بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بمعرفة ومحبة شموس صراطه المستقيم حبيبه المصطفى الأمين وآله الطيبين الشهداء الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته..
معكم بتوفيق الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج نقضي فيها دقائق مع إحدى المدائح الحسينية لأحد أعلام علماء الدولة العثمانية شيخ الإسلام في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وكبير ثقاته أبو الهدى محمد الصيادي الرفاعي الحسيني المولود في مدينة حلب السورية والذي تولى نقابة الإشراف فيها قبل أن ينتقل إلى اسطنبول حيث اتصل بالسلطان العثماني المذكور فولاه منصب مشيخة مشائخ الدولة العثمانية وبقي مستشاراً له زهاء ثلاثين سنة وكانت له الكلمة الفصل عند السلطان عبد الحميد الثاني في نصب القضاة والمفتين، وقد نفي هذا العالم الأديب إلى جزيرة الأمراء بعد خلع السلطان عبد الحميد حيث توفي فيها سنة ۱۳۲۸ للهجرة، وله مؤلفات عدة منها: (ضوء الشمس في قوله – صلى الله عليه وآله – بني الإسلام على خمس، كذلك كتاب (السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب) وغيرهما...).
ومما يميز مديحته التالية لسيد الشهداء – عليه السلام – قوة تصويرها للتفجيع الكوني على المصاب الحسيني.. كونوا معنا وطائفة من أبياتها....
قال العالم السيد أبوالهدى الصيادي:
هطلت دموع العين والقلب امتلا
جمراً وجسمي قد تناهبه البلا
وأموت حزناً كلما خطرت على
قلبي حكايات الشهيد بكربلا
فهو الفتى المقتول ظلماً وهو من
بعليها الكرار مسنده علا
ريحانة المختار قرة عينه
بدر السيادة عين أرباب الولا
حزنت عليه العالمون وفقده
تبكي عليه بحرقة ضب الفلا
والجن تندب والملائك في السما
والصوت من نحو المدينة قد علا
واسودت الأرجاء حتى إن بكت
لهفاً على بلوى الحسين أخي العلا
والأرض مد بها العنا لفراقه
ولفقده بكت السموات العلا
وكأن مولى الأنبياء برحبه
حزوناً عليه أفاض دمعاً مرسلا
ويد القضا نشرت على فلك الضيا
في الأفق من دمه شراعاً مخملا
حزب عليه بغى وشتت شمله
ورماه في سهم الكريهة والبلا
وأضاع حرمة حيدر ومحمد
في قطع مولى حقه أن يوصلا
وأباد ركناً أحمدياً أصله الن
نور الذي في العالم الأعلى انجلى
حزب تالفٍ من أشر عصابةٍ
قامت بذنب عذره لن يقبلا
فجعت رسول العالمين بشبله
ولذاك ركن الدين معنى زلزلا
بئس العصابة إذا أطاعت ظالما
وعصت لنفع الغير أمراً منزلا
رفعت منار عدو آل محمد
فمقرها في الأسلفين تنزلا
كم أحزنت قلباً سليماً طاهرا
متضرعاً ولربه متبتلا
ولكم بذا أبكت عيوناً دمعها
يروى حديث بني النبي مسلسلا
ولما دهى المولى الحسين وآله
كتب التلهف مجملاً ومفصلا
ويلاه من خطب تكرر ذكره
خطب وسيرة ذكره لن تهملا
شرحت متون مصيبة أحزانها
بسطت كتاباً للسقام مطولا
ولحزن صاحب كربلا قد أمطرت
من سمك أحرف حجبها سحب العلا
روحي الفدا لثرى فضا أعتابه
فلقد قضى بظما المصاب مهللا
تباً لقاتله فظلما ما استحى
من ربنا بل ضل عما أنزلا
نسي الوصية في الكتاب وخانها
ومضى بأثواب العناد مسربلا
والبضعة الزهراء تسأل ربها
حق الحسين بلوعة لن تخذلا
واللَه يرضيها بقهر عدوها
وبنصر بضعتها الشهيد تفضلا
قسماً بأعضاء الشهيد وآله
ما طاب عيشي بعد ذاك ولا حلا
إنى يطيب لي الزمان وخاطري
من جمره واللَه يوماً ما خلا
لم لا ونص الذكر أثبت فضله
ولسان سر اللَه مدحته تلا
هطلت على أرجائه سحب الرضى
من حضرة الرحمن ما دام الملا
وأعز مولانا العظيم مناره
ومقامه العالي الذي سامى العلا
وصلاة بارينا بكل دقيقةٍ
وحقيقة تغشى الضريح الأفضلا
قبر به مكث الحبيب المصطفى الـ
هادي الذي للخلق طرا أرسلا
ولآله منا السلام وسبطه
غوث الضعيف نصير أهل الابتلا
كانت هذه الطائفة من أبيات قصيدة في بيان التفجع الكوني للمصاب الحسيني من إنشاء شيخ الإسلام في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني المرحوم السيد أبي الهدى الصيادي الحلبي الرفاعي، قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار، نشكر لكم جميل الإصغاء ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أصدق الدعوات دمتم في رعاية الله.