بسم الله وله الحمد والمجد مبدأ كل خير ومنتهاه، والصلاة والسلام على شجرة طوبى وسدرة المنتهى وأبواب رحمة الله الكبرى وآياته العظمى صفوته من العالمين حبيبنا أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة ورحمة منه وبركات، أطيب تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج.
أيها الأطائب، إن من الخصائص المميزة لأولياء الله الصادقين – صلوات الله عليهم – أن عطاءهم لا يحده زمان ولا مكان، وهذه هي ثمرة تخلفهم الكامل بأخلاق الله فهو عزوجل الذي وسعت رحمته كل شيء ولا يحد خيره وبركاته شيء.
وهذه الحقيقة تتجلى في المدائح التي أنشأها أدباء الولاء في مدح سيد الشهداء السبط المحمدي الحسين – عليه السلام – ومنها المديحة التي إخترناها للقاء من برنامجكم (مدائح الأنوار).
عنوان هذه المديحة الحسينية هو (جرح السؤال) من إنشاء أحد أدباء مدينة الإحساء العريقة هو الأديب الولائي المعاصر الأخ ناجي بن داوود الحرز، وفيها إشارات لطيفة إلى أن دوام العطاء الحسيني للأحرار مدى التأريخ إذ أن ملحمته – عليه السلام – تبقى متجددة العطاء تعطي أكلها كل حين بإذن ربها لأن صاحبها هو من أولياء الله الصادقين عترة الصادق الأمين وسيد المرسلين صلوات الله عليه وآله الطاهرين.
تحت عنوان (بين يدي أبي الشهداء الحسين بن علي – عليهما السلام – جرح السؤال..) يقول أخونا الأديب ناجي الحرز:
إياك.. إياك.. يا جرحي ويا ألمي
أعني إذا اهتز من فرط الأسى قلمي
وأنت أنشودتي الحيرى أرددها
ما طال بعدك في قيد الضنى سأمي
وأنت سر عظيم لا أبوح به
إلا إذا انداح في مسرى دماك دمي
هم يسألون – أبا الأحرار – عن وتر
ما زلت أغرف من أشجانه نغمي
هم يسألون عن الآه التي انفلتت
رغم التعسف والأحقاد والتهم
هم يسألون عن الآه التي نسفت
كل الحواجز والأستار واللجم
هم يسألون ولكن الجواب أبى
إلا انتظارك بين الماء والخيم
هناك في عرصة الطف التي خلقت
تروي الأحاديث عن تيارك العرم
يا أيها الكوكب المنتقض من إضم
ماذا أهاجك يا مولاي من إضم؟
فثرت في عنفوان الفتح تحتضن الــ
إيمان من كيد مشبوه ومنتقم
وفي خطاك الأضاحي الظامئون إلى
ورد الفداء بكل الشوق والنهم
تفجرون من اليأس العقيم صوىً
للنور ينهل منها كل مقتحم
بالله يا هضبات الطف كيف غفا
على ثراك صليل المجد والشمم؟
وكيف أيقظ في أرواحنا جبلاً
من الثبات وطوفاناً من الهمم؟
وكيف أزهرت الدنيا برمتها
بما تدفق من قلب هناك ظمي؟
وكيف؟ كيف؟ سؤالات نرددها
ولا نمل ولا ندري عن السأم
ففي تباشيرك الأولى وزهوتها
يطفو السؤال على إشراق مبتسم
ويوم توديعك الدامي يضج بنا
جرح السؤال بدمع فيك منسجم
وفي جميع تفاصيل انطلاقتنا
إلى نداك، سؤال نازف القدم
ها نحن يا بن علي ما نزال كما
شاء الوفاء وشاءت أقدس القيم
مولهين وندري أن منهجنا
إلى رضاك حقول الشوك والضرم
فرحبت ببريق السيف أعيننا
وقبلته برجح غير ملتئم
نمضي وتمتمة الإشفاق ما هدأت
على الذين أطاعوا موجة الصمم
وخدرتهم شعارات يروجها
سماسر الحقد من عبادة الصنم
وهل يكون بنو الإنسان إن حجبت
عقولهم غير قطعان من الغنم
لو أنهم حطموا كأس العناد على
رأس النديم الذي عن مشرقيك عمي
وطهروا من حمياها بصائرهم
ومزقوا عن مآقيهم دجى الغمم
سيعرفونك زلزالاً بأوردة الـ
ــتاريخ تنفخ فيها رعشة الحلم
وسوف نبقى على العهد القديم إلى
يوم اللقاء بكم يا أشرف النسم
في ظل عرش تشظى عن حقيقتكم
وآدم غارق في لجة العدم
أيها الإخوة والأخوات، وبهذه الأبيات المعربة عن عمق الوفاء لسيد الشهداء – عليه السلام – نختم لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) شاكرين لكم جميل الإصغاء للمديحة الحسينية (جرح السؤال) التي إخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء الأديب الولائي المبدع الأخ ناجي الحرز حفظه الله.
لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب التحيات مقرونة بخالص الدعوات دمتم بألف وألف خير في أمان الله.