بسم الله والحمد لله قديم الإحسان ذي الفضل والإنعام والصلاة والسلام على صفوته ورحمته للأنام، الحبيب المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته..
(أبا المهدي) هو – أيها الأخوات والإخوة – عنوان المديحة التي إخترناها لهذا اللقاء وهي في مدح الإمام الزكي الحسن العسكري – سلام الله عليه – أنشأها العالم الأديب سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي وأوردها في ديوانه (مرآة الشعور) ومما يميز هذه المديحة لطيف تصويره لبعض تجليات الأخلاق الإلهية في الإمام الحادي عشر من أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – وفي ذلك تشويق للقلوب للتخلق بأخلاق الله تبارك وتعالى.
ونختم البرنامج بمقطوعة قصيرة في تمجيد يوم المباهلة الأغر من إنشاء أخونا الأديب الولائي المعاصر حميد عبد الحسين الحائري؛ تابعونا على بركة الله.
يفتتح سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي قصيدته بتصوير فني بديع لكرم وعطاء الإمام الحسن العسكري – عليه السلام – قائلاً:
عودتني كفك المعطاء جوداً
رغم صدي لم أجد منك صدودا
لم تشح بالطرف عني طرف عين
كنت.. ما زلت المحابي والودودا
أنت شرفت فؤادي منذ بدئي
يا لجود حده أن لا حدودا
حرت في يمناك يا مولاي فكراً
أي كف تقلب الشوك ودودا؟!
لم يلامس راحها منها بنان
دائماً مبسوطة بالرفد جودا
أي كف طافت الأملاك فيها
سبعة سبعين بل عزت عديدا
هي كف قبلتها بافتخار
شفة الوحي ركوعاً وسجودا
يا أبا المهدي عذراً إن شعري
ليس يرقى لعلى المعنى قصيدا
جال فكري في سماء الوصف صقراً
عله يلقى فريساً فيصيدا
خاب ظناً يوم خال الأمر سهلاً
كلما هم بأن.. بان بعيدا!!
جئت في ميلادك المبرور أرجو
رسم معنى يطرب القلب الكميدا
أي ليل لونته الشمس حتى
لم تدع فيه دجى إلا أبيدا؟!
ليلة الميلاد ذي أم ذا نهار؟
أم زمان جد في الدنيا جديدا؟
ما رأينا الشمس في ليل أضاءت
أتراها الشمس ذي أم ذا الوليدا؟!
كم عرفنا شاعراً خاب شعورا
وبليغاً ضيع المعنى السديدا
شبهوا بالشمس وجهك يا سراجاً
ويحهم!! من منح الشمس وجودا؟؟
حسناً سماك رب الحسن لطفا
كل حسن من معانيك استفيدا
يا كتاب الله إعجازاً وهدياً
وويح قوم ضيعوا فيك العهودا
كم عدا عاد ليطفي منك نوراً
وأبى الله له إلا خلودا
إن عثوا في القبة الغراء هدماً
كعبة الله شكت يوماً يزيدا!!
وسنحيى لنرى مثواك صرحاً
شامخاً كالكعبة الغرا مشيدا
يا أبا المهدي قصدي من قصيدي
نظرة تبقى إلى الحشر رصيدا
كانت هذه – مستمعينا الأفاضل – قصيدة (أبا المهدي) وهي في مدح الإمام الحسن العسكري – عليه السلام – أنشأها العالم الأديب سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي – حفظه الله -.
أما مسك ختام هذا اللقاء من برنامجكم (مدائح الأنوار) فهو أبيات في مدح أهل الكساء وتمجيد حادثة المباهلة الشهيرة من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ حميد عبد الحسين الحائري – حفظه الله – قال فيها:
أفديهم من خصهم رب العلى
بمديحه الزاكي بآيات الكسا
بهم يباهل من تردى وافترى
آل النبي المصطفى أهل العبا
فالمرتضى نفس النبي ومن فدا
ليل المبيت خليله وله وقا
ثم البتول منار ربات الحجى
خير النساء وإسوة لمن اتقى
إبنا رسول الله من بهما الندى
من كوثر الإحسان يغني للورى
ما خاب من بهم توسل وارتجى
فيض الإله فهم وسيلة من دعا
يتبادرون برأفة أياً أتى
أن يؤثروه بزادهم سل (هل أتى)
تنبئك أن عطاءهم صفو العطا
لا من فيه فأجرهم رب العلى
وبهذا ننهي أيها الأطائب لقاءنا من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم منا أطيب الشكر على طيب المتابعة ودمتم بأطيب الأوقات.