بسم الله وله خالص الحمد والثناء إذ هدانا للتقرب إليه بمنارات هداه، سيدنا محمد مصطفاه وآله سادة أولياه صلواته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج قصيدة وجدانية مؤثرة تتميز بجميل نقلها للمستمع لها من مدح قمر بني هاشم العباس بن أميرالمؤمنين – عليهما السلام – الى مدح جميع أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – مجسدة بذلك كون هذا العبد الصالح هو باب الحسين – عليه السلام – وبالتالي باب الوصول الى الولاء الصادق لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وهذه القصيدة الغراء أنشأها في مولد أبي الفضل العباس – عليه السلام – الأديب السوري الشاب والمبدع الأخ صفوان لبيب بيضون، واختار – حفظه الله – لها عنوان (سلام الى قمر بني هاشم) ونشرها في واحة الأدب في موقع (الميزان) على شبكة الإنترنت، تابعونا على بركة الله.
قال أخونا الأديب صفوان بيضون – وفقه الله -:
سلام أيها القمر
عليك معطر نضر
لبدر لم يغب عنا
لبدر ما له سرر
ملأت الكون مفخرة
تحسر عندها البصر
فداك الكون أجمعه
فداك الفخر والنظر
فداك الشعر يسكنه
حنين رنه الوتر
وما النغمات أعزفها
إذا ما لفني السحر
سوى دمع ألملمه
وأزجيه فينفجر
رؤى قد تاقها خلدي
أعانقها فتنحسر
وأحلاماً مؤجلة
أجددها فتنذثر
وأنت تقود أشرعتي
إلى شط به الوطر
على ذكراك يا قمري
مرايا العمر تنكسر
فداك الروح والنجوى
ونبض القلب والعمر
ظمئت وأنت ساقينا
ويروى الظالم القذر
وفي كفيك معجزة
بكاها النور والمطر
وفي عينيك ملحمة
تناهى عندها الخطر
وفي جنبيك عاصفة
فلا تبقي ولا تذر
فيا وتراً به غضب
إذا الهيجاء تستعر
إذا ما هل مبتسماً
تهاوى العسكر المجر
وإن يعبس فلا زلفى
تنجيهم ولا حذر
فيا شبلاً لحيدرة
به الآساد تأتمر
تحدر من أرومته
ومنه الفضل ينحدر
فيا باباً لمطلب
توفي عنده النذر
ويا غوثاً لملهوف
قضى في الهم يصطبر
ويا غيثاً لمفتقر
ومنك الخير ينتشر
ويا عوناً لذي نصب
تعوب خانة القدر
فيا ابن الآل يا قمري
بغيرك لست أنتصر
فآل البيت هم سندي
بهم يستدفع الخطر
وهم ثقتي وهم درعي
إذا ما حفني الضرر
هداة الحق لا غرو
وهم أركانه الغرر
ورب الكون شرفهم
من الأرجاس قد طهروا
ولا بدل لمنهجهم
فقد صدقوا وما غدروا
ومن يحتاج قنديلاً
وضوء الشمس منتشر؟
ومن قد بدلوا عمداً
فقد حادوا وقد خسروا
على الإسلام قد وثبوا
وما خجلوا وما استتروا
فإن عددت ما اقترفوا
وما استنوا وما ابتكروا
أرى في الدين مهزلة
بها الإسلام يحتضر
أرى الطلقاء في عز
وأصل الهدى محتقر
فلا دين ولا هدى
ولا وحي ولا خبر
بل الأضغان تستشري
وأطماع بها مكروا
إمام الحق قد قتلوا
بنات الوحي قد أسروا
وأطفالاً لهم صرعوا
وكل الصحب قد جزروا
وتلك القصة الكبرى
بذكر سوف أختصر
فما حرثوا وما زرعوا
وما قطفوا وما عصروا
سوى عنب به إثم
ومن صهابئه سكروا
إذا أحببت وصفهم
فيكفي: أنهم كفروا
عليكم آل ياسين
سلام عابق عطر
إذا ما جئت في يوم
به لا ينفع العذر
وما في جعبتي عمل
ولا ذخر ولا أثر
لجأت إليك يا ربي
بحق الآل أعتذر
رفعت إليك مسألتي
ومنك العفو أنتظر
فحب الآل معتمدي
ليوم الحشر أدخر
ومن يهواهم حقاً
فهل ستمسه سقر؟!
جزى الله خير الجزاء أخانا الشاعر السوري المبدع صفوان لبيب بيضون عن أهل بيت الرحمة – عليهم السلام – وبلغه ما يرجوه من جميل ولائه لهم وجزاكم الله خيراً مستمعينا الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناه لمديحة (سلام الى قمر بني هاشم) لهذا الأديب الشاب حفظه الله.
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران نودعكم قائلين دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين.