بسم الله والحمد لله الذي هدانا لمعرفته وموالاة أنوار هدايته للعالمين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته.
أكدت كثير من صحاح الحديث النبوية المروية في مصادرنا المعتبرة على أن البكاء على المصاب الحسيني الفجيع والتفاعل الوجداني معه هو من مصاديق نصرة سيد الشهداء – عليه السلام – ونصرة الدين المحمدي الحق.
هذا المضمون بينه النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – لأمته مراراً وحتى في الروايات الشريفة المتحدثة عن مولد سبطه الحسين – عليه السلام – وهو ما يبينه بلغة الشعر الولائي الصادق، الأديب العماني المبدع الأخ عقيل اللواتي في إثنتين من قصائده إخترناها من موقع (شعراء أهل البيت عليهم السلام)... تابعونا على بركة الله.
ينطلق الأديب العماني الأخ عقيل اللواتي حفظه الله في القصيدة الأولى من حديث نبوي مشهور في الولادة الحسينية، فيقول مسجلاً تفصيلاته:
بين الولادة والشهادة أدمع
حمراء يلهبها الجوى المتفجع
الله يا يوم الحسين بطيبة
بكت السماء ويوم عاشر أفضع
يومان والدمع الحزين يلفنا
يومان والقلب المتيم يخضع
وذكرت لما للوليد ترقرقت
عبرات قدس والبتولة تجمع
صاغ الأمين رواية قدسية
خطت على عرش الجلالة فاسمعوا
قال النبي: وعينه قد سابقت
نطق الحروف بما تكن الأضلع
ولدي شهيد، أين من يبكي له
لبيك صاح السامعون وأسرعوا
لبيك نادى المرتضى بدموعه
وكذا البتول تنوح حزناً تجزع
أبتاه قلي أين يقتل قلبنا؟
في أي أرض روح طه تصرع؟
في كربلاء ظماً سيفرى نحرنا
ظلماً وحقداً، والفرات سيمنع
ويل لمن للسبط سل حسامه
ويل لمن يرضى وخزي مدقع
ويل لكل علوج آل أمية
سقراً جزائهم لما قد ضيعوا
أبتاه أمتكم تسل حسامها؟!
إيه وربك لست فيهم أشفع
أبتاه بح لي من سيبكي فلذتي؟
أأنوح وحدي للشهيد وأجزع؟
حتماً إله العرش يخلق شيعة
تمضي على سنني ونهجي تتبع
يتسابقون لنيل أشرف خدمة
ولنيلهم هام الثريا يركع
يا من يهاجم دمعنا متسائلاً
عن سر دمع كل آن يهمع
إن الجواب على خدود محمد
فمحمد يا صاح فينا المنبع
شكراً رسول الله أسوة دمعنا
منكم تعلمنا البكاء فلو يعوا
يا من يسائل ساخراً إن الحسيـــ
ـــن شعيرة عظمت كشمس تسطع
هذا حسين والشهادة رفعة
خلد الحسين، وخطه أتتبع
خلد الحسين وسر خلده أنه
باع الدنية واشترى ما ينفع
هذا حسين يستدر دموعنا
والفكر منا يا حسين سيلمع
هذا حسين والخلود بكفه
يقضي الإله كما يشاء ويمنع
مستمعينا الأفاضل، ونقرأ لأخينا الأديب العماني المبدع الأستاذ (عقيل اللواتي) قصيدة حسينية ثانية كتبها تأثراً بما شاهده خلال مشاهدته لمراسم تكريمية يقوم بها المصريون لمشهد الإمام الحسين – عليه السلام – فقال:
وفي كل شبر نرى آية
تدل على أنك الأعظم
أسر الإله وحسبي إذا
ينادى بسر فأنت الفم
وأنت الشعور وأنت الفؤاد
وإن فتشوني فأنت الدم
أحبك حباً بملئ الخلايا
فكن لي بحب، أنا المغرم
أتيت وفي خاطري حاجة
فأنت المرجى إذا نحلم
أباب الإله لمن بايعو
ك حباً يعطر ما أمموا
منحت العباد جمالاً بدا
بآمال صدق وهم سلموا
ونادوا بحب حسيناً حسيناً
فكنت المغيث وهم داوموا
حسين ترانيم عشق زكت
فهذي المآقي لها مأتم
لها فرحة عانقت حزننا
لها سجدة والدعا سلم
حسين حياة الحياة فمن
بجده حياة فلا يندم
فما أعذب العيش في فيئكم
وفيك الممات له مبسم
وبهذا نصل أيها الإخوة والأخوات إلى ختام حلقة أخرى من برنامج مدائح الأنوار إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، لكم منا خالص الدعوات دمتم بكل خير.