بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من المتوسلين إليه بالوسائل الكريمة التي أمرنا بابتغائها إليه الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة اليوم هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، صرحت كثير من الأحاديث الشريفة التي صحت روايتها في المصادر المعتبرة عند مختلف فرق المسلمين، بأن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – هو أعظم الوسائل التي أمر الله عباده الى يوم القيامة بالتوسل إليه عزوجل بها وضمن للمتوسلين بها الإجابة.
وقد ألف علماء المسلمين من مختلف المذاهب الإسلامية كثيراً من الدراسات التحقيقية تثبت أن التوسل الى الله عزوجل بصاحب مقام الشفاعة الكبرى الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – هو عبادة توحيدية خالصة وباب الرحمة الواسعة فتحها الله لعباده في حياة المبعوث رحمة للعالمين وأبقاها مفتوحة بعد رحيله – صلى الله عليه وآله – والى يوم القيامة.
من هنا وجدنا المسلمين وعلمائهم وأئمتهم من مختلف مذاهبهم يتقربون الى الله عزوجل بالتوسل إليه بحبيبه سيد الكائنات ويستشفعون به إليه في قضاء الحوائج منذ صدر الإسلام والى يومنا هذا في سنة مباركة جارية الى يوم القيامة.
ولذلك صارت هذه السنة الشرعية القرآنية المباركة من معالم وحدة المسلمين الكاشفة إلى إعتصامهم بالعروة المحمدية الوثقى.
وقد جسد هذه السنة الطيبة كثير من شعراء المذاهب الإسلامية في نتاجاتهم الأدبية، وقد اخترنا لكم في هذا اللقاء أحد نماذجها لشاعر معاصر من أرض مصر هو الأخ عبد الله الجيار، وقد اخترنا لقصيدته عنوان: (الوسيلة المحمدية)، تابعونا مشكورين.
قال الأخ عبد الله الجيار في التوسل الى الله بالحبيب المختار – صلى الله عليه وآله الأطهار -:
يا راحلاً صوب النبى محمد
قبل أديم الأرض عند السيد
حي الرياض على جوانب يثرب
حي الملائك في رحاب المسجد
واحمل اليه من المحب تحية
وأشكو الحياة لدى سماحة أحمد
فأنا يا مولاى لولا فاقتي لأتيت
زحفا سيدي وبمقود
صلى عليك الله يا من عرفه
طيب الجنان بعطرها المتورد
صلى عليك الله يامن صمته
فاق الكلام من اللبيب الأ رشد
يا من بعثت من الجليل تكرما
أنت الجلال على جمال أوحد
مالي أنا غيرك من ألوذ به
أنت الشفيع لكل عبد مذنب
تفنى البحور وبحر أحمد فائض
يا راشفا من بحر جود محمد
يسقيك طه من طهور شربة
عز الحياة و عصمة في الموعد
صلى عليك الله يا من خطوه
وقع الضياء على أديم عسجد
يا من خلقت من العيوب مبرأ
خير الشمائل في سجايا المهتدي
صلى عليك الله يا من وجهه
بدر مضئ في سماء السؤدد
يا صاحب الحوض العريض وماؤه
يسقى العطاش برحمة لم تنفد
أنت الشفيع من الأله مشفع
حاز الكرامة في مغيب ومشهد
يا طالبا تقبيل أرض المصطفى
زمر الملائك قد سبقن لمقصدي
يا شمس طه بالضياء تلألأت
بالنور جودى من سماء الفرقد
صلى عليك الله يا من نوره
ملجا الوجود من الظلام الأسود
يا أرض طه للحيارى ملجأ
فحصاك مسك في رمال عسجد
رسل ببابك كالعصائب خشعا
لله تطلب نظرة من أحمد
صلى عليك الله يا من أمره
شق البدور كاية للملحد
صلى عليك الله يا من ذكره
فرض الصلاة محله بتشهدي
أنت الوسيلة للعباد تغيثها
قطع الرجا من غير جودك سيدي
الكرب عندك لن يطول بقاؤه
عظم البلاء وليس غيرك منجدي
فامنن بربك للفقير تعطفا
فالجود معطى في حياض الأجود
مازال قلبي مذ حظيت بقربه
بالشوق يقفز كالطيور الغرد
يا دمع مالك قد جففت بمقلتي
يا عين جودي بالدموع فتسعدي
صلى عليك الله يا أكمل خلقه
وكرام الك في بقيع الغرقد
صلى عليك الله يا من أسمه
رمز الحقيقة والدليل المرشد
قد تاق قلبي للحبيب وطيفه
ذاب الفؤاد من الحنين لسيدي
أنا قد أتيتك بالمديح توسلا
روحي فداك رفدت أو لم ترفد
كانت هذه مستمعينا الأكارم قصيدة (الوسيلة المحمدية) وهي في التوسل الى الله عزوجل بحبيبه المصطفى – صلى الله عليه وآله – أنشأها الأديب المصري المعاصر الأخ عبد الله الجيار بلغة الله مناه.
وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) لكم أجمل الشكر من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ودمتم بكل خير.