بسم الله والحمد لله خالصاً إذ فطرنا على مودة وولاء مشارق نوره المبين وينابيع عطائه الكريم حبيبه وحبيبنا النبي الأكرم محمد وآله أعلام النهج القويم صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته طابت أوقاتكم بكل ما تحبون وفوق ما تأملون... أهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار المحمدية الغراء.
أيها الأفاضل، إن من عظيم رحمة الله بعباده أن جعل لهم من أنفسهم وسائل يتوسلون بها إليه وأبواباً ينالون عبرها ما يأملون من فيضه المعطاء.
وأسمى تلكم الوسائل الى قرب الله وأشرف الأبواب الى رحمته تبارك وتعالى سيدنا الهادي المختار وآله الأطهار صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
وقد هدانا الى التوسل بهم اليه جل جلاله في كثير من آياته الكريمة مثل آية المباهلة التي تعرفنا بهم كأعضاد نتغلب بولائهم على شياطين الإنس والجن، ومثل آية المودة التي تهدينا الى محبتهم كأسمى وسائل التحلي بأخلاقهم الإلهي وبالتالي بلوغ معارج الكمال والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
هذه المعارف القرآنية هي التي تشكل في الواقع أهم أعمدة الوحدة بين المسلمين والحبل الإلهي الذي يجمعهم على البر والتقوى، وبها تنطق المقطوعتان اللتان إخترناهما للقاء اليوم لإثنين من أدباء الولاء في القرن الهجري الرابع عشر هما العلامة الشيخ محسن المظفر والخطيب الأديب الشيخ محمد جواد القسام، وكلاهما من قصيدتين في مدح جواد الأجواد تاسع أئمة العترة المحمدية وباب المراد الإمام محمد التقي الجواد – صلوات الله عليه -.
نختار أولاً من قصيدة طويلة تربو على الثمانين بيتاً قول العلامة الشيخ المظفر في مدح سيدنا التقي الجواد – عليه السلام – حيث قال:
(باب المراد) ولا كصدرك اذ تؤم
في حاجة رحب إليه الجم ضم
وبحسب آمال تزم لغاية
ان (الجواد) محط آمال تزم
هو للذي وهب الهداية بابه
بالرغم ممن بات يختبط الظلم
باب له في الآي أي مفاتح
فتح الإله بها الهدى وبها ختم
رهط المباهلة الجليلة رهطه
أدريت من بهم المباهل قد خصم
أجر الرسالة ودهم وكفى به
مدحاً يراع الفخر مفخرة رقم
ملك أمر الله (جل) متوج
ان كان تاج سواه تعقده الأمم
وقف على أمر المهيمن أمره
وببعض ما عنه نهى ما كان هم
ذو طلعة بهر النواظر حسنها
متطلعات للضياء عليه نم
ذو نشأة أعى التفكر كهنها
سبحان من أنشاه من علق ودم
غذاه در العلم قبل فصاله
فنما كما ينمو وبالعلم انفطم
أجرى إليه العلم بالقلم الذي
يجري على اللوح المعلم بالقلم
تعنو الشيوخ الى الصبي متى استوى
في الدست يشرع الحكومة والحكم
وبحضرة المأمون أفحم سائل
للإمتحان أتى فعاد مخيط فم
قد أخرس (ابن أكثم) فانثنى
يومي لمن حضرو بأن (العلم) جم
أو ما سمعتم ما سمعت فدونكم
ثمر الجناية فاجتنوا نكباً وهم
مستمعينا الأفاضل، ومن قصيدة للخطيب البارع الشيخ محمد جواد القسام نقرأ قوله:
بكم آل بيت الله يستدفع الضر
وفي فضلكم قد صرح الوحي والذكر
فأنتم هداة الخلق للحق والهدى
وفيكم ومنكم لا لغيركم الفخر
تشيد هذا الدين في سيف جدكم
ولولاه لم يخضع لتصديقه الكفر
فما أسلموا إلا لحقن دمائهم
ولما التقى الجمعان في (أحد) فروا
وجاهدتم في الله حق جهاده
فبان له في بذل جهدكم النصر
وأنتم رعاة الناس حقاً وحبكم
من الله فرض كيف يعصى لكم أمر
صبرتم على جور الطغاة وإنما
سلاح رجال المصلحين هو الصبر
عزيز على الإسلام ما حل فيكم
من الظيم ما يشجي لسامعه الذكر
وإن أنس لا أنسى (الجواد محمدا)
(أبا جعفر) من فيض أنمله بحر
معاجزه كالنجم لاحت منيرة
فليس لها نكر وليس لها حصر
أقر بها الحساد بالرغم منهم
فسل عنه (يحيى) حين حل به الحصر
لقد أشخصوه عن مدينة جده
لبغداد قهراً عند ما دبر الأمر
ودسوا له سماً على يد زوجة
بها من أبيها كام ذلك الغدر
وبهذا نصل مستمعينا الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم ودمتم بألف خير.