البث المباشر

شكوى النبي (ص)

السبت 21 ديسمبر 2019 - 08:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 686

بسم الله والحمد لله خالصاً دائماً متنامياً حمد الشاكرين له في السراء والضراء والشدة والرخاء، وأزكى الصلوات والتحيات والبركات على إسوة الشاكرين له في ذرى المصاب محمد المصطفى وآله الأطياب.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته..
أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ومع طائفة من أوائل مراثي سيد الشهداء – عليه السلام – سجلتها المصادر المعتبرة وفيها إشارات توثيقية لما روي من ظهور آيات كونية إثر واقعة كربلاء.
وهذه المراثي سجلتها المصادر التأريخية لبعض الفاطميات من الأسرة المحمدية وللشاعر المعروف عقبة بن عمرو السهمي المتوفى في أواخر القرن الهجري الأول وكذلك لمعاصره التابعي سليمان بن قته التيمي، تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، روي في بعض كتب المقاتل أن إحدى الفاطميات من اللواتي أسرتهم عساكر البغي الأموي بعد واقعة الطف خاطبت أهل الكوفة عندما أدخل إليها ركب السبايا قائلة:

ماذا تقولون ان قال النبي لكم

يوم الحساب و صدق القول مسموع

خذلتم عترتي أو كنتم غيبا

و الحق عند ولي الأمر مجموع

أسلمتموهم بأيدي الظالمين فما

منكم له اليوم عند الله مشفوع

ما كان عند غداة الطف اذ حضروا

تلك المنايا و لا عنهن مدفوع


وروي أيضاً أن جارية هاشمية أنشأت الأبيات التالية عند وصول نبأ إستشهاد الإمام الحسين – عليه السلام – إلى المدينة المنورة، قالت – رضوان الله عليها -:

نعى سيدي ناع نعاه فأوجعا

وأمرضني ناع نعاه فأفجعا

فعيني جودا بالدموع واسكبا

وجودا بدمع بعد دمعكما معا

على من دهى عرش الجليل فزعزعا

فأصبح هذا المجد والدين أجدعا

على ابن نبي الله واابن وصيه

وإن كان عنا شاحط الدار اشسعا


وروي في كتاب الكامل للمبرد وكذلك في كتاب المناقب للحافظ السروي الحلبي أن التابعي سليمان بن قتة العدوي التيمي مر على قبور شهداء كربلاء فبكى حتى كاد يموت حزناً، وأنشأ يقول:

مررت على أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلّت

ألم تر أن الشمس أضحت مريضة

لقتل حسين والبلاد اقشعرت

وكانوا رجاء ثم أضحوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

وتسألنا قيس فنعطي فقيرها

وتقتلنا قيس إذا النعل زلت

وعند غني قطرة من دمائنا

سنطلبها يوماً بها حيث حلت

فلا يبعد الله الديار واهلها

وإن أصبحت منهم برغم تخلت

وان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقاب المسلمين فذلت

وقد أعولت تبكي السماء لفقده

وأنجمنا ناحت عليه وصلَّت


وقال سليمان بن قته العدوي التيمي أيضاً في مرثية ثانية:

عين جودي بعبرة وعويل

واندبي ان ندبت آل الرسول

ستة كلهم لصلب علي

قد اصيبوا وسبعة لعقيل

واندبي ان بكيت عونا اخاهم

ليس فيما ينوبهم بخذول

وسمي النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مصقول

واندبي كهلهم فليس اذا ما

عدّ في الخير كهلهم كالكهول

فلعمري لقد اصيب ذوو القربى

فبكى على المصاب الجليل

فإذا ما بكيت عيني فجودي

بدموع تسيل كل مسيل


وروي أن التابعي الشاعر عقبة بن عمرو السهمي قصد كربلاء لزيارة قبر الحسين – عليه السلام – فوقف عند القبر المقدس وجرت دموعه الغزيرة وأنشأ الأبيات المؤثرة التالية، قال – رضوان الله عليه -:

مررت على قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرها

وما زلت أبكيه وأرثي لشجوه

ويسعد عيني دمعها وزفيرها

وبكّيت من بعد الحسين عصائباً

أطافت به من جانبيه قبورها

اذا العين قرت في الحياة وأنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورها

سلام على أهل القبور بكربلا

وقلّ لها مني سلام يزورها

سلام بآصال العشى وبالضحي

تؤديه نكباء الرياح ومورها

ولا برح الوفّاد زوار قبره

يفوح عليهم مسكها وعبيرها


وبهذا ننهي أيها الأطائب حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية سالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة