بسم الله والحمد لله منير السموات والأرضين بشموس هدايته وكنوز رحمته للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأطائب، من الحقائق العقائدية المحورية أن الإرتباط الولائي بإمام الزمان المنصوب من قبل الله عزوجل هو سبيل النجاة من ميتة الجاهلية كما نصت على ذلك الأحاديث الشريفة المشهورة والمروية في المصادر المعتبرة عند مختلف المذاهب الإسلامية.
وبلحاظ خصوصيات غيبة الإمام الثاني عشر من أئمة العترة المحمدية مولانا إمام العصر بقية الله المهدي – عجل الله فرجه – تتأكد أهمية التعبير الوجداني عن الإرتباط به – عليه السلام – ولذلك إهتم الشعر الإيماني بتقوية الإرتباط به من خلال النتاجات الأدبية المؤكدة على قيامه من جهة بمهام الإمامة والهداية الى الله بأمره حتى وهو في غيبته – عجل الله فرجه – ومن جهة ثانية التأكيد على الوعد الإلهي الصادق بحتمية ظهوره – عليه السلام – وكون ظهوره هو الحل الإلهي للأزمات التي تعصف بالبشرية.
أيها الأفاضل، والمحور الأول هو الذي تدور عليه القصيدة الأولى التي اخترناها لهذا اللقاء وهي تحت عنوان (حامي الشريعة) للأديب الكربلائي المعاصر الأستاذ السيد سلمان هادي آل طعمة، والمحور الثاني هو الذي تدور عليه القصيدة الثانية وهي للعالم النجفي الأديب سماحة السيد حسين الحكيم.. تابعونا على بركة الله.
من ديوان (المديح والثراء في محمد – صلى الله عليه وآله – وآل بيته النجباء) يقول السيد سلمان آل طعمة تحت عنوان (حامي الشريعة):
شرف خصصت به وعز امنع
تزهو بك الدنيا وسرك مودع
وبقية الله التي في ارضه
لجلاله تصبو القلوب وتتبع
ترد الفضائل وهي بيض نصّع
تقوى ، انت الناسك المتورع
يا ثائرا ضاق البيان بوصفه
المجد فوق جبينه يتربع
خلق كزهر الروض يسفر حسنه
فكانما هبت صبا تتضوع
لله درك من امام عادل
تعنو له الشم الانوف وتخضع
الحق عندك حلية تزهو بها
والعدل فيك هو البناء الارفع
دانت لعلياك الخلائق كلها
وعلاك في الحدثان لا يتضعضع
ومكارم ملء اليدين كانها
للوافدين عليك بحر مترع
آباؤك الغر الكرام ومن لهم
في كل مظلمة لواء يرفع
يا ابن النبي المهتدى والمقتدى
لازال بالاشراق نورك يطلع
انت المبجل في الحياة وانني
يا سيدي كلف بحبك مولع
يا باني الشرف الموطد للورى
بك مبعد يدنو وشمل يجمع
انت المرجى في الشدائد مثلما
لابيك حيدرة جناب انصع
واذا ادلهمّ الخطب تقدح نارها
ما الحر في يوم القراع مضيّع
حامي الشريعة والمجدد عزمها
ذكراك من طيب الجلالة مردع
ياحجة الله الذي في ارضه
ادرك قلوبا صبرها يتصدع
كانت هذه مستمعينا الأطائب طائفة من الأبيات التي إخترناها من قصيدة (حامي الشريعة) للأستاذ السيد سلمان هادي آل طعمة، ومنها ننتقل بكم الى القصيدة الثانية والقصيرة التي إخترناها لهذا اللقاء وهي تحمل عنوان (نفثة الى الإمام المهدي المنتظر) يقول فيها العالم الأديب سماحة السيد حسين الحكيم:
يا صاحبَ العصرِ قد ضاقتْ بنا السُّبُلُ
ولـيـس غيـرَكَ مَنْجـاةٌ ولا أمـلُ
فجُدْ علينا... لقد طالَ الغيـابُ فَهَـل
يا ابن الرسولِ لهـذا الليـل مُرتحَـلُ
ها إنّ شيعَتَـكُمْ أضحَـوا محـطّ أذىً
في كل أرضٍ، فما هانـوا أو ابتذلـوا
ما ذَنَبُهُم غيـرَ أن الحـقّ رائـدُهـم
لا يركنـون لـذي ظُلـمٍ، وإن قُتِلـوا
والجوَرُ قـد مـلأ الدّنيـا بسَطْـوتِـهِ
واستأصَلَ الأمنَ حتـى خَيّـمَ الوَجَـلُ
وأرهَـقَ النـاس حتـى قـال قائلُهُـم
هي الحضـارةُ لا خُلْقٌ.. ولا خَجَـلُ
وزاول النهـبَ لـلأرزاقِ مُعـتبِـراً
أن البـلادَ ومَـن فيهـا لـه خـوَلُ!
وعادَ حـزبُ بني صهيـون منتشيـاً
من الـغُرور وقد ذَلّـت لـهُ الـدّولُ
ودنّس القُـدْسَ لكنْ لـن يكـونَ لـهُ
في آخـر الأمـر إلاَ الخُسْرُ والفَشَـلُ
متـى سَيَظهَـرُ نُـور العدل مُؤْتلقـاً
من الحجـازِ ليُمحـى الغيّ والدّجـلُ
وتستـريحَ قُلـوبٌ طـالمـا ضَنِيَـتُ
مِن شَوقِهـا ويَسـودَ الحـقُ والمُثُـلُ
وبهذه الأبيات لسماحة العالم الأديب السيد حسين الحكيم ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامج مدائح الأنوار شاكرين لكم كرم المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الدعوات دمتم في أمان الله.