بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين منير السموات والأرضين بأنوار صفوته المنتجبين سيد الأنبياء الهادي المختار وآله الأطهار صلوات ربي عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات...
من أهم الثمار الشعر الولائي الصادق أنه ينمي في القلوب محبة أولياء الله الصادقين الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الله وإنقاذاً لعباده من الجهالة والضلالة ومن ساداتهم الحسين سيد الشهداء الذي سمحت نفسه بمهجته وبذل ما لا نظير من التضحيات لزرع روح البراءة من أعداء الله في قلوب العالمين.
وهذه الثمرة نتلمسها بوضوح في القصيدة المؤثرة التي نقرأها لكم في هذا اللقاء وهي من إنشاء شاعر ولائي مبدع هو الأديب المعاصر الأخ علي بن سلمان العجمي من سلطنة عمان.
وقد اخترنا لها عنوان (الحسين مقيم الصلاة) إذ أن الملحمة الحسينية قد جلت للعالمين صورة الصلاة التوحيدية التضحوية التي فيها حقيقة الصلاة والإرتباط بالله عزوجل.
أيها الأكارم، يخاطب أديبنا الشاب علي بن سلمان العجمي سيد الشهداء قائلاً:
سلام من الأدمع الهمع
لنحرك في تربة البلقع
سلام يزاحم في خطوه
ملائكة العالم الأرفع
يدب إليها حنين الصلاة
فتسجد في تربك الممرع
فأنت الصلاة وفيك الصلاة
ولا خير في عابد لا يعي
وأنت الذي قد أقمت الصلاة
وثرت لأهدافها النصع
نهيت عن الفحش في عالم
تلوث من ذلة الخنع
فما كان غير دماك شفىً
وما غير بأسك من مفزع
فلهفي عليك وحيداً بقيت
تخاطب بهماً بلا مسمع
كأن الذين دعوك البدار
دعوك ولكن إلى المصرع
فجردت نحرك للباترات
وجعجعت بالخيل للأضلع
وحيرت من شوقك الباترات
فلم يبق للطعن من موقع
فما وجد الدهر من ثائر
كمثلك أشوق للمصرع
وما أبصرت لحظات الزمان
كرزئك أخصب للمدمع
وقد أثخنتك العدا بالجراح
ولم يبق حولك من مفزع
تدير بطرفك نحو الخيام
فتغرق عينك بالأدمع
وتنوي القيام ثلاثاً لها
فتهوي من الألم الموجع
فبين انقباض وبين انبساط
تحيرت الشمس في المطلع
إلى أن تربع شمر اللعين
وداس على سرك المودع
وأولع فيك بصمصامه
وفارت دماؤك في الموقع
فضج الوجود وعرش السماء
وناحا على تربك الأضوع
كأني بحزن عرى (ذي الجناح)
فرتل نعياً مع الأدمع
ونادى الفواطم في خدرها
من الآن خدرك بالضلع
نساء عليها (الرسول) يغار
تساق سبايا بلا برقع
وتدخل في مجلس طالما
تجاهر بالفسق فيه الدعي
فهل هكذا حفظوا المصطفى
وصانوا له عهده المودع؟
يوصيهم (عترتي عترتي)
حبال النجاة إلى من يعي
فما حفظوا عترة المصطفى
ومالوا بهم ميلة الزعزع
فبين قتيل بحد السيوف
وآخر من سمه المنقع
فلا تكثروا العتب في مؤمن
إذا مات في كمد موجع
وصدري يضيق بشقشقة
تشيب الصغار مع الرضع
فتلك الرزية رأس البلاء
ومنها هوت أمة الأشفع
وفتوى شريح بها أسست
لقتل الحسين بلا مجرع
وعصر البتول وسحب الوصي
نتاج لما جاش من مطمع
وكل الذي قد جرى في الدنا
وبال على ذلك المجمع
فيا أمة شايعت نهجها
ونهج الهدى فيك لم تتبع
تضيعين في التيه في أثرها
وغير الضلالة لن تفرع
إلى أن يؤذن فجر الظهور
فنرغد في عزه الممرع
اللهم عجل في فرج وظهور سليل الحسين ووريث الأنبياء المهدي الموعود بإقامة دولة العدل الإلهي في كل الأرض وإنهاء الظلم بجميع صوره وجزى الله خيراً أديبنا العماني الشاب الأخ علي بن سلمان العجمي على هذه القصيدة الحسينية المؤثرة، وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.