بسم الله والحمد لله نور الأنوار قديم الإحسان والإنعام تبارك وتعالى رب العالمين، والصلاة والسلام على شموس نوره المستطير حبيبه البشير النذير وسراجه المنير وآله أهل آية التطهير.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة ونور، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
(هم الطهر سادتنا أهل البيت) هو – أيها الأكارم – عنوان المديحة التي إخترناها للقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية؛ هذا العنوان مستلهم كما هو واضح من آية التطهير الواردة في المصحف الشريف في سورة الأحزاب ضمن الآية (۳۳) منها، وقد صرح المحدثون والمؤرخون من مختلف الفرق الإسلامية أن آية التطهير نزلت في أهل الكساء أي النبي الأكرم ووصيه المرتضى وإبنته الزهراء وسبطيه الحسنين عليهم أفضل الصلاة والسلام، وقد نص محدثوا أهل السنة كأحمد بن حنبل في مسنده وغيره على إختصاص الله هؤلاء المطهرين بهذه الآية الشريفة غيره، فرووا أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – لم يأذن حتى لزوجته الكريمة أم سلمة بالدخول معهم رغم أنها – رضوان الله عليها – على خير وإلى خير.
والتأمل في ذلك يقود كل منصف – مهما كان إتجاهه المذهبي – إلى معرفة المنزلة الخاصة التي خص الله بها هؤلاء الأطيبين – عليهم السلام – ليكون مناراً إلهياً معصوماً لهداية الخلق إليه جل جلاله.
وهذه النتيجة هي التي توصل إليها منشي مديحة هذا اللقاء ورمز إليها بالعنوان المتقدم الذي إختاره لها وهو (هم الطهر سادتنا أهل البيت).
وقد ضمن هذا الأديب قصيدته إشارات لطيفة إلى دلالات ما إستفاده من آية التطهير بشأن أهل البيت ومنزلتهم كرمز إلهي للكمال.
هذا الأديب هو الأستاذ سيد سليم سلمي محمد من أرض كنانة الإسلام، وقد ولد في محافظة أسيوط المصرية سنة إثنتين وستين وتسعمائة وألف وتخرج من جامعة الأزهر في إختصاصي اللغة العربية والدراسات الإسلامية وهو مشارك في عدة من الرابطات الأدبية إلى جانب كونه المشرف على صفحة (أدب وثقافة) في جريدة (العروبة) المصرية.
وقد صدرت له عدة دواوين شعرية أحدها خصصه لمدح أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – هما: (نفحات قلب في حب أهل البيت) كما ألف كتاب (أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت) وكل ذلك طبق ما ورد في ترجمته المنشورة على موقع (شعراء أهل البيت عليهم السلام) ومن هذا الموقع نقرأ لكم أيها الأكارم قصيدة هذا اللقاء.. فابقوا معنا مشكورين.
قال الأستاذ سيد سلمي في مديحة (هم الطهر سادتنا أهل البيت):
يا طائر الحب غرد أجمل النغم
واصدح بمدحي لآل البيت كلهم
يا ربةَ الشعر كوني طوع خاطرتي
وأمطري القلب دراً كي يصيح فمي
ويا طهورَ الهوى كن بحرَ مملكتي
وكن مداداً يُرَوَّي بالهنا قلمي
ويا نسيم الرضا كن بي على صلةٍ
محملاً بعبيرٍ من رياضهم
ويا فؤادي أفض فالحب مملكة
ملوكها الآل، والأحباب كالحشم
واستمطر العز من قرب لهم فعسى
تفوز منهم بوصل غير منفصم
واذكر جلالاً يفوق الشمس في ألق
واذكر جمالا يفوق البدر في الظلم
فمدحهم شرفٌ عالٍ لمادحهم
وغيرهم شُرِّفوا بالمدح والنغم
هم جيرة الله أعلى الخلق منزلة
هم خيرة الله أعلى الناس في القيم
في كل عصر لهم آثار تنبئنا
بأنهم أحمد الأخلاق والشيم
هم الطهارة في أسمى مراتبها
وفي الكتاب أتى إطلاق طهرهم
فهذه سورة الأحزاب ناطقة
إرادة الله فوق الشك والتهم
الله أثنى عليهم في الكتاب كذا
روى الثقات أحاديثا لجدهم
وأوجبت اية الشوري مودتهم
قربى النبي لنا اولي من الرحم
في كل عصر لهم من بيننا علم
يفيض نوراً من القرآن والحكم
في كل قرن لنا منهم إمام هدى
يجدد الأمر أمر الدين في الأمم
وخاتم الدهر مهدي الزمان له
قبل القيامة نور كاشف الظلم
هم أكرم الناس إن حققت عنصرهم
أتقى الخلائق فلننظر لفعلهم
ما غرهم أشرف الأنساب عن عمل
ولا ثناهم عن العلياء والهمم
فقد علوا فوق هام الكل منزلة
وطوقوا الدهر بالإجلال والكرم
واشربوا الحب عشاقا لهم فرووا
من نهره العذب طلابا لفيضهم
وأورثوا العلم أحبابا لهم فسعوا
مذكرين بقرباهم وبالرحم
مولاي صل وسلم ما أردت علي
رمز الكمال وآل البيت كلهم
وإلى هنا تنتهي، أيها الأكارم، حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها قصيدة (هم الطهر سادتنا أهل البيت) من إنشاء الأديب المصري المعاصر سيد سليم سلمي؛ لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم بكل خير.