بسم الله وله الحمد خالصاً إذ جعلنا من أهل التقرب إليه بالإستنارة بمناري هدايته للعالمين قرآنه الكتاب المبين وأهل بيت حبيبه سيد المرسلين أبي القاسم محمد صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، أطيب تحية ملؤها من الله الرحمة والبركات نهديها لكم في مطلع لقاء من هذا البرنامج نخصصها لثلاث مقطوعات في مدح حامي رسول الله وكافله – صلى الله عليه وآله – والمؤمن برسالته والمقتفي أثره العبد الصالح والمجاهد الصادق مولانا السيد الجليل عبد مناف أبي طالب بن عبد المطلب – عليهما السلام -.
وهذه المقطوعات نختارها مما أورده العلامة الأميني رضوان الله عليه في موسوعة الغدير وهي لثلاثة من كبار علماء مدرسة الثقلين، الأول من القرن الهجري الحادي عشر، هو مؤلف كتاب (رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين عليه السلام)، إنه العلامة الأديب السيد علي خان الحسيني المدني الشيرازي، والثاني من كبار المراجع الأتقياء في القرن الهجري الرابع عشر ومن أعلام الحوزة النجفية هو آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي، أما الثالث فهو من أعلام علماء جبل عامل في لبنان وهو العلامة المحقق الشيخ محمد تقي صادق العاملي رضوان الله عليهم أجمعين:
أيها الأطائب، قال الشريف العلامة السيد علي خان المدني الحسيني الشيرازي في كتابه القيم، الدرجات الرفيعة:
أبوطالب عم النبي محمد
به قام أزر الدين واشتد كاهله
ويكفيه فخراً في المفاخر أنه
مؤازره دون الأنام وكافله
لئن جهلت قوم عظيم مقامه
فما ضر ضوء الصبح من هو جاهله
ولولاه ما قامت لأحمد دعوة
ولا انجاب ليل الغي وانزاح باطله
أقر بدين الله سراً لحكمة
فقال عدو الحق ما هو قائله
وماذا عليه وهو في الدين هضبة
إذا عصفت من ذي العناد أباطله؟
وكيف يحل الذم ساحة ماجد
أواخره محمودة وأوائله
عليه سلام الله ما ذر شارق
وما تليت أحسابه وفضائله
ومن هذه الأبيات لشارح الصحيفة السجادية العلامة الأديب السيد علي خان المدني الشيرازي ننقلكم مستمعينا الأطائب الى أبيات أخرى في مدح العبد الصالح أبي طالب – عليه السلام – أنشأها أحد مراجع التقليد الأتقياء الكبار في القرن الهجري الرابع عشر، قال العلامة الأميني رحمه الله في موسوعة الغدير: ومن قصيدة للشريف الأجل سيدنا آية الله السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي، قال – رضوان الله عليه -:
ولي ندحة في مدحة الندب والدالـ
أئمة أعدال الكتاب أولي الامر
هو العلم الهادي أزين بمدحه
شعوري ويزهو في مآثره شعري
أبوطالب حامي الحقيقة سيد
تزان به البطحاء في البر والبحر
أبوطالب والخيل والليل واللوا
له شهدت في ملتقي الحرب بالنصر
أبوالاوصياء الغر عم محمد
تضوع به الاحساب عن طيب النجر
لقد عرفت منه الخطوب محنكا
تدرع يوم الزحف بالباس والحجر
كما عرفت منه الجدوب أخا ندي
دوين سداه الغمر ملتطم البحر
فذا واحد الدنيا وثان له الحيا
وقل في سناه ثالث الشمس والبدر
وأني يحيط الوصف غر خصاله
وقد عجزت عن سردها صاغة الشعر
حمي المصطفي في باس ندب غالب
تذل له الابطال في موقف الكر
فلولاه لم تنجح لطاها دعاية
ولا كان للاسلام مستوسق الامر
وجابه أسراب الضلال مصدقا
نبي الهدي إذ جاء يصدع بالامر
كفي مفخرا شيخ الاباطح انه
أبوحيدر المندوب في شدة الضر
وصلي عليه الله ما هبت الصبا
برياثنا شيخ الاباطح في الدهر
مستمعينا الأفاضل، في هذه الأبيات التي تمحورت حول شجاعة العبد الصالح عبدمناف أبي طال – عليه السلام – يذكرنا آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي قدس سره بما روي عن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – من أن عمه أباطالب لو ولد الناس كلهم لكانوا كلهم شجعانا..
ومن النجف الأشرف ننقلكم في المحطة الثالثة الى جبل عامل، وأبيات في مدح هذا العبد الصالح من إنشاء أحد علمائها الكبار في القرن الهجري المنصرم حيث قال العلامة الأميني مقدماً لأبياته: قال العلامة الأوحد الشيخ محمد تقي صادق العاملي من قصيدة يمدح بها أهل البيت عليهم السلام:
بسيف علي قد أشيدت صروحه
كما بأبيه قام قدما بنائه
أبوطالب أصل المعالي ورمزها
ومبدء عنوان الهدي وانتهائه
توحد في جمع الفضائل والنهي
وضم جميع المكرمات ردائه
وتنحط عنه رفعة هامة السهي
ويأرج في عرف الخزامي ثنائه
حمي الخائف اللاجي ومربع أمنه
وكعبة قصد المرتجي وغنائه
تحلق في جمع المكارم نفسه
ويسمو به للنيرين إبائه
أصاخ إلي الدين الحنيف ملبيا
لدعوته لما أتاه ندائه
وباع باعزاز الشريعة نفسه
فبورك قدرا بيعه وشرائه
وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.