بسم الله والحمد لله الذي هدانا للتقرب إليه بموالاة صفوته المنتجبين وأعلام صراطه المستقيم سيدنا وحبيبنا أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، عندما فرض الله عزوجل على عباده مودة قربى رسول الله – صلى الله عليه وآله – في سورة الشورى المباركة قرن هذا الأمر المقدس بآيات أخرى تصرح بأن هذا الأجر الذي أمر الله نبيه الأكرم بأن يطلبه من المسلمين على تبليغه رسالات الله، إنما هو (لكم) أي تعود بركاته على أهل مودة أهل البيت النبوي، والعلة واضحة، فهم – عليهم السلام – مجمع كل جميل من مكارم الأخلاق التي بعث رسول الله – صلى الله عليه وآله – لإتمامها، وهذا يعني أن مودتهم – عليهم السلام – هي زاد المؤمن للتحلي بكل جميل من المكارم الأخلاقية لأن (المحب لمن أحب مطيع).
كما أن هذه المودة هي وسيلة للقيام بالركن الثاني لتحقق التوحيد الخالص أي البراءة من أعداء الله – عزوجل – وهؤلاء هم الذين عادوا النبي وآله – عليه وعليهم السلام – لأنهم على النقيض منهم إستحوذ عليهم الشيطان فأرداهم في كل قبيح ولذلك عادوا كل جميل.
هذا المعنى الولائي المحوري هو أبرز ما يجلب الإنتباه في القصيدة التي إخترناها لحلقة اليوم وهي في مدح خامس أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – الإمام محمد الباقر – صلوات الله عليه – وقد اقتطفناها لكم من ديوان مرآة الشعور للعالم الأديب المعاصر سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي.. تابعونا على بركة الله.
يبدأ سماحة الشيخ العالم الأديب الشيخ أحمد الدر مديحته للإمام الباقر الملقب بالسيد شبيه المصطفى – صلى الله عليه وآله – بأبيات وجدانية رقيقة يعبر فيها عن فطرية المودة للعترة الطاهرة قائلاً:
سري الذي طويت عليه سرائري
هو لا سواه له انقياد مشاعري
سر قديم طالما أذكى الهوى
في خافقي وأسال مدمع ناظري
لم يفش لو لا أدمع نطقت به
والدمع ينطق رغم كتم الشاعر
سري الهوى والقلب مأسور له
أرأيت مأسوراً يذوب بآسر
هو من على شفتي يرسم بسمتي
وهو المثير لأدمعي بمحاجر
تسعى القلوب إليه طوعاً مثلما
يسعى الحجيج الى صفا ومشاعر
أما التي سقمت تخلف سعيها
لا يهتدي الأعمى سبيل الباصر
خال الذين تخلفوا نالوا المنى
هل ضر نور الشمس غض الناظر
كم حاولوا إطفاء نور سراجه
وازداد إشعاعاً بإذن القاهر
كم جرعوه من المآسي أكؤساً
فأشاد مدرسة لصبر الصابر
كم ناظروه ليغلبوه بزعمهم
فتجرع التبكيت كل مناظر
بقر العلوم ظواهراً وبواطنا
ولذاك سمي في السما بالباقر
لا عذر للنائين عنه عندنا
بل للجحيم مآبهم في الآخر
ماذا رأوا في خصمه ليقدمو
ه عليه هل إلا خصال الفاجر
سل عن أمية عن مواطن فخرها
أي افتخار للخؤون الغادر؟
أبسنهم سب الوصي المرتضى
من سبه سب النبي الطاهر؟
أم سمهم ريحانة الهادي الذي
في حبه حب العلي القادر
أم ذبحهم سبط النبي وأهله
ظام الى جنب الفرات الزاخر
أم سبيهم لبنات آل محمد
فوق الهوازل دون ظل ساتر
أم فخرهم بمجونهم إذ أصبحوا
علما لكل معاقر ومقامر
هذا الذي يرويه كل مؤرخ
عنهم.. أتبصر فيه أي مفاخر؟
أما النهى والعلم والإيمان وال
إحسان والتقوى وخير مآثر
فعلى ابن زين العابدين مدارها
هو قطبها قطب الكمال الدائر
يفنى الزمان وليس يبلغ وصفه
فعلاه أعلى من زمان داثر
يعيى اللسان عن البيان وحقه
فالعذر أن الجهد جهد القاصر
أنظر لمن عاداه أين مقره؟
إما المزابل أو أخس مقابر
على جبين الدهر أزهر مشرقاً
كالشمس لا بل جل نور الباقر
كانت هذه، مستمعينا الأطائب، قصيدة في مدح خامس أئمة العترة المحمدية الإمام محمد الباقر – عليه السلام – إخترناها لكم من ديوان (مرآة الشعور) للعالم الأديب سماحة أحمد الدر العاملي – حفظه الله – نشكركم على طيب الصحبة في حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) ولكم دوماً خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران دمتم في رعاية الله.