بسم الله والحمد لله محي القلوب بأنوار محبة صفوته الطاهرين محمد وآله الطيبين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين..
من الحقائق الواضحة من النصوص الشريفة أن ترسيخ محبة أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – أزكى وسائل الفوز بحب الله وقربه عزوجل، وتتأكد هذه الوسيلة مع الإمام الحسين – عليه السلام – فقد روى الفريقان بأسانيد كثيرة قول رسول الله – صلى الله عليه وآله -: (أحب الله من أحب حسيناً).
هذا الحب الزاكي والمقدس هو ما تسعى لترسيخه في القلوب القصيدتان اللتان إخترناهما للقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) وهما من إنشاء أحد أعلام الأدب الولائي في عمان هو الشاعر المبدع الأخ (عقيل اللواتي) تابعونا على بركة الله.
تحت عنوان (آية الطف المصفى) نقرأ قول الأخ عقيل مخاطباً حبيبنا الحسين صلوات الله عليه:
أبصرت بين يديك لطفاً
ومددت بالأحلام كفا
أدركت أنك في دمي
(ولمحت في عينيك عطفا)
وأتيت يقطفني هواي
إليك بالإيمان قطفا
وجع يخالط مهجتي
وبمحجري الآهات عزفا
أأقول أنك بلسمي
يا آية الطف المصفى
ها أنت نبض عروقنا
والروح قد عاشتك إلفا
وإذا الشتاء يخوننا
جئنا إلى لقياك صيفا
ومشت خطاي على خطاك
وأحرفي تأتيك صفا
لتحج في وله رؤاي
أطوف بالأشواق طوفا
أنا مغرم وهواك يعصف
في فؤاد الحب عصفا
عزفت جوارحنا سناك
وشوقها قد جاء عزفا
آمنت أنك مشرقي
حاشاه ضوؤك ليس يخفى
طف يعانقه السمو
فليس يخبو أو يعقّى
تبدو عليه مآثار مذ
عانق الملكوت لطفا
وسقيتنا يا أيها الساقي
نمير العشق صرفا
تيمتنا حباً يضوع
بقلبنا قد عشت طفا
وتدثرت لغتي نقاك
فخلتني أختال حرفا
أشتاق عطفك سيدي
وأنا الذي يهواك عطفا
وعلى ضريحك ترتمي
الحاجات حين تكون كهفا
وتوضأ الحب النقي
بنهر حبك حين شقا
صلت صلاة العشق
أرواح تعيش الحب نزفا
وترتلت سور الإخاء
وصدقها قد جاد وصفا
وهنا الوفاء حمائم
وعلى الضريح نراه حقا
آي الطفوف تعملقت
لما رأتك تسل سيفا
قرآن قدسك سيدي
يحنو علي يمد كفا
آياته شفة الخلود
ترنمت بالمجد زلفى
باسم الفداء أراك تشرق
بيرقاً ما عاد يخفى
وعلى سمو الراية الخضراء
جاء الشعر وقفا
وسعت لها الأذهان حباً
إنما قد حرن وصفا
أنى يصفن مهابة
رسمت على التاريخ طفا
وتحت عنوان (حج كربلاء) يشير الأديب العماني الأخ عقيل اللواتي إلى جميل نية التقرب إلى الله عزوجل في استلهام القيم العاشورائية مشبهاً لها بلغة الشعر التصويري بمناسك الحج لإتحادهما في أن الغاية العليا في الحالتين هو الله جل جلاله، قال حفظه الله:
محرماً ألبس ثوب الشوق حجي كربلا
تلبياتي يا حسين وطوافي بالعلا
زمزم قاني دموعي وصلاتي الإبتلا
بين روضات التفاني سوف أسعى معولا
راجماً شيطان نفسي عند تقبيل الضريح
والنفور الحق صوب النور أحزان الجريح
سوف نبقى في بكاء خشية العشق النبيل
نتفانى فيك حباً والهوى فيك جميل
نرسم الأحزان طفاً ببكاء وعويل
هكذا العشق المصفى في سماوات الجليل
يا أبا الأحرار جئنا خلجات من أنين
عشقنا صار حسين عشقنا فيك جنون
مذ وصلت الطف قلبي نبضه بوح حزين
وا حسينا كان يدعو وا حسينا وا حسين
وبترب الطف يمشي خاشعاً كل الجمال
ها هنا مسجد قلبي تالياً آي الجلال
هائماً بين ضريحي بطلين من كمال
ودموع الحب تجري لعلامات النضال
يا أبا الفضل وكل الفضل منكم يستقى
راسماً أروع شكل لوفاءات النقا
ناصع منك بياض النور في صدق اللقا
هكذا العشق الذي يولد من رحم النقا
ساحة الطف فيوض من كرامات الإبا
صاغها أعظم نهج لكمال وهبا
فدروس الطف نور ما انطفى لا ما خبا
سوف يبقى مشعل الحق منارات إبا
وبهذا ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناه لإثنتين من المدائح الحسينية من إنشاء الأديب العماني المعاصر الأخ (عقيل اللواتي). جزيل الشكر على كرم المتابعة تقبلوه من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران .. دمتم في أمان الله.