بسم الله وله خالص الحمد والثناء إذ جعلنا من أهل مودة سيد الأنبياء سيدنا وحبيبنا وملاذنا الهادي المختار وآله الأطهار، صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير وبركة وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نتقرب فيها الى الله تبارك وتعالى بذكر أحد أوليائه المخلصين الذي توجهت اليه سهام جاهلية الطغيان الأموي وتحريفاته كيداً لرسول الله – صلى الله عليه وآله – ولولده الوصي المرتضى –صلوات الله عليه.
إنه مؤمن قريش وعلم الإبراهيمية الحنفية والداعي الى توحيدها التسليمي قبل البعثة المحمدية المباركة وكافل النبي الأعظم وحاميه بعد بعثته ومقتفي آثاره – صلى الله عليه وآله -؛ إن العبد الصالح سيد ولد عبد المطلب عبد مناف أبوطالب عليه السلام.
نختار في هذا اللقاء أبياتاً في بيان فضائله من إنشاء إثنين من أعلام علماء مدرسة الثقلين في القرن الهجري المنصرم هما: العلامة المحقق الشيخ محمد علي الغروي الأوردبادي من أعلام الحوزة النجفية ومؤلف كثير من الكتب التحقيقية مثل كتاب (بحوث في علوم القرآن) وكتاب (علي وليد الكعبة) وكتاب (الرد على الوهابية) وغيرها. والثاني هو آية الله العالم العقائدي المحقق السيد علي النقوي اللكهنوي، من أعلام علماء المسلمين في الهند وصاحب كثير من الدراسات العقائدية القيمة، رضوان الله عليهما، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأكارم بما تقرب به الى ربه الجليل العلامة الحجة الشيخ محمد علي الغروي وهو يبين بعض فضائل والد الأوصياء المحمديين – عليهم السلام – حيث قال – رضوان الله عليه -:
بشيخ الأبطحين فشا الصلاح
وفي أنواره زهت البطاح
براه الله للتوحيد عضبا
يلين به من الشرك الجماح
وعم المصطفى لولاه أضحى
حمى الاسلام نهبا يستباح
نضا للدين منه صفيح عزم
عنت لمضائه القضب الصفاح
وأشرع للهدى بأسا مريعا
تحطم دونه السمر الرماح
وأصحر بالحقيقة في قريض
عليه الحق يطفح والصلاح
أخو الشرف الصراح أقام أمرا
حداه لمثله الشرف الصراح
فلا عيب يدنسه ولكن
غرائز ما برحن به سجاح
فعلم زانه خلق كريم
ودين فيه مشفوع سماح
ومنه الغيث إما عم جدب
وفيه الغوث إن عن الصباح
مناقب أعيت البلغاء مدحا
وتنفد دونها الكلم الفصاح
وفي مقطع آخر من قصيدته يشير العلامة المحقق الشيخ محمد علي الغروي الأوردبادي الى أحد أسباب توجه سهام الإفتراءات لهذا العبد الصالح بالبقاء على الشرك رغم كونه – عليه السلام – أحد أعمدة قيام الإسلام ورغم اتضاح كونه من أركان الحنيفية الإبراهيمية قبل البعثة المحمدية، وتكمن هذه العلة في كونه والد سيد الوصيين الإمام علي – عليه السلام – قال هذا الأديب – رضوان الله عليه -:
وصفو القول إن أبا علي
له الدين الأصيل ولا براح
ولكن لابنه نصبوا عداءا
وما عن حيدر فضل يزاح
فنالوا من أبيه وما المعالي
لكل محاول قصدا تباح
وضوء البدر أبلج لا يوارى
وإن يك حوله كثر النباح
(وهبني قلت: إن الصبح ليل)
فهل يخفى لذي العين الصباح؟
فدع بمتاهة التضليل قوما
بمرتبك الهوى لهم التياح
فذا شيخ الأباطح في هداه
تصافقه الإمامة والنجاح
أبو الصيد الأكارم من لوي
مقاديم جحاجحة وضاح
لهم كأبيهم إن جال سهم
لأهل الفضل فائزة قداح
أيها الإخوة والأخوات، ومن هذه الأبيات للعلامة الجليل الشيخ محمد علي الغروي مؤلف كتاب (بحوث في القرآن)، ننقلكم الى المقطوعة الثانية في مدح مؤمن قريش وداعية التوحيد المخلص أبي طالب – عليه السلام – فقد جاء في الجزء السابع من موسوعة الغدير قال العلامة الشيخ الأميني – رضوان الله عليه –: قال العلامة الشريف المبجل السيد علي النقي اللكهنوي:
زهت أم القرى بأبي الوصي
غداة غدا يذود عن النبي
وقام بنصرة الاسلام فردا
يراغم كل مختال غوي
يذب عن الهدى كيد الأعادي
بأمضى من ذباب المشرفي
وأبصر رشده من دين طاها
فجاهر فيه بالسر الخفي
وآمن بالإله الحق صدقا
بقلب موحد بر تقي
بني للسؤدد العربي صرحا
محاطا بالفخار الهاشمي
تلقى الرشد عن آباء صدق
توارثه صفيا عن صفي
فكان على الهدى كأبيه قدما
ولم يبرح على النهج السوي
وكان به رواء الشرع بدءا
وتم بنجله الزاكي علي
والى هنا ننهي أيها الأكارم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لقاءً آخر من برنامجكم (مدائح الأنوار) نشكركم على كرم المتابعة ودمتم بكل خير.