بسم الله وله جميل الحمد والثناء إذ رزقنا مودة وموالاة صفوته الأبرار حبيبه الهادي المختار وآله الطيبين الأطهار صلواته وتحياته وبركاته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته؛ أهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح أنوار الله وشموس رحمته.
أيها الأطائب، لا يمكن لأي مسلم من أي مذهب كان، إذا تحرر من التعصب وفتح قلبه على آيات القرآن الكريم أن لا يستجيب لدعوة الله عزوجل في كتابه المجيد بالتقرب إليه بمودة وحب أهل بيت النبوة والرحمة المحمدية – عليهم السلام -؛ إذ أن محكمات الآيات الكريمة قد دعت العباد لذلك بأصرح العبارات، وجاءت سيرهم المعطاء مصدقة لمحكمات الكتاب، فهم – عليهم صلوات الرحمان – المطهرون الذين يهدون إلى الله بأقوالهم وفعالهم ويبينون للناس بأخلاقهم السامية أخلاق ربهم الأعلى تبارك وتعالى.
وهذه الحقيقة نتلمسها بوضوح في القصيدة التي إخترناها لهذا اللقاء وهي لشاعر مصري معاصر هو الأستاذ سيد سليم سلمي محمد، المولود في محافظة أسيوط سنة إثنتين وستين وتسعمائة وألف ميلادية والحائز على شهادتي البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الأزهر، ودبلوم الدراسات الإسلامية.
والأستاذ سيد سليم هو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية وكذلك رابطة الأدب الحديث والمشرف على صفحة (أدب وثقافة) في جريدة (صوت العروبة) المصرية.. وقد طبعت له دواوين شعرية عدة منها ديوانا (نفحات قلب في حب أهل البيت) وديوان أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت – عليهم السلام – وقد طبع الأخير أكثر من مرة...
نقرأ لكم أيها الأطائب إحدى قصائده في هذا المضمار نقلاً عن موقع (شعراء أهل البيت) تابعونا على بركة الله.
يخاطب الأديب المصري سيد سليم سلمي مخاطباً أهل بيت الرحمة – عليهم السلام – قائلاً:
القول يعذب فيكم والأناشيد
من لذة الوصل تأتينا التغاريد
ما زينة القول إلا في محاسنكم
أين الملوك؟! وأين القادة الصيد؟
فكل حرف له في القلب موضعه
وكل معنى له في العقل تمجيد
لو لا الهنا وسماء الحب تمطرنا
ما كان للشعر بين الناس ترديد
ما الحب إلا هواكم عند ذائقه
ما الجاه ما المال ما الأنساب ما الغيد؟!
عند الحديث أرى الإلهام يسبقني
فيشرق القول تحميه المسانيد
فينتشي الكل من أحبابكم طرباً
وينثني هرباً ضل وعربيد
كم قد قطعنا بسيف القول ألسنة
لها جدال وتحريف وتهديد
أيها الأفاضل وفي هذه الأبيات الثلاثة إشارة إلى ما ورد في الأحاديث النبوية أن الله يسدد بروح القدس من ينشأ الشعر في مدح أهل البيت النبوي – عليهم السلام – كما أن فيها إشارة إلى إستناد هذا المدح إلى صحاح الأحاديث الشريفة المسندة...
يتابع هذا الأديب المصري مديحته قائلاً:
يا سادتي في هواكم طاب مشربنا
وطاب في الحب تنغيم وتغريد
أحبكم سادتي والحب مركبتي
بها مسيري وكل السير تجديد
مناقب العز تأبى أن يحاط بها
أو أن يكون لها عد وتحديد
يا سادة وهبوا الأكوان نافلةً
من العطاء لها في الكون تخليد
قبوركم من رياض الخلد نفحتها
فكم أتاها على بعد محاميد
يا سادة جاهدوا في الله دون هوىً
خاضوا معامع يخشاها الصناديد
إذا الإمام أتي يوماً لواقعة
أبان أن شجاع القوم رعديد
وعظتمونا بأفعال نشاهدها
مواعظ البعض أقوال وترديد
ويشير الأستاذ سيد سليم سلمي من مصر إلى التلازم بين القرآن الكريم والعترة النبوية – عليهم السلام – مستلهماً من حديث الثقلين المتواتر قوله وهو يواصل مخاطبتهم مادحاً:
وأنتموا بكتاب الله أعلمنا
وفي سلوككمو رشد وترشيد
ملاذكم حصنكم دستوركم أبدا
ما فاتكم من تراتيل وتجويد
وأنتم السنة الغراء نشهدها
من قولكم فعلكم تأتي الأسانيد
وأنتم الراية الشماء تجمعنا
ونستظل فترضانا المساعيد
فأشبعوا من بحار الحب عاطفتي
أيا كرام وسادات أجاويد
وأنهلوني عذباً من مواردكم
كيما أطيب وتأتيني الأناشيد
منوا بوصلي لأحيا في رحابكمو
فوصلكم سادتي عز وتسويد
زورا بربكمو قلباً لعبدكمو
فإن أجبتم فهذا حقاً العيد
صلى عليكم إله العرش ما طلعت
شمس وما أطرب العشاق غريد
كانت هذه مستمعينا الأكارم إحدى قصائد الأديب المصري الأستاذ سيد سليم سلمي محمد التي أنشأها في حب أهل بيت الرحمة المحمدية عليهم السلام.
وقد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) نشكر لكم طيب المتابعة ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.