتي
بالعشق في عليا علاك
فصراط حبك وجهتي
وشريعتي صارت ولاك
ما أنت كنهٌ ليس يقوى
الفكر أن يرقى ذراك
ما أنت يا نفس التقى
ما سرك الغيبي ذاك
هل أنت عيسى يا ترى
أم نفس أحمد يا تراك
أم أنت إبراهيم بل
موسى و نوح يحكياك
أنت الخفي ظهوره
ولأنت نورٌ في خفاك
سبحت بإسمك للذي
من نوره الأبهى براك
جزى الله خير الجزاء أختنا الأديبة المؤمنة إسمهان أبوتراب من بلد الحرمين الشريفين على هذه الأبيات الوجدانية الجميلة في الإنتقال الى معرفة الله عزوجل من معرفة وليه المرتضى وهو – عليه السلام – أكمل من جلى الأخلاق الإلهية بعد صاحب الخلق العظيم الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله -.
ومن هذه القصيدة ننقلكم الى قصيدة وجدانية جميلة أخرى في أثر حب الوصي المرتضى – عليه السلام – في ملأ قلب المحب بحب الله وحب عبادته عزوجل، وهي للأديبة المؤمنة المبدعة ومن بلد الحرمين أيضاً هي أختنا (أمل الفرج)، تقول حفظها الله:
هوايَ قد فصّلتهُ الريحُ للنجفِ
ونبضُ قلبي إلى كعباتهِ سيفي
وأغنياتُ المدى كالأنبياءِ أتت
أوتارها كي تناديها ألا ازدلفي
إلى عليِّ تعالى حبُهُ بدمي
إلى عليٍّ علوِ العرشِ والغرَفِ
صبَّحتُ أوردتي بالماءِ فانهمرت
على شواطيهِ شوقَ الماءِ للسعفِ
للنخلِ للطين للمزمومِ من يدهِ
للحبِّ للقلبِ للمفؤودِ للشغفِ
لأمنياتِ زمانٍ في صبابتهِ
كنتَ العليَّ وكانت غايةُ الشرفِ
عليُ واصطبحت كلُّ الحياةِ ندىً
إلى حنانيكَ تستسقيكَ من ألفِ
عليُّ وارتعشَ الفردوسُ واختلجتْ
كلُّ الدنى لتباهي فيك منعطفي
إني أؤمكَ يا أملى وفي خلدي
حباً تولّدَ من إشراقةِ النطفِ
فاسكن حياتي وساورْني صلاةَ دمي
قد سبّحتكَ فيا قلبي إليك طفِ
سال الغديرُ فلا وِردٌ وكوثرُه
إلاكَ يا حيدرٌ والروحُ لم تقفِ
قد باهل المصطفى نجران فانبجستْ
منه الرؤى بكَ والآمال سوف تفي
ورحتَ في ملكوتِ الجودِ تغمرهُ
مدى الصلاةِ عطاءً من يديكَ خفي
بخاتمٍ من ضياءٍ للسماءِ علا
وفوقهُ الغيمُ تحشو أوجهَ الندفِ
فيا عليٌ هوىً جئناكَ فامضِ بنا
للهِ نعرجُ في الآمالِ للنجفِ
للقبةِ النورِ نسري نحو عسجدها
مطوّقينَ بعشقٍ في الجوى دنفِ
مذوّبينَ أسال الله أنهرنا
ودلّنا الشمس نأوي الدفء للنجفِ
جزى الله خير الجزاء الأديبة المؤمنة الأخت أمل الفرج من بلد الحرمين الشريفين على هذه القصيدة الجزلة في حب الولي المرتضى – عليه السلام -.
وجزاكم الله خيراً أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)، قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لكم خالص الدعوات؛ دمتم في أمان الله.