بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ أنار قلوبنا بمودة صفوته النجباء حبيبنا سيد الأنبياء وآله الكرماء صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم، مستمعينا الأكارم، ورحمة الله وبركاته، نهديكم أطيب التحيات في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، تظافرت النصوص الشريفة في بيان عظيم بركات الإكثار من الصلاة على محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، فقد أمرنا بها ربنا الجليل في كتابه الكريم وهدتنا الأحاديث الشريفة الى أنها من أقوى وسائل إستجابة الدعاء وغفران الذنوب والتقرب الى الله عزوجل، فيما بشرتنا أحاديث النبي الأكرم أنه – صلى الله عليه وآله – يصلي على من يصلي عليه وآله بأضعاف عدد صلاته عليهم.
من هنا إهتم شعراء المسلمين بمختلف مذاهبهم بتضمين هذه الصلوات القدسية مدائحهم لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – ومن النماذج اللطيفة في هذا المضمار القصيدة التي إخترناها لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار).
عنوان القصيدة هو (أعلام الهدى) وهي من إنشاء الأديب اللبناني المبدع، الأخ عبد الحميد محسن سليمان جزاه الله خير الجزاء عن توسله بالنبي وآله – صلوات الله عليهم أجمعين -.
تابعونا على بركة الله...
قال أخونا الأديب عبد الحميد محسن في مديحته:
صلوا على طه النبي محمد
والسادة الأطهار آل محمد
صلوا عليهم بالولاء وسلموا
وتبرؤوا من كل قال حاقد
صلوا عليهم إنهم خير الورى
قد خصهم ربي بأشرف مولد
أنقى من النور النقي نقاؤهم
لولاهم الظلماء لم تتبدد
قد طهروا من كل رجس عصمة
ولآية التطهير أعظم شاهد
من فيض نور الله أبدع حسنهم
كاللؤلؤ المنثور أو كزبرجد
كالدر والياقوت أو كزمرد
كالفضة البيضاء أو كالعسجد
مد الإله ظلالهم في كوننا
بضياء نور من غدير سرمدي
يجري عليهم من معين فراته
من أعين أذهلن كل مشاهد
يا حسنهم بين العباد كأنهم
هم أنهر والناس مثل فدافد
غر ميامين عظام سادة
صيد بهاليل كرام النحتد
سادوا على السادات في آدابهم
وعلومهم جاءوا بعلم مفرد
علم لدني غزير مدهش
صعب عصي لا كعلم مقلد
قد سهلوا الوعر الغريب وعالجوا
سقم العقول بحل كل معقد
هم مرجع أعلى لكل صغيرة
وكبيرة هم مقصد للقاصد
حجج الإله على البرايا كلهم
ولواء دين الله يوم الموعد
وهم الهداة إلى الإله وإنهم
شفعاؤنا يوم القيامة في الغد
خزان علم الله أعلام الهدى
قد ضل من بهداهم لا يهتدي
بل ضل من حسب الهدى في غيرهم
قد خاب حقاً من بهم لا يقتدي
أهل المودة والتعفف والرضا
وذوو الفضائل والندى والسؤدد
أهل الأمانة والنزاهة والوفا
في الأقربين وفي البعيد الأبعد
في دورهم نزل الكتاب وعندهم
كان السجود وكان أول مسجد
هم أهل بيت الله آل رسوله
والعروة الوثقى لكل موحد
وهم الحقيقة أصلها وفروعها
ومعادن الأسرار عين المورد
من لي بأقمار يبدد نورهم
عتم الغياهب والظلام الأسود
من لي بأطياب يعطر ذكرهم
سمعي إذا سلمت بعد تشهد
بسلامهم عم السلام وسلمت
كل النفوس الراكعات السجد
وبهم غدونا مسلمين لربنا
رب الوجود الواحد المتأحد
وبهم هدانا الله ليس بغيرهم
وبهم فتحنا كل باب موصد
فهم المحجة لا يزول بريقها
بيضاء خلداً رغم أنف الحاسد
من رام غير كسائهم ستراً له
فلقد تعرى كالصعيد الأجرد
أزكى الصلاة مع السلام مرتلاً
يتلى عليهم من إله المعبد
عدد الذي لا ينتهي في عدة
أبداً بغير توقف وتجمد
عدد العصور مع الدهور وما حوى
هذا الوجود بكونه المتجدد
عدد السماوات الطباق وما حوت
من أنجم وكواكب وفراقد
عدد الورى من بدء خلق وجودهم
آلاف ضعف من مضاف زائد
من عهد آدم من أوان ظهوره
حتى ظهور وكشف غيب مغمد
يا رب صل على الحبيب محمد
وأئمة التوحيد آل محمد
واقبل دعائي بالصلاة عليهم
فبذكرهم يرجى رضاؤك سيدي
مولاي هذي بيعتي للمصطفى
وولاء أهل البيت دون تردد
فاحفظ يميني باليقين فإنهما
والله لولا فضلهم لم تعقد
مستمعينا الأطائب، كانت هذه قصيدة (أعلام الهدى) التي أنشأها في الصلاة عليهم – صلوات الله عليهم – الأديب اللبناني المعاصر الأخ عبد الحميد محسن سليمان حفظه الله.
وقد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)؛ يأتيكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. شكراً لكم وفي أمان الله.