البث المباشر

القصيدة الغراء في مدح المرتضى (ع)

السبت 21 ديسمبر 2019 - 13:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 726

بسم الله والحمد لله الذي هدانا للتقرب اليه بالتمسك بمناري هدايته للعالمين قرآنه الذكر الحكيم وعترة حبيبه شمس صراطه المستقيم المصطفى محمد – صلى الله عليه وآله الطاهرين -.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج؛ وقد أعددنا لكم فيه طائفة من أبيات إحدى غرر القصائد الولائية لسيد عرفاء مدرسة الثقلين في القرون الأخيرة وزعيم مراجع أتباع أهل البيت عليهم السلام في عصره آية الله السيد مهدي بحر العلوم المتوفى في النجف الأشرف سنة (۱۲۱۲) للهجرة، ويقع قبره الشريف في مسجد الشيخ الطوسي المجاور للحرم العلوي ولازال مزاراً للمؤمنين يتقربون الى الله بتكريمه لجليل ما بذله من خدمات في حفظ تراث أهل البيت – عليهم السلام – وآثارهم في العراق بل وحفظ معالم البيت الحرام حيث أقام في مكة الحرام من أجل ذلك عدة سنين كان يدرس خلالها الفقه على المذاهب الأربعة، وخدماته للإسلام كثيرة ذكرتها الكتب المتخصصة – رضوان الله عليه -.
ومن تلكم الخدمات الجليلة في بيان معالم الدين الحق قصيدته الطويلة الغراء التي أنشأها في الرد على قصيدة مروان بن أبي حفصة وهو شاعر الخليفة العباسي هارون الذي لقب بنفسه بالرشيد.
وكان مروان بن أبي حفصة قد تزلف لهارون الخليفة بقصيدة يمدح فيها طواغيت بني العباس وحكمهم ويذم أهل بيت النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وبالخصوص وصيه المرتضى الإمام علي أمير المؤمنين – عليه السلام – وقد رد عليه العارف السيد بحر العلوم بدافع من غيرته الإيمانية نصرة للحق وإزهاقاً للباطل مستدلاً بالآيات الكريمة وصحاح الأحاديث الشريفة، نقرأ لكم في هذا اللقاء أيها الأطائب طائفة من أبيات هذه القصيدة الغراء في مدح المرتضى – سلام الله عليه – تابعونا مشكورين.
بعد مقدمة إشتملت على نبذ إتباع الهوى والدعوة للعودة للهدى قال آية الله الفقيه القرآني السيد مهدي بحر العلوم:

وعُد للألى هم من اصل كل فضيلة

ويمم منار الفضل من ربعه الأصلي

وعرج على الاطهار من آل هاشمٍ

فهم شرفي والفخر فيهم وهم أصلي

وسلم على خير الأنام محمدٍ

وعترته الغر الكرام أولي الفضلِ

وخُص علياً ذا المناقب والعلى

وصي النبي المرتضى خيرة الأهلِ

وقل للذي خاض الضلالة والعمى

ومن خبط العشواء في ظلمة الجهلِ

ومن باع بالأثمان جوهرة الهدى

كما باع بالخسران جوهرة العقلِ

هجوتَ أُناساً في الكتاب مديحهم

وفي العقل بان الفضل منهم وفي النقلِ

ولفقت زوراً كادت السبع تنطوي

له الجبال الشم تهوي إلى السفلِ

علواً حسباً من أن يصابوا بوصمةٍ

فيدفع عن أحسابهم أنا ومثلي

ولكن أبت صبراً نفوس أبية

وأنف حمي لا يقر على الذل

عليّ أبونا كان كالطهر جدنا

له ما له إلا النبوة من فضلِ

وذو الفضلِ محسود لذي الجهل

والعمى لذا حسد الهادي أبو جهلِ

أبوا حيدراً إذ لم يكونوا كمثله

وما الناسُ إلا مائلون إلى المثلِ

أبوه ويأبى الله إلا الذي أبوا وهل

بعد حكم الله حكم لذي عدلِ

وأصحاب موسى السامري أضلهم

بعجل فظلوا عاكفين على العجل

وقد كذب الرسل الكرام وقوتلوا

فما ضرهم خذلان قوم ذوي جهل


وبعد أبيات إحتجاجية في بيان الشواهد القرآنية والتأريخية على أن خذلان الضالين لأولياء الله هو خسران للضالين وليس للأولياء تابع العارف القرآني السيد بحر العلوم قصيدته الغراء فقال – رضوان الله عليه – عن المناقب المرتضوية:

له في العقود العاقدات له الولا

من الله عقد مبرمُ غير منحلِ

وكم في كتاب الله من حجةٍ له

وآيات فضلٍ شاهدات على الفضلِ

كشاهد هودٍ ثم يتلوه شاهدٌ

من الرعدِ والأحزاب والنحلِ

إمام أتى فيه من الله ما أتى

وهل قد أتى في غيره هل أتى قل لي

وبلغ فيه المصطفى أمرُ ربه

على منبرٍ بالمنطق الصادع الفصلِ

فقال ألستم تعلمون بأنني أحق

وأولى الناس بالناس في الكلِ

فقالوا بلى قال النبي فأنت يا أبا

حسنٍ أولى الورى بالورى مثلي

وأنزله منه بمنزلة مضت لهرون

من موسى بن عمران من قبلِ

وشبهه بالأنبياء لجمعه

جميع الذي فيهم من الفخر والنبلِ

له حكم داود وزهد بن مريم

ومجد خليل الله ذي الفضل والبذلِ

وتسليم إسماعيل عند مبيته

وعزم كليم الله في شدة الأزلِ

وحكمة إدريسٍ وأسماء آدم

وشكر نجي الله في عهد ذي الكفلِ

وخطب شعيب في خطابة قومه

وخشية يحيى البر في هيبة المحلِ


مستمعينا الأفاضل، وفي هذه الأبيات الأخيرة يشير العارف القرآني آية الله السيد مهدي بحر العلوم لما فصلته كثير من الأحاديث الشريفة عن تجمع أزكى الأخلاق الفاضلة في الوصي المرتضى ونفس المصطفى وأخيه – صلوات الله عليه وآله -.
وبهذه الملاحظة، مستمعينا الأفاضل، نختم لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم على كرم المتابعة وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة